الراي - قبل عامين ونيف اقترح الأردن وضع كاميرات داخل ساحات الحرم القدسي الشريف شريطة ان يكون التحكم بالكاميرات لدى الجانب الأردني ويكون البث عبر الأنترنت للعالم على مدار الساعة.

 

الجانب الفلسطيني الرسمي قبل بالفكرة في حين اعترضت بعض الجهات الشعبوية مدعية ان وجود كاميرات في الأقصى ستحد من خصوصية تحرك الشباب في ساحات الأقصى.

 

ورغم صعوبة اقناع الجانب الإسرائيلي بفكرة تحكم الأردن بالكاميرات الا ان الاحتجاجات وعدم وجود اجماع فلسطيني أدت الى سحب الاردن لتلك الفكرة.

 

الغريب في المحتجين على وجود كاميرات اردنية انهم على دراية بوجود 8000 كاميرا في جميع انحاء القدس القديمة وحتى على بعض المباني المطلة على ساحات الحرم.

 

«لو كانت الكاميرات موجودة لكان ممكنا ان نتابع ما يحدث في الحرم خلال ال 48 ساعة التي تم إغلاق الأقصى وسحب حراس الأوقاف الأردنية المرابطين في الحرم,» هذا ما قاله لي مسؤول كبير في الأوقاف بمرارة بعد ان راقب الاقفال المكسورة والتخوف من قيام الاحتلال بالعبث في مقتنيات نادرة.

 

فعلاً لماذا لا يوجد هناك إمكانية لمتابعة كل ما يجري في ساحات الأقصى على مدار الساعة؟ فالحرم القدسي الشريف المكون من 144 دونماً هو موقع تراث عالمي حسب منظمة اليونيسكو ومن الضروري ان يستطيع العالم باسره ان يتابع ما يجري في الأقصى.

 

قبل عدة أسابيع نشرت إسرائيل لقطة من عملية طعن ادعت ان سائحا اردنيا قام بها. المشكلة ان اللقطة التي تم نشرها ووزعتها إسرائيل وبصورة منتقاه رغم انه من المؤكد ان نفس الحدث من زاوية مختلفة قد يقدم لنا رؤية ومعلومات مختلفة. كما هناك ضرورة لمعرفة ما حدث قبل وبعد اللقطات المنشورة من قبل إسرائيل.

 

بعد احداث يوم الجمعة الماضية وعبث السلطات الإسرائيلية في محتويات العديد من المكاتب والبنايات الموجودة في ساحات الأقصى فانه من الضرورة إعادة النظر بفكرة وجود كاميرات في جميع ساحات الأقصى على ان تكون مركز التحكم بالكاميرات من الجانب الأردني وان يتم بث كل ما يجري بصورة حية ومباشرة على مدار الساعة.