Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2016

عين سالم موقع ديني أردني مهم يستحق الرعاية والاهتمام - د. جورج طريف
 
الراي - تم خلال مؤتمر دراسات تاريخ وآثار الأردن الثالث عشر الذي عقد خلال الفترة ما بين 21 - 26/ 5/ 2016 في رحاب جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في عمان، الاعلان من قبل  الدكتور محمد وهيب الاستاذ في كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية عن اكتشاف موقع عين نون ساليم او (عين سالم )على سفوح مادبا الغربية، ويحده من الشمال وادي حسبان، ومن الشرق جبل نبو، ومن الغرب موقع عماد المسيح (المغطس)، ومن الجنوب الطريق الروماني الدولي، ويقع الاكتشاف على هضبة مطلة على سهول الرامة والكفرين وتل الرامة وتل اكتانوا في منطقة لواء الشونة الجنوبية. 
 مساحة الموقع الذي استغرق العمل فيه أكثر من عشر سنوات وعمل فيه بالاضافة الى الدكتور محمد وهيب العديد من الباحثين والخبراء الأردنيين المتخصصين في مجال علم الآثار تبلغ  قرابة 50 دونما، ويسمى هذا الموقع في سجلات دائرة الاراضي بحوض عين سالم، كما ورد ذكر الموقع في (انجيل يوحنا 3: 23) باسم عين نون قرب ساليم.
ويقول مكتشف هذا الموقع أن النبي يحيى عليه السلام أمضى آخر أيامه في هذا المكان بعد أن غادر موقع العماد التقليدي في بيت عنيا شرقي نهر الأردن ومن ثم اعتقاله ونقله إلى مكاور لينال الشهادة هناك، وغادر المسيح عليه السلام في الاتجاه المعاكس إلى القدس لينتهي فصل آخر من سيرة الانبياء والرسل من عين نون ساليم المباركة إلى القدس الشريف.
ويضيف إن  الدلائل التي تم التوصل اليها تشير بما لا يقبل الشك ان الجنود الرومان ألقوا القبض على النبي يحيى(يوحنا المعمدان ) في عين نون ساليم في وادي حسبان السفلي الواقع ضمن حدود عين ساليم؛ حيث تنتشر الكهوف هناك بشكل ملفت بجوار المياه العذبة الجارية بجوار الطريق الروماني الذي تم الآن اكتشاف اجزائه السفلية ومصاطبه الحجرية والمقاطع الصخرية التي يعبرها قادماً من حسبان باتجاه اريحا وبالعكس، وهذا المكان يقابل وادي قدرون الذي اشار فيه المؤرخون الى انه المكان الذي اعتقل فيه المسيح عليه السلام على الجانب الغربي لنهر الأردن.
عين ساليم موقع ديني وأثري مهم جدا واكتشافه يمكن تصنيفه بكل المقاييس انه اكتشاف عالمي وعلى مختلف الصعد وان نتائج البحث العلمي التي تم التوصل اليها من خلال دعم البحث العلمي في الجامعة الهاشمية ادت إلى رسم مسار رحله النبي يحيى عليه السلام في ربوع الاردن بدءا من اقامته في البرية في موقع عماد السيد المسيح ثم انتقاله إلى عين نون ساليم حيث كان يعمد ايضا ويبشر في هذا الموقع ويطهر المؤمنين الداخلين في هذا الدين بالمياه العذبة الجارية والساخنة خلال فصل الشتاء، ثم بعد ذلك انتقاله إلى المحطة الثالثة والأخيرة والفصل الاخير في حياته من حيث انتقاله إلى مكاور؛ حيث استشهاده ووداعه للدنيا، إذ ذكرت المصادر والمراجع التاريخية تلك الحادثه بإسهاب وتفصيل واعتمد تل مكاور حاليا من طرف وزارة الاوقاف كمقام للنبي يحيى عليه السلام.
    بقي ان نشير الى أن اكتشاف هذا الموقع وضع حدا للجدل الذي كان دائرا بين العديد من العلماء والرحالة والاثريين الاجانب الذين قاموا بدراسات القرن الماضي  حول هذا الموقع واعتقد بعضهم انه يقع غرب النهر وبالتحديد في القدس اوبيسان وغيرها لتأتي جهود الدكتور محمد وهيب وفريقه باعلان هذا الاكتشاف على سفوح مادبا الغربية الامر الذي يتطلب من المعنيين كافة وفي القطاعين العام والخاص كوزارة السياحة والاثار وهيئة تنشيط السياحة وغيرها من المؤسسات العمل على الترويج لهذا الموقع وزيادة الاهتمام والرعاية له لما لذلك من فوائد جمة تعود على الجميع بالنفع والخير الوفير  .
tareefjo@yahoo.com