Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Feb-2019

أملاك اليهود العرب المزعومة.. أداة ابتزاز جديدة !*احمد ذيبان

 الراي

يوفر عصر الخنوع العربي الراهن، فرصة ذهبية لاسرائيل لتحقيق المزيد من المكاسب، فهي تقوم بهجوم تطبيعي كاسح باتجاه دول الخليج، ومؤخرا كشف النقاب عن زيارات وفود عراقية للكيان الصهيوني عام 2018 ! بالإضافة الى اختراق جديد لقارتي افريقيا وأميركا اللاتينية، تمثل بزيارتين قام بهما مؤخرا رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو الى تشاد والبرازيل، وقبل أيام عقد «مؤتمر وارسو» برعاية أميركة، بمشاركة » 60 » دولة أبرزها دولة الاحتلال وحضور عربي لافت ، وكان أحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر» دمج اسرائيل» في المحيط العربي،وهو ما دعا نتنياهو لوصف المؤتمر ب"الحدث التاريخي»، وكل ذلك ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية، التي تمر في أصعب مراحلها،وسط أنقسام فلسطيني عميق عجزت كل الوساطات والمبادرات عن مداواته !
 
تعمل الحركة الصهيونية وفق استراتيجية طويلة الأجل، بعكس العرب الذين يمارسون السياسة ب «المياومة»، وتستثمر دولة الاحتلال أي مناسبة أو حدث أو متغير دولي لتحقيق أهدافها، وممارسة سياسة الابتزاز والترهيب والضغوط، والمفاجأة الجديدة المثيرة في هذا الصدد، تصريحات تتحدث عن إعداد ملفات للمطالبة ، بمبلغ «250» مليار دولار تعويضات عن ممتلكات وأصول مزعومة تركها اليهود العرب، الذين غادروا الى اسرائيل بعد إنشائها عام 1948، وجاء الحديث عن هذه التعويضات على لسان وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية «غيلا غمليئيل» في الشهرالماضي، إذ قالت: » حان الوقت لتصحيح الظلم التاريخي الذي تعرّض له اليهود في سبع دول عربية هي » العراق،سوريا،مصر ،لبنان،اليمن،المغرب والجزائر» بالإضافة الى إيران !
 
ونقل تقرير نشره موقع » تايمز أوف إسرائيل »، أنه يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة على طلبات التعويض، وأن اسرائيل عملت سراً خلال الأشهر الـ 18 الماضية مع شركة محاسبة دولية، لتقدير قيمة الممتلكات والأصول،التي تزعم أن اليهود » أجبروا » على تركها في تلك الدول .
 
نجحت الحركة الصهيونية بترسيخ » ثقافة المحرقة » في الأدبيات السياسية الغربية، وفرضت ذلك أخلاقيا على المجتمعات الأوروبية، وتشير التقديرات الى أن ألمانيا دفعت الى اسرائيل واليهود في دول أوروبية، حوالي «100 مليار» دولار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحت عنوان تعويضات ل » ضحايا «المحرقة النازية المزعومة ! بينما يعجز العرب عن فرض الحقوق الفلسطينية العادلة على الأجندة الدولية، وثمة عشرات القرارات الأممية تؤكد ذلك،لكنها مجرد حبر على ورق، بسبب عدم وجود إرادة عربية موحدة، تستخدم أدوات الضغط السياسية والاقتصادية التي يمتلكونها !
 
لم تحدث عمليات طرد جماعي لليهود العرب، ينطبق عليها وصف» تهجير قسري»، ولم يعيشوا في مخيمات اللجوء كالفلسطينيين، بل غادروا بمحض إرادتهم أو بسبب حوادث فردية، وقعت بتأثير ما سببته كارثة فلسطين من ردود فعل،لكن الحركة الصهيوية قامت بعمليات تحريض وإغراء واسعة بعد إقامة اسرائيل،لتخويف اليهود تحت عنوان العودة الى» أرض الميعاد »، وبذرائع توراتية وتلمودية زائفة، بل ذهبت أبعد من ذلك بتدبير بعض أعمال العنف، والقيام بتفجيرات استهدفت أماكن يهودية كما حدث في العراق عام 1951 !
 
وعلى غرار ابتزاز ألمانيا وأوروبا للحصول على التعويضات،أسس إسرائيليون منظمات لمطالبة الدول العربية بتعويضات، عن ممتلكات مزعومة لليهود العرب » المهجّرين»، وأشهرها منظمة » العدالة لليهود من الدول العربية (JJAC)»،التي تنشط على الساحة الدولية وخصوصاً في الولايات المتحدة .
 
ويلاحظ طرح اسرائيل قضية التعويضات عند الحديث عن أي «عملية تسوية » مع دول عربية ، وحدث ذلك في المطالبة باستعادة أملاك اليهود المصريين أثناء مباحثات كامب ديفيد عام 1979. ومنذ نحو عام يكثر الحديث عن «صفقة القرن»، التي تطبخها ادارة الرئيس الاميركي ترمب، ويمكن ربط إثارة اسرائيل لملف تعويضات اليهود العرب، بما تخفيه هذه الصفقة من تفاصيل،واحتمال توظيف «تعويضات اليهود» في المساومات على قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين !