Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jul-2019

شعراء ينثرون المحبة «في الطريق إلى النهر» ويحلقون بجناحين من شجر وتراب

 الدستور- عمر أبو الهيجاء ونضال برقان

أقام مهرجان جرش للشعر العربي، الذي تقيمه إدارة مهرجان جرش بالتعاون مع رابطة الكتاب، أمسيته الشعرية الرابعة، مساء يوم أمس الأول، في مقر الرابطة بجبل اللويبدة بعمان، بمشاركة الشعراء: محمد علي شمس الدين (لبنان)، عامر بدران (فلسطين)، محمد العامري، محمد ذيب سليمان، عصام السعدي، قيس قوقزة (الأردن) وأدار الأمسية الأديب محمد جميل خضر.
وفي بداية الأمسية قدمت فرقة نقابة الفنانين الأردنيين مجموعة من الأغنيات الطربية العربية، على غرار: (ويلي لو يدرون) و(بتروحلك مشوار) و(ابعتلي جواب) و(عندك بحرية)، شارك في غنائها الفنان لؤي بدر والفنان خالد بركات، والفرقة بقيادة الفنان الموسيقي عبد الرزاق مطرية، وتأتي مشاركتها في الأمسية الشعرية لغاية توثيق العلاقة بين المؤسسات الثقافية ولتعزيز التشاركية بين الثقافة والفنون.
أولى القراءات كانت للشاعر محمد علي شمس الدين، الذي قرأ سبع قصائد، جمعت بين أساليب مختلفة عرفها نتاج الشاعر في مسيرته الشعرية، بين شعر التفعيلة كلاسيكيا صريحا وبينه مشذبا، وبين الشعر المتعدد وزنا وقافية والشعر الحر القائم على وزن دون قافية. منها «ارتعاشات اللحظة الأخيرة»، و»وجه لجبران»، و»ممالك عالية»، و»وجه لحامد» وفيها يقول: «يا (حميد الدين) لا تفتح لهذا السر بابا/ تقرع الذكرى نواقيس دموعي/ وأنا انقش في الصحراء جوعي/ ارسم الشمس غزالا أو غرابا/ ومرايا نصل الدم راد الظهيرة/ وأنا ارسم وجها لبلادي/ قلبا مطعون/ وصلبت جناح الطير على جذع الزيتون/ ونقشت على عنقي سيفي/ وعلى هدبي سيفا مسنون/ وشنقت الشمس بأعتابي/ وصفعت قفا القمر المفتون/ لا قيس أحب، ولا ليلى عرفت وجها للمجنون..».
كما قرأ الشاعر قصيدة (وجه لامي): «رمادية كانت الريح بين الغصون التي/ أعلنت حزنها/ أتت تسأل النهر عني/ وفي كفها آية من دمي/ أتأتين؟ هذا أنا طفل هذي الضفاف التي أنكرتني/ تعالي/ خذي مرفقي، واجعلي منه جسرا/ وهدبي شراعا/ وطيري على الماء بي، أو بدوني/ فلا فرق/ فعانقته/ وغمست بالدمع قرنيه..».
من جانبه احتفى الشاعر محمد العامري بالطبيعة ومفرداتها بوصفها معادلا موضوعيا للحياة في جوهرها الرفيع، فتغنى بالسماء والنهر والصفصافة ومنازل أهله، ومما قرأ: «بسماءٍ خلاسيّةٍ/ سنكتُبُ ظلَنا/ على جُدُر الوهمِ/ نكتبُ صفصافَنا شهقةً في البعيدِ، فكلُ نهارٍ سيبدأُ بالحبِ/ خبزٌ لأيامِنا/ يومُنا المنتهي/ قبل أنْ تشهقَ الشمسُ بالنورِ/ وقبلَ رحيلِ الزنابقِ عن درجِ البيتِ».
كما قرأ الشاعر قصيدة «نِصفُ باب» وفيها يقول: «نصفُ بابٍ سنفتحُه/ نصفُ تفاحةٍ وحجرْ/ نصفُ أرضٍ لنا/ ولهم نصُفها/ نصفُ خبزٍ سنغمِّسُه/ في حليبِ الأراملِ/ نطعمُه للمحبةِ والأشقياءِ/ كأنّا لسانٌ/ جناحانِ منْ شجرٍ وترابْ/ ونافذةٌ أشْرَقتْ بالطيورِ..».
