Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2017

فرنسا: ماكرون يكلف اليميني المعتدل فيليب تشكيل الحكومة

 

باريس - كلف الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون أمس اليميني المعتدل ادوار فيليب تشكيل الحكومة المقبلة قبل أن يغادر إلى برلين في زيارة تدل على الاهمية التي يوليها للمحور الفرنسي الالماني والنهوض الأوروبي.
ويعكس اختيار هذا النائب البالغ من العمر 46 عاما من خارج حركة الرئيس "الجمهورية الى الامام" رغبة الرئيس الوسطي في الجمع بين كافة الأطياف السياسية.
كما من شأن هذا التعيين ان يجتذب اصوات قسم من اليمين لتأمين غالبية في الجمعية الوطنية خلال الانتخابات التشريعية المرتقبة في حزيران (يونيو)، وهو شرط اساسي لكي يتمكن من تطبيق اصلاحاته الليبرالية والاجتماعية.
وكان ماكرون وعد في أول خطاب رسمي أول من أمس "بجمع" الفرنسيين وتحقيق "المصالحة" بينهم، واعادة الثقة اليهم، واعادة تأسيس أوروبا وجعلها "أكثر فاعلية وأكثر ديمقراطية".
ورئيس الوزراء المكلف غير معروف كثيرا لدى الفرنسيين وسبق أن تجاوز الخطوط السياسية التقليدية فهو رئيس بلدية من حزب الجمهوريين اليميني لمدينة هافر (شمال غرب) ومقرب من رئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه. ناضل في شبابه ضد الاشتراكي ميشال روكار ونهجه الاشتراكي-الديمقراطي قبل ان ينضم الى صفوف اليمين.
ورأت الباحثة كلويه موران انه بالنسبة لماكرون "انه رجل من اليمين يتيح له اعطاء ثقل إضافي لخطابه الداعي الى جمع الاطياف من أجل الحكم بشكل أفضل".
واكد مصدر مقرب من ماكرون ان تعيين ادوار فيليب "يعد خطوة جيدة" تجاه اليمين.
وتشكيلة الحكومة المقبلة المتوقعة اليوم ستكون اختبارا جديدا لخلط الاوراق السياسية الذي وعد به ماكرون الذي انتخب على أساس مشروعه "لا يمين ولا يسار" في ختام حملة كشفت عن انقسامات عميقة في البلاد.
في خطاب تنصيبه، اولى الرئيس الجديد اهمية خاصة الى القضية الاوروبية. وقال ان "اوروبا التي نحتاج اليها سيعاد تأسيسها واطلاقها لانها تحمينا".
وقد خصص أول رحلة له الى الخارج امس الى برلين للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي حققت فوزا انتخابيا مريحا ومهما الاحد قبل الانتخابات التشريعية الالمانية التي ستجري في أيلول (سبتمبر).
وقالت مصادر في محيط ماكرون "هناك رغبة في العمل المشترك حول بعض الاولويات وهي الأمن والاقتصاد والاستثمارات والضمان الاجتماعي ومكافحة الاغراق" وغيرها.
وغداة فوز ماكرون على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، قالت ميركل انه يحمل الأمل "لملايين الفرنسيين وكذلك للكثير من الناس في المانيا وأوروبا". ومع ذلك لا يتوقع ان تكون المحادثات سهلة.
واعترف وزير ألماني طلب عدم الكشف عن اسمه بان ميركل "لديها هامش مناورة محدوداً جدا مع ماكرون بما انها محافظة".
قالت النائبة الاوروبية سيلفي غولار القريبة من رئيس الدولة الجديد ويمكن ان تدخل الى الحكومة انه "ليست هناك مواجهة" مطروحة مع برلين.
وقالت لقناة التلفزيون العامة "فرانس-2" انه "يجب بالتأكيد ان نكون حازمين حيال شركائنا ليس فقط الالمان، عندما يتعلق الامر بالدفاع عن البلاد".
ولم تعط الصحف الالمانية اي مهلة للرئيس الفرنسي الجديد وركزت منذ انتخابه على نقاط الخلاف المحتملة مع برلين.
فقد تحدث ماكرون عن "معاهدة لاعادة بناء" الاتحاد الأوروبي. لكن فكرة تعديل الاتفاقيات الأوروبية تشكل خطا احمر لدى برلين منذ ان رفض الفرنسيون مشروع الدستور الأوروبي في 2002.
ويطرح الرئيس الفرنسي الجديد تخصيص ميزانية وبرلمان ووزير مالية لمنطقة اليورو، وهي قضايا يمكن ان تغضب المستشارة وحزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي الصارمين جدا على الصعيد المالي.
وعنونت مجلة "دير شبيغل" الاسبوعية السبت "الصديق العزيز ماكرون ينقذ أوروبا... ويترتب على الألمان دفع" المال.
تولى ماكرون مهامه رسميا في قصر الاليزيه خلفا للرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند الذي خصص ايضا آخر زيارة له الى الخارج لبرلين الاثنين الماضي.
أدى فوز ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 7 أيار(مايو) الى تغيير المشهد السياسي الفرنسي بعد حملة شهدت تطورات كبيرة ونتائج تاريخية سجلها اليمين المتطرف، والغياب التاريخي للحزبين التقليديين اليميني واليساري، اضافة الى شروخ كبيرة في بلد منقسم بين الرابحين والخاسرين من العولمة.-(ا ف ب)