Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jul-2017

الملك العِزوة والسّند - د.هيثم إبراهيم عريقات
 
الراي - لم تَغِب القدس وحياتها يومًا عن فِكر صاحِبِ الجَلالة الهاشميّة الشّريف عَبد الله الثّاني بن الحُسينْ، سَليل الدّوحة الهاشمية، عميدُ آل البيت، فحينَ يستيقظ صباحًا ويتناول فنجان قهوته بين هُمومها، ومُستلزماتِها، ومَطالبها، ويقضي جلَّ وقته في مُتابعة قضاياها المختلفة، ليُبقي بريقها برونَقة الذي أراده آل هاشم الكِرام على مرّ التاريخ، وهذا يعود للارتباط والرّعاية الهاشمية النّبيلة على المدينة المُقدّسة.
 
يوجّه الملك عبد الله الثاني دومًا الرّسائل التي تَكون درسًا ومنهاجًا في المناسبات المختلفة، وتبيّن مدى الاهتمام والرّعاية الهاشمية، وتطلعاتِ جلالَته تِجاه مدينة القدس، وفي المساء ترسل القدس بمساجِدها، وكنائِسها، وأشجار زَيتونها، للراعي، والأب الشّريف الهاشميّ، عبر نسائِمها التي تعانق هواء قصر الحسينية في الحمّر بِمدينة عمان، التي تُحاذي مدينة القدس في وجه هذه الأرض، وتزجي له شَوقَها، وشُكرها.
 
إنّ الأمانة التي يحملها الشّريف الهاشميّ في رعاية الأماكن المقدسة في مدينة القدس، لم تأتِ لتكون وساماً يوضع في التاريخ الهاشمي الأصيل فحسب، بل هي امتداد لما عُرف عن الهواشم في تاريخهم الناصع و» الملك عبد الله الثاني» ملك المملكة الأردنية الهاشمية -حفظه الله- تعالى-الزّعيمُ الأغر، والإمام الصنديد الحَكيم، والقائد الفاضِل، الوَجيهُ، والأبُ والمعلّم، وعزيز القوم، ووليّ الأمر، الذي ينحدر من الأشراف الذين يعودون بجذورهم إلى قرون عديدة، وقد كانوا أشراف الحجاز، وقلب الجزيرة العربية، وحماة الأماكن المقدسة (مكة المكرمة، والمدينة المنورة)، وينتمي إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، وهذا يدلّنا على أن النّبعة الهاشمية الطاهرة الزكية هي نبعةٌ عربيةٌ تضرب جذورها في عُمق هذه الأرض، وأن مسؤوليّته في تحمل الأمانة هي امتداد لما عُرف عن جدّه المصطفى إمام العالم أجمع، محمد خير البشرية، المكلف بحمل ونشر أعظمِ أمانة وهبةٍ ربانيةٍ منحَها إياها الله - عزّ وجلّ -، أمانة حمل رسالة الله تعالى الخاتمة لأديانه، جدّه محمّد النّبي الصادِق الأمين، حيث كان أهل قريش يثقون به (صلى الله عليه وسلم) وبِأمانته، فكانوا ينقلون إلى بيته أموالهم، ونَفائِسَهم أمانةً عنده، واستمروا على ذلك حتى بعد معاداتهم له؛ بسبب دعوته للإيمان بالله تعالى وحدَه.
 
إنّ الأمانة خلقٌ رفيعٌ لا يستطيع حملها إلّا الرجال العظام، الذين تربوا على مائدة شرع الله تعالى وكُتُبه، فكانوا أمناء على حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم ودمائهم، والأمين هو من يأمن الآخرون بوائقه؛ لأنه يملك الضميرَ الحيَّ، وملكة المراقبة التي تمنعه من إلحاقِ الضّرر بالعباد، والأمانة هي النّهج الذي يقود المجتمعات إلى حَياة التّسامح، والإخاء والتعاون التي سنّها نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) وجعل من رسالة الاسلام السّمحة، النّهج الذي يدفع البشرية لِعمارة الأرض، والعطاء، والخير، وَيجعل المعمورة مزدهرةً متعاونةً؛ لدفع الشّر.
 
haithamibraheemk@gmail.com
 
القدس الشريف