Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2017

ثلاثة بَقيَ واحد منهم!! - صالح القلاب
 
الراي - بوفاة مصطفى طلاس، رحمه الله على أي حال، لم يبق من ركائز نظام حافظ الأسد من «الديكور السني» إلاّ عبدالحليم خدام الذي كان قد فرَّ فراراً من سوريا إلى باريس وبقي يعيش هناك منذ العام 2005 وحيث حاول إنشاء جبهة معارضة مع جماعة الإخوان المسلمين لكن تلك المحاولة لم تتكلل بأي نجاح أولاً: لأن الثقة بين الطرفين كانت معدومة بصورة نهائية وثانياً: لأن عواصف الربيع العربي في آذار عام 2011 قد فاجأت الجميع وأبرزت معارضة بأهداف وبرامج جديدة غير المعارضة السابقة .
 
كان خدام في فترة من الفترات يعتقد أنه سيكون وريث حافظ الأسد كرئيس لسوريا وبخاصة بعد وفاة نجل الرئيس السوري السابق باسل الأسد لكن ثبت أن هذا الإعتقاد كان خاطئاً مثله مثل إعتقاد مصطفى طلاس الذي توفي أمس الأول في أحد المستشفيات الباريسية ومثل إعتقاد حكمت الشهابي الذي كان هو الوحيد الذي إعترض وعلناً على تولي بشار الأسد منصب رئيس الجمهورية خلفاً لوالده الذي بتنفيذ إنقلابه على «رفاقه» في عام 1970 قد نقل الحكم والسلطة في هذا البلد وبصورة نهائية إلى الطائفة العلوية.. إلى جماعته وأقاربه وأنسبائه وأتباعه من هذه الطائفة .
 
كنت رأيت مصطفى طلاس عن قرب للمرة الأولى في نهايات عام 1966، كما أعتقد، وكان ذلك عندما أختير لرئاسة محكمة عسكرية، كانت إنعقدت في نادي الضباط القديم الواقع بمحاذاة مبنى البرلمان السوري، لمحاكمة رفاق الأمس الذين إنقلب عليهم رفاقهم في الثالث والعشرين من شباط من هذا العام الآنف الذكر نفسه ثم وكنت قد إلتقيته مع الصديق العزيز هاجم الهنداوي، رحمه الله، في مبنى رئاسة الأركان وحيث لم يكن هناك تطرق للأمور السياسية ولا بكلمة واحدة فالحديث دار بمعظمه عن مصطفى وهبي التل (عرار) وعن ديوانه:»عشيات وادي اليابس» ...ويومها عرفت من هاجم (أبو مروان) أن النسخة الأصلية من هذا الديوان موجودة لدى المحامي الشهير محمود المطلق في إربد .
 
لم يحاول مصطفى طلاس بعد لجوئه إلى باريس إنشاء لا تيار ولا جبهة ولا حزب لمعارضة نظام بشار الأسد الذي لم يكن مقتنعاً به لا من قريب ولا من بعيد وترك هذا الأمر لإبنه مناف الذي كان يحمل رتبة عميد في الحرس الجمهوري وأيضاً فإنَّ عدم إنسجامه مع كلٍّ من عبدالحليم خدام والجنرال حكمت الشهابي قد إنتقل معه إلى مرحلة المنافي وحيث، على حدِّ علمي، لم يكن هناك حتى أي تفكير مشترك بالتصدي لهذا النظام الذي إنتقل من الأب إلى الإبن وليس لأي منهم وإسقاطه.
 
كان كلُّ من عبدالحليم خدام وحكمت الشهابي على علاقة وطيدة برئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ربما بحكم الرابطة الطائفية السنية ومعارضة ما يعتبرانه نظاماً علوياًّ إستبدادياًّ، وكانا على قناعة، وخدام لا يزال، بأن بشار الأسد «شخصيا» هو من أعطى الأوامر ومباشرة للمخابرات السورية (غازي كنعان) بإغتيال الحريري، الذي أغتيل، كما هو معروف، في الرابع عشر من شباط 2005 .
 
لم يشفع للشهابي أنه كان أحد رموز إنقلاب حافظ الأسد في عام 1970 فمعارضته المعلنة لخلافة بشار الأسد لوالده في عام 2000 جعلته مكروها بل ومطلوباً مما إضطره إلى مغادرة سوريا إلى الولايات المتحدة وحيث توفي هناك في عام 2013 ودفن هناك .. ووفقاً لصحيفة «الحياة، الأستاذ عبدالوهاب بدر خان، فإنه كان أسَّر لصديقه وليد جنبلاط في نيسان 2011، أي بعد نحو شهر من بدء الإنتفاضة السورية، بأن سوريا ذاهبة إلى حرب أهلية وأن بشار الأسد يريد «التقسيم» وأنها، أي سوريا، متجهة إلى ما يشبه الصومال .. و»تذكَّر كلامي يا وليد بيك.. إنهم يريدون التقسيم وسوريا التي نعرفها لن تعود»!!.
 
ثم وبعد مغادرة الشهابي النهائية لسويا نُقِلَ عنه مكتوباً ربما في هذه الصحيفة نفسها «الحياة» أنه قال لبعض المقربين منه: إن بشار وماهر الأسد أولاد ذاهبون في المعركة إلى النهاية... إنهم لن يصلحوا السلطة ولن يسلموها.. وإنهم لن يتركوا الشام إلا وهي أنقاض.. أولاد ذاهبون إلى التقسيم ولكن ليس قبل أن يحرقوا البلد بما فيها وبما عليها .