Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2018

فعلاً... إنها «إهانة» - صالح القلاب

الراي -  كل عمل عسكري سواء كان ضربة خاطفة تستهدف أهدافاً محددة أو حرباً شاملة واسعة النطاق فإن غايتها بالأساس سياسية ولذلك فإن الروس قد بادروا إلى الإعلان على لسان مندوبهم في الأمم المتحدة بأن ما قام به الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون يشكل إهانة لرئيسهم فلاديمير بوتين وحقيقة أنه إهانة أيضاً للولي الفقيه علي خامنئي وحسن روحاني في طهران.

والواضح أن هذه «الضربة»، التي بادر نظام بشار الأسد إلى الإدعاء بأنه «إستوعبها» وهو لم يستوعب شيئاً، لن تقف عند هذا الحد فالصراع في سوريا بدأ صراعاً دولياًّ وأستمر صراعاً دولياًّ وبخاصة بعد ظهور الروس العسكري في «حميميم» وغيرها وفي كل الأراضي السورية في عام 2015 وبعد إحتلال الإيرانيين لهذا البلد عسكرياًّ وتحولهم ليس مع الوقت وإنما منذ البدايات إلى صاحب القرار الأول والأخير فيه.
لم يكن متوقعاً أن تأتي هذه «الضربة» في هيئة إحتلال عسكري ثلاثي، أميركي – فرنسي – بريطاني، لسورية أو من أجل إزاحة نظام بشار الأسد وإسقاطه وإستبداله بنظام آخر إنْ من المعارضة وإنْ من داخل هذا النظام نفسه فهذه مسألة كانت مستبعدة إطلاقاً إلاّ بالنسبة لمن لا يرون أبعد من أرنبات أنوفهم إذ أنَّ المقصود كان :»هزَّ الرسن» للذين يعتبرون أنفسهم يحكمون في دمشق وهم ليسوا كذلك وكان إهانة لبوتين وإفهامه أنَّ «طاؤوسيته» ومهما تمادى فيها فإنها سترتطم في النهاية بجدران الحقيقة.
وأغلب الظن أن «الرفيق» فلاديمير بوتين «سيزدري» هذه الإهانة التي جعلته يهبط من سابع سماء كبريائه إلى أعمق ما في باطن الأرض، وأنه «سيستوعبها» وكما أعلن الناطقون الشكليون بإسم نظام بشار الأسد بأنهم إستوعبوا هذه الضربة الثلاثية التي إستهدفت أنف الرئيس الروسي وأستهدفت كبرياءه وكرامته وهنا فإنه غير مستبعد أن يقوم الروس بعمل إستعراضيٍّ لإسترداد بعض من كرامة رئيسهم التي أصبحت مهدورة.
الآن وبعد هذه «الضربة» التي هي ضربة سياسية أكثر كثيراً مما هي عسكرية سيتواصل الضغط على الروس وعلى الإيرانيين وسيبدأ حلفاؤهم بالإنفضاض من حولهم فالناس دائماً وأبداً مع القوي ضد الضعيف
ولذلك فلعلَّ من المفترض أن الكل قد لاحظ مسارعة (الأخ) رجب طيب أردوغان بعد هذه الضربة مباشرة إلى إنعطافة كبيرة في مواقفه والقول، بهذا المعنى، إنه كان من الضروري أن يكون هناك مثل هذا الرد وأكثر منه على إستخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية.. والله في خلقه شؤون!!.