وفي قصيدته «في الطريق إلى النهر» يقول: «في الطريقِ المؤديةِ إلى/ نهرِنا، قصبٌ/ وبقايا خواتمَ متروكةٍ للغرامِ/ وليمونةٌ فقدتْ زوّارَها الهاربينَ/ فلم تُرضِع منذ زمانٍ فمِ النهرِ/ لم تنتشِ منذُ دهرٍ لتفركَ أحلامَها/ في الهشيرِ/ كأنّ بها وجلاً من صغارِ الثعالبِ وهْيَ تُكابِدُ ظلَّ الطرائدِ/ لا وقتَ عندي/ كي أطْحنَ كُرْكمَ الحقلِ في وَجْرِنا والذكريات/ لا ظهيرتَنا من شموسِ أزرقِنا/ لا مساءَ يطلُّ على حجرٍ في الخريفِ، ولا عنَّابةً سقطَتْ في الظلالِ/ لا ترابَ يدثرُ أحلامَنا، لا مراكبَ/ تحملُ للعائدين مفاتيحَهم/ لا شموسَ تجفِّفُ قمصانَنا/ فأنا الفردُ في شُهُبِ الغيبِ..».
أما الشاعر محمد ذيب سليمان فحاول كشف أسرار «القهوة» عبر قصيدة قال فيها: «للقهوة أجنحة حين تفك ظفائرها/ تتسلق جدران القلب وتحكي/ قصة حب ما زالت تتقافز فوق الأقداح/ وتغزل أشواقا لا تنمو إلا في الليل/ تستوطن نبض الروح على مهل حتى تغمرها النشوة/ رائحة القهوة يا سيدتي/ تصعد سلمها نحو النافذة الأولى قرب القلب/ تطرق شباك الذكرى..». ومن ثم قرأ الشاعر قصيدة «ظهر المجن» وفيها يقول: «يحاصرني ويشكوني لأني/ أغالب دمعتي وتفر  مني/ ويحملني إلى دنياه حلما/ وكلي يشتهيه بغير إذن/ فأحضن طيفه لو مرّ سهوا/ وتجري نحوه جُمل التمني..».
الشاعر قيس قوقزة تأمل خيبة الذات في الراهن من منظور وجودي عبر قصيدته «خَيْبَة»، وفيها يقول: «في تُرابِ المَدَى حَمَلْتُ حَرِيقــي/ وَانْطَفأْنَا مَعًا بِنِصفِ المَضِيقِ/ ضَاعَ ما ضَاعَ، لستُ آسَفُ أَنـِّي/ غَيمَةٌ تَنحَنِي لِنَجمٍ عَتِيقِ/ بينَنَا كانتِ المَسافةُ عُمْرًا/ كلَّمَا تَـنتَهِــي... تَطُولُ طَرِيقِـي». 
ومن ثم قرأ الشاعر قصيدة «نشيد النساء»، قبل أن يتلو «صفحات من كتاب الموت»، ليختتم بقصيدة «في سقوط الظل» وفيها يقول: «الطـَّلقـةُ الأولى... تَدورُ بِحَدْســِـــهِ/ والطــلقةُ الأخرى... تَمُــرُّ برأْســـِـــهِ/ وإذا استدارَ إلى الوراءِ... لـربَّــمـــــا/ خرجَتْ إليهِ رصاصةٌ مِــنْ نفـسـِــــــهِ/ وإذا انعكاسُ المـاءِ راوَدَ كـَـأْســَــــــــهُ ظــَمــئَ الخــيالُ مــَعَ اسْتِدَارَةِ كَأْسـِـهِ/ وَكأنَّ هــذي الأرض في دورانـِــهـــــا/ دارتْ... وَعادتْ كي تسيــرَ بعكسِهِ/ عـَطــشُ المُحـِبِّ إلى الحَياةِ مـُعــلَّقٌ/ بالـوحيِ، بـيــنَ يــدِ الحياةِ وَحِســِّــــهِ..».
الشاعر عصام السعدي ذهب باتجاه الصحراء، كاشفا أشرارها وكنوزها الجمالية والفلسفية، حيث «هيَ مُحُّ هذي الأرض ...أصفرَ/ لا زُلالَ ، ولا قُشورا.../ هيَ بَطنُ أنثى الأرضِ ، أملسُ/ ناصعٌ، ويقودُ نحوَ مَصَبِّهِ في الليلْ/ هيَ موجُ بحرٍ يابسٍ/ هيَ أنْ تكونَ مَعَ الطَّبيعةِ أنتَ، نفسكَ/ واحداً... شبحاً، حقيقياً، وحَدْسُكَ خُفُّكِ الباقي/ لتقطعَ ليلَها، جَمَلاً ضَريرا.../ هيَ أن تُصادِقَ كلَّ شئٍ طارِئٍ: طَيفَ القوافِلِ/ والسَّرابَ/ وعُشْبَةً ضَلَّتْ طريقَ النَّبعِ/ والغيماتِ تَحْبو في السّماءِ وظِهْرُها ليدَيكَ/ شيطانَ الهواجسِ/ أوشِهاباً مارِقَاً/ أو زوجَ «ليلى»/ أو طُفيليَّاً ، «كأَشْعَبَ»/ أو» تَأبَّطَ  شَرَّهُ « وأَتاكَ/ أو «ذِئبَ الفَرَزْدَق».../ أيَّ شئٍ طارئٍ، سَتضُمّهُ/ حتى تُصدّقَ أن قلبَكَ لمْ يَزلْ يحتلُّ صَدْرَكَ/ أن قلبكَ لمْ يَزلْ طِفلاً، غَريرا..». 
