Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Nov-2021

نـوبــة بكاء

 الدستور-دينا العزة

وجه تشققت به الابتسامة وغارت على ملامحه جيوش الذهول، كما رعشة حواسها الثرية بقرع طبول الثورة والعصيان، أحسست أن قارورة من قبيلة العطر تكاد أن تُهدر فسألتها والحيرة تأكلني:
- أرى عينيك تشطرها سيوف الوجع يا جميلتي فما الذي حدث لكل هذه المعارك من الدموع..؟
- الخذلان يا سيدي يأتي دفعة واحدة، لا يمهلني أن أتجرعهُ على دفعات متقطعة، ربما يدرك أنني صلبة كشجرة عمرها مائة عام، يدرك تماماً أن قلبي المناضل لا توقفه صفعة واحدة ويحتاج عمراً على عمر ليعيث الخراب في نبضه، أو أن تجاربه مع الآخرين جعلت خبرته تدرك أن المباغتة عنصر فاعل لإرباك التوازن أو أخذ الحيطة والحذر أمام كل هذا الموت البطيء، فيأتي بجواسيسه خلسة ما بين ليالٍ حاقدة لا تريد بزوغ حلمي أو أن يسيطر طيفه على يأسي فأنضج و يشتدُّ ساعد طموحي، يدرك تماماً أن الألوان صنعت من أجل ابتهاجي، تليق بسيدة ما اعترتها يوماً رهبة الخوف حين تحاط بجثث حاولت الهروب من زنازين الآهات، حاولت كسر القيود التي كانت في سواعدها جبراً رغم أنها تلمع وتوحي بالثراء في حضرة الغواية و مجتمع لا يتجاوز آفاق الدينار، يحمل نعوشها على أكتاف النفاق.
كيف سأشرح لكل هذا الظلم؟!»
إن هناك نورا لن يحجبه بئر في قاعه دلو فارغ عقيم الماء، لم يشي بإخوة يوسف حين غدروه بمؤامرة الخبثاء، وأن الغيرة مرض عضال يأكلهم فتتصاعد ألسنة الشك من عقولهم و الهشيم يكمل دربهم بحطب حسدهم وطغيان أحقادهم التي ما أحرقت إلا أن يكونوا أسوياء.
كيف سأشرح لريح صرصر..؟
أن الجذور إن اخترقت التراب بحب ستنجب أُلفة تجعل هذه الذرات حصناً متيناً لا يتخلى عن أمنهِ.
نعم ربما يأتي حينٌ تُذرف الدموع لكن ليس ضعفا إنما لتروي ما تشقق من شدة العطش وينمو فجراً مستطيراً واثقاً أن الشروق آتٍ لا محال.
- كيف تستطيعين احتمال كل هذه المواسم وتبقين الربيع فصلك الوحيد..؟
- لي رب إن اختبرني فأنا أقف على الصراط ولي الاختيار، إن نجوت فأنا عند حسن ظني بجلاله، أما إن هويت إلى قعر الخيبات فأنا من طرقت باباً خاطئاً ألحقني بالويلات، لكن سأقف مجدداً وأرسم طيفاً آخر بعيداً عن أضغاث قيلولة امتلكتني في غفوة صبر.
يا سيدي .. كل الذين خذلونا سيقعون في المصيدة وسيرحل عنهم الطيف، ستكون كوابيس ذنوبهم منفى لا ملجأ له من الخيبات أنا أكفُّ بصري اليوم عن دموعي فبذور الرؤى بدأت بالنبوءة وانتهت بالانتصار فهل تعتقد أن امرأة التهمت النيران ستقتلها نوبة بكاء.