شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية أشهر السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.

«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الكاتبة والمربية ميسر أبو الرب، فكانت هذه الرؤى والإجابات. ماذا عن طقوسك التي تمارسها كمبدعة خلال شهر رمضان؟

 

ـ شهر رمضان ينبش فينا الذكريات ويحملنا عائداً بنا إلى طفولتنا وأيامنا الأولى في الصيام ،الصعود إلى الأسطح لترقب إضاءات المسجد استعدادًا للمغرب يرسم في الذاكرة موائد الإفطار مع الغائبين فيستعمرنا في هذا الشهر الحنين.نحاول السيطرة عليه بممارسة طقوس عملية تبعث فينا السكينة فأحول طاقتي واتجاهي إلى  الأعمال التطوعية بكافة ألوانها أشارك في توزيع طرود الخير وفي  إفطار الأيتام فتجدني أعلو هرم  سعادتي وأنا أرى الابتسامة على وجه محتاج زال عن كاهله همّ قوت يومه، أو ضحكة طفل خجلة حين يفوز بلعبة أو يحصل على بالون ملون.

 

*هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أو فرصة للكتابة الإبداعية؟  

 

ـ غالباً تأخذ القراءة في الشهر الفضيل منحنيات روحانية فنميل إلى قراءة كتاب الله الكريم والتفسير والتأمل في آياته ومعانيه والبحث عن سكون الروح بين سطوره ويخزن العقل الباطن مفرداته التي تظهر بجمالها وعفويتها في كتاباتنا الإبداعية.

 

 برأيك ما الذي ترينه مميزا في رمضان عن أشهر باقي السنة؟                 

 ـ بالطبع كل التميز في  شهر رمضان شهر القرآن والخير والتواصل والتراحم والتسامح، وهو شهر التنظيم بالنسبة إليّ كربة أسرة حيث يتناول فيه جميع أفراد العائلة وجباتهم في وقت واحد يجتمعون على سفرة واحدة يدعون الله بلسان واحد ، شهرٌ تسوده الطمأنينة والسكينة ليت كل أشهر السنة تشبه رمضان ولكن هو رمضان واحد له خصوصيته نفتقده حين يرحل ونشتاقه ونرحب به أيما ترحيب حين يعود.

 

 هل ثمة حقول معرفية تفضلين القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم؟

 

ـ كما ذكرت مسبقاً رمضان فرصتنا جميعًا لتغذية الروح وشحن النفس بالقراءة وتثقيف الروح بالقراءة في الجانب الروحاني والديني، فننشغل به عن ترهات الحياة اليومية بقراءة كل ما تجود به علينا الصفحات الراقية في مواقع التواصل الاجتماعي نهارًا، وفي التلذذ بقراءة القرآن في ساعات الليل ساعات الصفو مع الذات، وكل عام وأمتنا العربية والإسلامية بألف خير ومحبة وسلام.