Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2020

الهيجان التركي..*محمد سلامة

 الدستور

ليس سرا أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فشل في تسويق مشروع الإخوان المسلمين فى مصر وباقي الدول العربية بداية ما يسمى بالربيع العربي عند أمريكا والغرب، وصمود سوريا وراء ذلك، والآن يريد تسويق مشروعه الثاني بإقناع العالم بأنه ليس حليفا لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الموصومة بالإرهاب، فاطماع بلاده في الشمال السوري معروفة، فما يجري من تغطية بالمدفعية التركية لهجمات متتالية للجماعات المسلحة بقيادة النصرة ذاتها مؤشرا على أن الهيجان التركي بلغ ذروته وربما سوف يؤدي إلى نهايات مأساوية.
واشنطن أعلنت دعمها السياسي والديبلوماسي له، الحقيقة أنها ستتركه مع اول رصاصة روسية تسقط طائراته، وقصة المصالح التي وقعها و الصفقات مع الرئيس بوتين لا تعني السماح له بإعادة بناء أحلامه الإمبراطورية، والكل بانتظار قرار المواجهة، وعليه فان توقيعه على استانا وسوتشي هو اقرار بوحدة الأراضي السورية ووجود قواته شمال حلب وإدلب ونشره المزيد من القوات غير شرعي ومخالف للقوانين الدولية، وهو يتحمل تبعات عدوانه على الشعب والدولة العربية السورية.
الرئيس اردوغان كان يحلم في بدايات هيجانه في جل الساحات العربية أن بإمكانه إعادة أمجاد امبراطوريته الغابرة من خلال مشروع الإخوان والسيطرة على المشرق والمغرب العربي كله، وقد أسقطته سوريا وكشفت دوره في تدمير البلاد العربية، والآن يريد مناطق نفوذ وهيمنة في سوريا وليبيا ودول عربية أخرى، بعدما أدرك أن أبواب أوروبا مغلقة أمامه نهائيا، وسوريا مرة أخرى سوف تسقط مشروعه التوسعي في البلاد العربية، ولن يسمح له بالبقاء ليوم واحد داخل الأراضي السورية، وسيتم قلع نقاط مراقباته في جل الجغرافيا الممتدة من حلب وحتى ادلب.
اردوغان فشل في المرة الأولى وكاد أن يخسر بلاده، ونجح في المراوغة وإعادة اللعب دوليا وعاد من جديد عبر البوابة الروسية للعب في الساحة السورية ويدرك أن إيران وروسيا والصين ضده وان أمريكا تريد توريطه ثانية لأهداف معروفة وهذه المرة سوف يخسر في سوريا ولن يحقق أحلامه المريضة لا في سوريا ولا في غيرها، فحالة الهيجان التركي ستتوقف بمجرد بدء المواجهات مع الجيش السوري وحلفائه، رفضه التعاطي مع مشروع الوفد العسكري الروسي يأتي لانتزاع المزيد من التنازلات، وبالمحصلة ليس أمامه سوى قبول الوساطة الإيرانية أو لقاء الرئيس بوتين قبل نهاية الشهر الجاري وقبول ما يقدم له، وغير ذلك فإنه سيقع في شر هيجانه الأعمى.