Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2020

«صفقة القرن».. وجراحة القلب المفتوح !*رجا طلب

 الراي

لولا وجود شخصية مثل دونالد ترمب لا يمكن لأي مسؤول أميركي التفكير في الولوج بمغامرة رسم خارطة سريالية مثيرة للسخرية لشكل الدولة الفلسطينية العتيدة، وترمب يتمتع بمؤهلات لم تتوفر لغيره من الرؤساء الأميركيين الذي عايشوا القضية الفلسطينية منذ هاري ترومان حتى يومنا هذا ومن أبرزها على الإطلاق أنه لا يفقه في السياسة شيئاً يذكر، فهو مجرد تاجر عقارات لا يفهم إلا لغة المال، وأن «اختراع صفقة القرن» هو لصهره جيراد كوشنر الذي يقول أنه قرأ 25 كتاباً على مدى ثلاث سنوات لبلورة هذه الصفقة، ومن أبرز هذه الكتب «الفلسطيني الأخير»، و«حالة الفشل»، و«13 سبتمبر»، وهو التصريح الذي علق عليه الكاتب الأميركي الساخر الكساندري بيتري في مقال له في صحيفة «واشنطن بوست» قائلاً: (لقد قرأت للتو 25 كتاباً وأنا هنا لأجري لك جراحة القلب المفتوح)، وكأنه يرد عليه قائلاً: ليست قراءة الكتب كافية لمنح من يقرأها النجاح والخبرة.
 
ومن المفارقات أن الكتب التي أشار اليها كوشنر هي كتب لا تتحدث بموضوعية أو بايجابية عن الشعب الفلسطيني أو تاريخ نضاله او طبيعة الصراع مع الصهيونية بل تحمل مضامين مضللة تدعم فكرة الانحياز إلى دولة الاحتلال.
 
رغم تصريح كوشنر المثير للجدل فان الكثير من المراقبين يشككون في كلامه الذي يدعي فيه انه هو وراء خطة «صفقة القرن» ويتحدث هؤلاء عن أن جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط سابقاً هو «العقل المدبر لهذه الخطة التي يصفها البعض داخل إسرائيل بأنها وصفة لـ «إدامة النزاع» وليست وصفة أو خطة لإرساء السلام.
 
فالرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر أكثر الرؤساء الأميركيين خبرة في الشرق الأوسط وقضاياه وصانع أول اتفاق سلام إسرائيلي – عربي هو اتفاق كامب ديفيد علق على صفقة القرن بقوله «أن هذه الخطة تنهي خيار حل الدولتين وهو الخيار الواقعي والمقبول لحل القضية الفلسطينية».
 
وفي حال قمنا » فكفكة» الخطة سنجد أنها تحمل بذور صراع من نوع جديد، صراع داخل «إسرائيل» نفسها، فضم قرابة ربع مليون فلسطيني موجودين في قرى وبلدات المثلث إلى الدولة «الفلسطينية – السريالية» التي رسمتها الخطة سيفجر ثورة شعبية عارمة على غرار انتفاضة يوم «الأرض» عام 1976 ضد القوات الإسرائيلية وذلك لرفض هؤلاء الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ويتمتعون بميزاتها لمثل هذه الخطوة التى ستقلب حياتهم رأساً على عقب وتعيد إنتاج مأساة احتلال أرضهم عام 1948، هذا عدا الانتفاضة ضد الخطة في الضفة وغزة.