ومن الصحراء وفضاءاتها عاد الشاعر السعدي إلى الذات المفردة من جهة والجمعية من جهة أخرى. يقول: «قِفْ على صخرةٍ من كلام.../ وخُذْ جرَّةَ الضَوءِ ملآنة. فوقَ رأسكَ... قِفْ كأنكَ معنى الوقوفِ/ كأنَّ الزَّمانَ يمرُّ بِقُربِكَ/ مثلَ صديقٍ قديمٍ/ وقفتَ لهُ كي يراكَ/ فَمَرَّ.. وراحَ/ ولم ينتبهْ/ أَمَلْتَ لهُ جرَّةَ الضَوء. فوقَ صليبِ وُقوفِكَ/ حتَّى سَطَعْتَ كَنَجْمَةِ صُبْحٍ/ ومرَّ الزَّمانُ/ ولم ينتبه. لرائحةٍ في سَوادِ القوافلِ تبكي/ وتَعوي مَعَ الريحِ..».
ختام الأمسية كان مع الشاعر الفلسطيني عامر بدران، الذي أثار مجموعة من الأسئلة ذات الطابع الوجودي من خلال أنسنته لمجموعة من الجمادات تارة والكائنات تارة أخرى، قبل أن يشتبك مع واقعه ومحيطه على صعيدي الزمان والمكان من خلال قصيدته قراءات»، وفيها يقول: «أقرأ ما يكتب الناس في دفتر الانطباعات: كان احتفالاً يليق بدم الفقيدْ/ هذا الكلام المؤثر، لا، ليس عني. وأقرأ ما يكتب الشاعرالمستجدّ لصوت المغني: نموت، نموت ويحيا الشهيد/ إذن، ليس عني. وأقرأ يافطة المدخل العامّ: نرحب بالأصدقاء، الرفاق، الضيوف الكرام/ ولستُ صديقاً، ولستُ رفيقاً، وأعرف أني/ انا المستبدّ الذي يستضيف الكلام/ إذن، ليس عني/ ../ أقرأ متن الرسائل/ رسائل تلّ العمارنة/: نصرٌ يوقّعُ بين الملوك ولا ذِكر للموت/ أقرأ مخطوطة البحر/ بحر يموت ولا ذكر للرب/ أقرأ إعلان باريسْ/ مشنقة في انتظار لويسْ/ ولا ذكر للحرب/ أقرأ نص البيان الشيوعي/ حلم غزيرٌ ولا ذكر للحب/ أقرأ مختصراً لخطاب أتاتورك/ مختصراً لتراتيل عفلق/ مختصرأ لاتفاقية الصلح/ أوسلو وطابا، وديعة رابين/ خطاب الفتاة أمام الرئيس وزوجته/ وأقرأ دمعته، من وصايا الرجال ودمع اليتامى/ وأقرأ مختصراً لحديث أوباما/ فيكبر ظنّي/ بأن الكلام المدبّج قافيةً.. ليس عني».
وفي نهاية الأمسية سلم رئيس الرابطة الباحث محمود الضمور الدروع التكريمية للشعراء.
 أمسيتا اليوم
تبدأ عند الساعة السابعة من مساء اليوم في المركز الثقافي الملكي، فعاليات اليوم الخامس من مهرجان الشعر العربي الذي تقيمه إدارة مهرجان جرش بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، بمشاركة الشعراء: محمد الخالدي (تونس)، د. حكمت النوايسة، م. عصام السعدي، د. اسماعيل السعودي، عمر ابو الهيجاء، رغيد الشخشير (الأردن)، وتدير الأمسية الأديبة حنان بيروتي.  كما تقام في الوقت نفسه أمسية شعرية في محافظة عجلون/ قضاء قلعة الربض، بمشاركة الشعراء:علاء عبد الهادي (مصر)، قاسم حداد (البحرين)، محمد نصيف (العراق)، خالد ابو خالد، د. مهند ساري، محمد العامري(الأردن)، ويدير الأمسية الأديب محمد سراج الزغول.
 ختام المهرجان
تبدأ عند الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة المقبل في مركز الحسين الثقافي/ رأس العين، فعاليات اليوم السابع والأخير من مهرجان الشعر العربي الذي تقيمه إدارة مهرجان جرش بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، بمشاركة الشعراء: علاء عبد الهادي (مصر)، قاسم حداد (البحرين)، خالد ابو خالد، عبد الرحيم الجداية، د. حربي المصري، د.هشام القواسمة، وفاء جعبور (الأردن)، ويدير الأمسية الشاعر أحمد طناش شطناوي.