Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2018

التعليم العالي .. نجوم وتصنيفات - د.اسمهان ماجد الطاهر

 الراي - جهود هائلة تم بذلها في العمل من أجل التصنيف الأردني للجامعات من قبل الجامعات التي خضعت للتصنيف أو من قبل هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان الجودة. في الواقع حصلت سبع جامعات من أصل ستة وعشرين جامعة على المراتب المتقدمة حيث كانت أربع جامعات ضمن فئة الخمس نجوم وهي الجامعة الأردنية، والعلوم والتكنولوجيا، والالمانية الأردنية، وجامعة الاميرة سمية. ثلاث جامعات حصلت في التصنيف على أربع نجوم وهي الجامعة الهاشمية وجامعة العلوم التطبيقية الخاصة وجامعة البترا.

 
بعد الإعلان عن النتائج وتقديم التهنئة للجامعات التي حصلت على ترتيبات متقدمة في التصنيف مباشرة بدأت الانتقادات للتصنيف تتوالى تباعاً كسكين في الخاصرة.
 
في الواقع هو إنجاز تم بسرعة هائلة أثارت التساؤل عن عدد الكوادر العاملة في هيئة الاعتماد التي استطاعت القيام بالتصنيف وجمع هذا الكم الهائل من المعلومات من الجامعات عن الخمسة معايير المطلوبة في التصنيف والتي تتضمن التعلم والتعليم، والبحث العلمي، البعد الدولي، وجودة الخريجين، والاعتمادات الدولية. لقد تم جمع كل تلك المعلومات حول المعايير لكل الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة وتحليلها في غضون بضعة أشهر.
 
وبعد ظهور نتائج التصنيف كتب وزير التعليم العالي معالي الدكتور عادل الطويسي على صفحته بالفيسبوك بأن التصنيف الأردني للجامعات ولادة غير مكتملة، فسارعت العديد من المواقع الالكترونية في تناقل ما كتب. علماً بأن معالي وزير التعليم العالي قدم التهنئة إلى الجامعات التي تقدمت بالتصنيف والتي لها تاريخ متراكم من التفوق كما وصفها، وأضاف بناء على أعلان رئيس الهيئة أن التصنيف القائم على البرامج لم يكتمل بعد وأنه سيعلن العام القادم فالتصنيف ولادة غير مكتملة وتمنى أن لا تؤثر النتائج المبسترة على خطط الاستقطاب.
 
توالت المقالات والإنتقادات للتصنيف حيث كتب رئيس جامعة الطفيلة الاستاذ الدكتور شتيوي العبادي هل سيتم إيقاف مسرحية التصنيف الأردني للجامعات؟ ولقد وصف التصنيف بأنه كالجنين الذي ولد ميتا.
 
معالي الدكتور وليد المعاني وزير التعليم العالي السابق تساءل في مقال له ما الذي دعانا لنقوم بهذا التصنيف؟ وما الذي سنستفيد منه؟ وختم مقاله بعبارة نحن كمثل الذي يطلق النار فلا يصيب إلا نفسه.
 
أما سعادة النائب الدكتور الحباشه فقد وصف التصنيف بأنه يعيق التوجهات الرامية الى تنفيذ استراتيجية الموارد البشرية والتي من أبرز أهدافها استقطاب طلبة من الخارجية للدراسة بالجامعات الأردنية.
 
رئيس لجنة التربية النيابية د.مصلح الطراونة وصف نتائج تصنيف الجامعات بالهجين والغريب وتساءل في ضوء هذه النتائج هل ستستطيع الجامعات استقطاب طلبة غير أردنيين على نظام البرامج الدولية !. ولقد وصف د.عيروط التصنيف بأنه يمثل خطراً على جامعاتنا الوطنية. وقال على نواب الوطن والحكومة التلاحم والمطالبة بالغائه.
 
ولقد تم استخدام النتائج للدفاع عن رؤساء جامعات حصلت على تصنيفات متقدمة دون أي أشادة في بقية القائمين بايجاد وتطبيق روح المعايير التي تم قياسها في تقليد طبيعي شائع لدينا يعتمد نسب النجاح لفرد والفشل لآخر في تغاضي واضح لمبادئ التعاون وروح عمل الفريق. كما تم انتقاد الأوزان التي أعطيت للمؤشرات في قياس المعايير حيث التصنيف وطني لكنه لم يراع الدقة في أوزان قياس القيمة النسبية لبعض المؤشرات دون غيرها.
 
تعليقات وانتقادات عديدة أصابت التصنيف في الخاصره وجعلتنا نقف بذهول ونطرح التساؤلات هل للتصنيف جدوى حقيقية في تنمية وتطوير التعليم! وهل حقاً سيؤثر سلباً على الجامعات الوطنية! وهل من فائدة ترجى من تقليد تصنيف موجود عالمياً وتحويله لتصنيف وطني محلي!
 
ومن جهة أخرى لو أن التصنيف ظهر من مؤسسة أجنبية عالمية مثل تصنيف QS مثلاً هل سيجابه وينتقد بنفس الطريقة! تساؤلات عديدة تطرح نفسها وتحتاج الى إجابات صادقة. يبقى الهدف الآسمى هو رفع جودة وكفاءة التعليم العالي والإرتقاء بمستوى كل الجامعات الأردنية وهو الهدف المشترك الذي لا خلاف عليه.أظن أن الأحكام السريعة في هذه المرحلة صعبة وستحاكي نتائج التصنيف التي سابقت الزمن وظهرت لتشكل نوعا من الصدمة.
 
الوضع يتطلب وقفة وتحليل وتقييم للواقع والبيئة التعليمية بصدق ونزاهة ويحتم مواجهة الحقائق بعد وضع الأمور في ميزان العدل الذي يقارن مزايا وعيوب التصنيف الأردني للجامعات وبناء عليه يتم اتخاذ القرار بالاستمرار بالتصنيف بنفس الأسلوب أو تعديله أو الغاؤه كما طالب بعض المختصين.
 
يبقى هدفنا الأساسي أن تكون جامعاتنا منابر للعلم والمعرفة ودعم البحث العلمي والاختراعات والإبداع والابتكار الشبابي في واقع سياسي واقتصادي صعب ولا نحسد عليه. وأخيراَ هنيئاً لكل جامعة شاركت في تنمية وتعليم وصقل الجيل الشبابي رغم كل الظروف والتحديات 
والتحديات