الراي - المكان : ستاد السلام بالقاهرة، والمناسبة : مباراة الفيصلي والاهلي المصري في افتتاح بطولة الاندية العربية، والعنوان الأبرز قبل انطلاق الصافرة تمثل بعبارة «حـ نشوفك بعد المباراة».

 

في التفاصيل، وحيث كنت متواجداً في الملعب، لفت انتباهي اسلوب الحوار الذي انتهجه احد مراسلي محطة تلفزيونية في مقابلة مع جماهير الفيصلي، ومسحة الثقة الممزوجة بـ الغرور، فالمحاور سأل أحد المشجعين، هل تعرف أنكم ستقابلون بطل افريقيا وعلى أرضه وبين جمهوره .. فلماذا كل هذا التفاؤل؟ ليأتي الجواب عفوياً وسريعاً «لأننا نثق ببطل الكرة الاردنية وسفيرها وممثلها». ليرد المذيع بـ تهكم : «حـ نشوفك بعد المباراة».

 

.. بعد المباراة، وبعد الفوز المستحق للفيصلي، بدا الذهول واضحاً على اداريي وفنيي وجماهير الاهلي، فيما المراسل التلفزيوني الذي تقصدت البحث عنه منهمكاً في اجراء مقابلات لسرد أسباب خسارة الأهلي، وبالطبع تخلى -مضطراً- عن مسحة الغرور والتهكم، ليقطع الصوت القادم من مدرجات الفيصلي المبتهجة والفرحة، حديث أسباب ومبررات الخسارة، بصرخة المشجع ذاته «ليش ما توفي بوعدك .. بدي أشوفك بعد المباراة».

 

لم أجد أكثر عمقاً ووصفاً من سرد تلك «القصة» للتعبير عن قيمة الانجاز الذي حققه ممثل الكرة الاردنية، فالفوز على الأهلي المصري وبملعبه يدون في سجلات التميز، ويضاف الى صفحة مشرقة صاغ مفرداتها الفيصلي قبل سنوات قليلة وبالقاهرة ايضاً، بانتصاره على القطب الآخر للكرة المصري، الزمالك، ويؤكد أن النسر الذي واصل تحليقه الليلة الماضية بفوز لافت على نصر حسين داي الجزائري وبالتالي تصدر المجموعة وملامسة الدور قبل النهائي، لا يعرف سوى التحليق حتى حيث لا تجرؤ النسور .. والله الموفق.