Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jul-2017

اختتام فعاليات الشعر العربي في مهرجان جرش

 

عزيزة علي
عمان–الغد-   اختتمت أمس فعاليات مهرجان الشعر العربي الذي تقيمه رابطة الكتاب الأردنيين بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون للعام 2017، الذي اشتمل على امسيات شعرية شارك فيها شعراء محليون وعرب، وكان الاختتام مع ندوة بعنوان "حبيب الزيودي شاعرا" التي أقامتها الرابطة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومهرجان جرش، في المركز الثقافي الملكي.
واشتملت الندوة على ثلاث جلسات بدأت بجلسة نقدية لتجربة الزيودي شارك فيها كل من "د. ناصر شبانه، د. محمد السعودي، د.عبدالرحيم مراشدة، ادارها رئيس الرابطة د. زياد ابو لبن، فيما قدم شهادتين حول الشاعر وزير الثقافة الاسبق د. صبري اربيحات، ود.مخلد الزيودي.
المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد ابو سماقة أعلن في البداية أن "جائزة حبيب الزيودي للشعر العربي ستكون مفردة سنوية ضمن البرنامج الثقافي في جميع الدورات المقبلة في مهرجان جرش للثقافة والفنون"، لافتا إلى انه عندما تم التحضر للبرنامج الثقافي للمهرجان قبل شهرين او يزيد وجدنا انه لا بد من التركيز على الجانب الادبي الاردني من خلال القاء الضوء على قامة ادبية اردنية لكي نكرس الاحتفاء بشخصية ثقافية اردنية"، وقد كان اجماع من قبل اعضاء اللجنة العليا للمهرجان على ان تكون الشخصية الادبية هذا العام للشاعر الزيودي.
من جهتهم، رأى المشاركون أن الشاعر حبيب الزيودي هو شاعر متمرد ولديه عنفوان، وعنده معاييره الخاصة في التعامل مع الحياة والكون والناس، وكان ضد المدينة ويهرب منها إلى قرية العالوك.
استاذ الادب الحديث والنقد الادبي في الجامعة الهاشمية د. ناصر شبانه قدم دراسة قيمة في التجربة الشعرية لزيودي: يمكننا ان نقرأ شعر الزيودي من خمسة مفاتيح ويصلح كل مفتاح الى موضوع مستقل، لافتا إلى ان تجربة الزيودي تتقاطع مع تجربة عرار، رغم محاولاته التخلص من هذا الارث.
تحدث شبانة عن الملمح المهم في شعر الزيودي حيث كان يهمه ان تطل قصيدته على قارئها بلا زينة، طازجة، بسيطة، فهو يحب البساطة، وهو من الشعراء الذين يبقى مع القصيدة حتى وهو خارجها، اما المفتاح الاخر عنده فهو "لذة في النهاية"، فكان يعتني عناية فائقة في نهاية القصيدة، لان الشعراء لا يستطيعون أن يوفروا الجمال في القصيدة من البداية حتى النهاية، فهناك ما يسمى "مرتكز الضوء"، فهو أرد ان يوفر للقارئ خروجا آمنا من القصيدة لذلك كان يوفر جمالها في نهايتها من خلال تكرار السطر الاخير، او تكرار السطر الاول منها.
اما اللحظة الرومانسية عند الزيودي، بحسب شبانة، فالرومانسية عنده هي "الالم والحزن والشكوى من المدينة، والهروب منها إلى قرية العالوك التي ترمز الى كل ما هو ضد المدينة والعدائية للبشر، اما المرأة في شعره فتمثل ثيمة اساسية فحضورها معجون بالحزن، وهذا موقف رومانسي، وعنده "ظمأ للطفولة"، يحاول ان يخرج من خوفه والالم وينظر إلى واقع الأمة المهزومة وينتقد هذا الواقع، ويأخذ من الطفولة من اجل تغيير الواقع.
فيما قال د. محمد السعودي إن الزيودي ترك أثرا عميقا في حركة الشعر الحديث في الأردن، وحاول ان يختط لنفسه تعاريج شعرية خاصة به تظهر تجربته وحقيقة رؤيته للكون والإنسان، وكان له ذلك منذ كان طالبا في الجامعة الأردنية، مشيرا إلى الدور الرائد الذي كانت تقوم به الجامعة الاردنية وتقدم طلابهم في الأنشطة الثقافية الوطنية والعربية.
