Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Aug-2017

مراقبون يتساءلون: لماذا يهلل (العمل الإسلامي) لنتائجه بالانتخابات رغم تماثلها مع (الوسط الإسلامي) و(زمزم)؟
الراي - كتب - د.صلاح العبّادي
 
يلاحظ القارئ والمتابع لنتائج انتخابات المجالس البلدية ومجالس المحافظات بروزحضور لافت لتيارات سياسية رغم حداثتها وقدرات وتفوق لحزبي الوسط الاسلامي وزمزم وحصولهما على نتائج متميزة، إذ حقق حزب الوسط الاسلامي نجاحاً نوعياً في تلك الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي وحصل على 32 موقعاً مختلفاً على مستوى المملكة ما بين رئاسة بلدية وعضوية مجلس أمانة عمان الكبرى وعضوية المجلس البلدي ومجالس المحافظات (اللامركزية)، وسيعلن عن الفائزين من مرشحي الحزب في مؤتمر صحفي غداً الاثنين، وهي نتائج متقاربة لتلك التي حصل عليها حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة) فيما حصل الحزب الوطني «زمزم» حديث التجربة على ٦ مقاعد ضمن مناطق مختلفة.
 
المتتبع لنتائج الانتخابات يلاحظ أن ما حققه حزب «زمزم» وحزب الوسط الاسلامي من نتائج كانت الأكثر تميزا لاسيما وأن النجاح كان حليف الغالبية الكبرى من المترشحين على قوائمهما وهو يؤكد أن الترشح كان وفقا لدراسة ودراية وحسابات دقيقة.
 
الطابع العشائري والاجتماعي كان البعد الأميز في هذه الانتخابات اذا ما لوحظ أيضا أن قبائل وعشائر أردنية حصدت العشرات من المقاعد للناجحين ضمن مواقع مختلفة، وهو ما يعكس طبيعة هذه المجالس القائمة على برامج خدماتية بعيدا عن البعد السياسي.
 
حزب جبهة العمل الاسلامي الذي شكل قوائمه ضمن حساباته السياسية وتحت عباءة التجمع الوطني للإصلاح حاز على عدد محدود من المقاعد ضمن المجالس البلدية ومجالس المحافظات، ما اعتبره «نصراً مؤزراً» رغم تقارب النتائج مع الحزبين الآخرين اللذين تعاملا مع نتائجهما بتواضع بعيداً عن التهليل يقول مراقبون وتعكس نتائج «العمل الإسلامي» تراجع شعبية الحزب الذي يعد الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين غير المرخصة.
 
كما أن المتتبع لنتائج وحسابات هذه الانتخابات دون الالتفات الى حسابات عدد المقاعد التي ظفر «الوسط الاسلامي» و»زمزم» بها، يدرك أن الفوز الحقيقي كان بحصد غالبية مقاعد المترشحين؛ وهو ما يدل على الحنكة السياسية لهما، وقدرتهما على الحشد وكسب التأييد.
 
أي أن حزب الوسط الاسلامي فاز غالبية مرشحيه بنسبة كبيرة وكذلك الحزم الوطني «زمزم»، على عكس حزب جبهة العمل الاسلامي الذي اخفق غالبية مرشحيه بنسبة كبيرة بالمقارنة مع عدد المترشحين وعدد الفائزين.
 
هذه الانتخابات كانت فرصة حقيقية للتعرّف على موازين القوى السياسية المختلفة على الميدان، فقد طفت على السطح ظواهر عديدة نتجت عن السلوك الانتخابي للمواطن الاردني لعلّ أهمها بروز التيارات السياسية والمدنية المتفاعلة على الساحة.
 
وأمام مشهد الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات إلا أنها دخلت نفقاً جديداً من خلال المشاركة الفعلية للقوى السياسية والعشائرية والمستقلين فيها، رغم أنّ الجميع يتطلع إلى المرحلة الجديدة من العمل البلدي والمجتمعي، لتشكّل نقلة تجديدية وتطويرية مهمّة في إدارة عمل البلديات وعلاقتها مع المجتمع المحلي.
 
أكدت هذه الانتخابات أنّ المشاركة فيها واجب ضروري ووطني، ولا تقلّ أهمية عن الانتخابات النيابية، لأنها محطة تاريخية مهمة تشكل رافعة جديدة في حالة النهوض الشعبي، وتصويب العلاقة بين المجالس البلدية والأوساط الشعبية التي تنتظر أن تطوّر دورها وتصحّح علاقتها بالمواطنين.
 
هذه الانتخابات أنتجت تحالفات جديدة، وكشفت عن تحالفات أخرى، مثلما كشفت عن عدم قدرة المجتمع المدني على تشكيل بديل له، وكشفت واقع وحجم جماعة الاخوان المسلمين غير المرخصة التي سطرت اخفاقات جديدة سيسجلها التاريخ للأبد، وتحاول أن تحوله إلى نصر يلاحظ المراقبون أنه مفتعل وغير واقعي.
 
المواطن الاردني أعلن خياراته الديمقراطية بانتخاباته للمجالس البلدية ومجالس المحافظات، وهذا يستدعي العمل من أجل المرحلة المقبلة وتحسين واقع الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال هذه المجالس.