Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Sep-2016

يتمنون الأسوأ - موشيه آرنس

 

هآرتس
 
الغد- الادعاء بأنه يهدم علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة هو السهم المسمم المفضل على من يطمحون لاسقاط بنيامين نتنياهو. كل إسرائيلي يعرف أن العلاقات مع الولايات المتحدة هي الذخر الاستراتيجي الأهم. اذا اقتنع الجمهور أن نتنياهو يقوم بهدم هذه العلاقات فيمكن أن يعتبر ذلك سببا لإدارة ظهره لنتنياهو.
إن تصميم نتنياهو على منع المصادقة على الاتفاق النووي مع ايران لعب في صالحهم. رغم وجود الاتفاق الواسع في إسرائيل الذي يعتبر أن الاتفاق مع آيات الله اشكالي ومناقض للمصالح الإسرائيلية، صمم خصوم نتنياهو على أن معارضته الشديدة، لا سيما الخطاب الذي ألقاه أمام المجلسين، ستزيد من غضب رئيس الولايات المتحدة واغلبية اعضاء الحزب الديمقراطي، الامر الذي سيؤدي الى هدم التحالف الإسرائيلي الأميركي، الذي بني على مدى عشرات السنين. وحول الضرر الذي تسبب به للمصالح الحيوية الإسرائيلية قالوا إنه لا يوجد تسامح.
إن ذلك لم يحدث. فالولايات المتحدة تبيع إسرائيل الطائرات القتالية المتقدمة "اف 35"، والتعاون الاستخباري والتكنولوجي مستمر والمساعدات العسكرية لإسرائيل لن تتوقف. من يزعمون بحماس أن نتنياهو يتسبب بضرر شديد للعلاقات بين الدولتين يتجاهلون الاساس الذي بنيت عليه هذه العلاقات – اساس قوي لا يمكن ضعضعته – المزروع في المبادئ والقيم والمصالح المشتركة. لقد استخفوا برئيس الولايات المتحدة عندما اعتقدوا أن الغضب على نتنياهو سيدفعه الى العمل خلافا لمصالح الولايات المتحدة.
 ماذا بقي لهم ليقولوه بعد توقيع الاتفاق الذي ستمنح الولايات المتحدة من خلاله لإسرائيل خلال السنوات العشر القادمة مساعدة عسكرية بمبلغ 38 مليار دولار؟ هل كان شخص آخر سيحصل على أكثر من ذلك. بكلمات اخرى، نحن نستحق أكثر والأميركيون كانوا سيعطونا أكثر لولا سلوك نتنياهو.
هذا الادعاء لا أساس له من الصحة. فمنذ 30 سنة، منذ بدأت إسرائيل في الحصول على المساعدة العسكرية السنوية بمبلغ 3 مليارات دولار، حيث أن الاقتصاد الإسرائيلي يزدهر وينمو بشكل أسرع من اقتصاد الولايات المتحدة. المساعدة العسكرية تساوي الآن أكثر بقليل من 1 في المائة من الناتج القومي الإسرائيلي. هل كان يجب علينا الطلب أكثر؟ هل كان شخص آخر سيحقق لنا أكثر من ذلك؟.
هذا الادعاء مضحك ومحرج. عندما أُعلن أن اوباما ونتنياهو سيلتقيان في الأمم المتحدة، عاد خصوم نتنياهو وتنبأوا بأن الرئيس سيوبخه أمام العدسات. وهذا لم يحدث بالطبع. كان ذلك أحد اللقاءات الكثيرة التي أجراها اوباما مع زعماء العالم. لم تكن له أي نية لتحويل اللقاء مع زعيم أحد حليفات الولايات المتحدة المهمة إلى فضيحة. كل من يعرف، لو القليل، عن الثقافة السياسية الأميركية كان يعرف ذلك.
لكنهم مع ذلك يأملون بتحقق الاسوأ. إنهم يتمسكون بالقشة ويتحدثون عن التوقعات حول نوايا اوباما في استغلال الاشهر التي ستفصل بين انتخاب وريثه أو وريثته وبين أدائه أو أدائها ليمين القسم من اجل الحاق ضربة قوية باسرائيل في الأمم المتحدة.
وحسب علمي، لم يسبق أن اتخذ رئيس أميركي مغادر اجراءات جوهرية في الفترة الانتقالية التي تسبق استبداله، دون تنسيق الامر مع وريثه. من غير المعقول الافتراض أن اوباما سيسجل سابقة كهذه. ومن الافضل لادعياء الخراب أن يعودوا ويتعمقوا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.