كما تحدث السعودي حول تأثير عرار على الزيود، مشيرا إلى أن عددا من الشعراء المؤسسين الذين تأثر بهم الزيودي من الحركة الشعرية العربية القديمة والحركة الشعرية الأردنية "نمر بن عدوان، عرار".
د. عبدالرحيم مراشدة تحدث عن الصورة الشعرية عند الشاعر فهي "مشهدية او ودراميا"، ولم يأخذ الصور العادية، وصور الخيال كانت قليلة جدا عنده، مشيرا إلى انه استفاد من المعاصر ولم يتجه إلى القصيدة النثرية بل بقي وفيا الى القصيدة العمودية، كما بقي وفيا للقرية ضد المدينة.
وبين مراشدة أن النصوص الشعرية عند الشاعر جاءت غير تابعة ولا مجاملة، ولا موازية لحركية المشهد الشعري في الأردن، وإن اقتربت من بعض التجارب، وذلك في محاولة للتفرد عن الأغلب السائد، والسبب هو ان الشاعر يشكل حركية المتابعة والبناء على ما جاء به عرار في عصره ومن نسج على منواله.
واشار مراشدة إلى ان الزيودي يختزل عوالم الأشياء ويقدمها من خلال ذاته التي تشكل مرآة لانعكاس الواقع، وما يثيره هذا الواقع في جوانيته، وما يفتح له من افق يطل على ماضيه وتاريخه بوصفه ذاتا في فضاء الآنسة، ويخص فضاء الواقع فيما فيه من تمثلات للتراث العربي والحضارة العربية.
د. صبري ربيحات قدم شهادة حول علاقته بالزيودي التي بدأت في العام 1988، عندما كان يجلس في مكتب مصطفى الحمارنة، وجاء الزيودي ليقابله، لافتا إلى حديثهما الذي تناول قرية الشاعر "العالوك". وأضاف "انا مثل حبيب أعشق الريف، فالمدن صنيعة للسيارات وليس للإنسان".
ورأى ربيحات ان الشاعر كان ملما بموضوع التراث والرجال والهوية الاردنية، وعندما كان يتحدث تشعر انه صديق إلى "نمر العدوان"، وغيره من رجالات الوطن، وهو تمرد ولديه عنفوان، له معاييره الخاصة في التعامل مع الحياة والكون والناس، و كان متعلقا بالآخرين، فعندما يسلم عليهم يمسكهم من الرسغ وليس من اليد وكانه يريد ان يعرف نبض هذا الانسان.
ورأى ربيحات ان الزيودي "صنع له جنسية ثقافية اردنية، بشعر جميل احبه كل الناس فالصورة التي يرسمها عن الماضي البعيد يعد صياغتها بقوالب شعرية يوحد فيها مشاعرنا، لافتا إلى اسهاماته الشعرية السياسية، مشيرا إلى قصيدته التي قالها عندما استلم الملك عبدالله زمام الحكم وهي "هلا يا عين أبونا"، وفي هذه الجنسية الثقافية أدخل قيمة الاباء والاجداد مثل عندما نقرأ قصيدة "ان ثقل حملك نشيلك شيل".
وقال ان الزيودي "انسان معطاء، صعلوك لديه رغبة في الافتراس، فهو يهجم على الناس لأنه يريد ان يكتشفهم ويعرفهم"، مشيرا إلى ان الشاعر ترك بصمته في كل مكان، وحاول ان يصوغ لنا من الماضي ثوبا جديدا بالتحالف مع الموسيقا، كما انه كان "مخلصا للمكان وللعالوك"، فالعالوك حاضرة فيما كان يكتبه، وبعد رحيله لم يعد للعالوك "لا رائحة ولا طعم".
ثم قرأ الشاعر لؤي احمد قصيدتين للشاعر حبيب الزيودي الاولى بعنوان "سطرت سلمى" والثانية التي لم تنشر في أي من دواوينه وهي آخر ما كتبه قبل وفاته ببضعة أيام بعنوان "عمان لا أهلها أهلي"، ثم قام مدير المهرجان محمد ابو سماقة بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في الندوة، كما سلم درعا تكريمية لاسرة الشاعر الراحل واستلمه نجله محمد حبيب الزيودي.
وفي الفقرة الثانية من الفعالية وعلى المسرح الرئيس بالمركز قدمت فرقة "ترانيم" طقسية شعرية غنائية من قصائد الشاعر الراحل و"الترويدات الشعبية" التي كان يحب سماعها استهلتها بقصيدته "صباح الخير يا عمان"، وقد يتم توزيع مائة نسخة من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل حبيب الزيودي التي أعدها د. عمر القيام.