Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2019

واشنطن... هل تتخلى عن «قسد» ؟!*محمد سلامة

 الدستور-إعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده  سئمت المماطلة الامريكية في ترتيب إقامة منطقة آمنة شمال سوريا  متهما إياها بتزويد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بأسلحة نوعية ومتوعدا بتطهير المنطقة منها والاستعداد لعملية عسكرية جراحية خلال أيام.والسؤال الأهم..هل تتخلى واشنطن عن «قسد «؟.

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق وأن أعلن أنه بصدد سحب قوات بلاده من شمال سوريا ، ولكنه تراجع عن ذلك بضغط من صناع القرار في البنتاغون واستجابة لرغبة إسرائيل،  وهكذا أدرك أن إقامة كيان كردي بطريقة أو بأخرى يحقق مصالح استراتيجية لبلاده تتمثل في مراقبة الحدود السورية--العراقية وإحداث منطقة آمنة حليفة لإسرائيل في قلب المنطقة،  وهو بذلك ابقى قواته وزاد في تسليح الاكراد وذهب بعيدا في تسيير دوريات مشتركة معها لحمايتها من الجيش التركي. 
 روسيا وإيران قد تنددان باي هجوم عسكري تركي على الأكراد لكنهما ترغبان في تعميق هوة الخلاف بين الحليفين الأمريكي والتركي،  وتنظران إلى تطهير شرق الفرات من «قسد «يساعد في مرحلة ما من وحدة الأراضي السورية لجهة منع إقامة كيان كردي،  ودمشق أيضا قد تندد بالعملية لكنها تنتظر اللحظة المناسبة لإجبار الأتراك على الإنسحاب وإعادة فرض سيادتها الأمنية والسياسية على كامل المنطقة،  بما يعني أن المصالح تتلاقى في النهاية وأن الأدوار موزعة دون إتفاق بين الأعداء والحلفاء لها.
 أوروبا سوف تصمت لجهة الانحياز ولو قليلا لصالح الأتراك باستثناء بريطانيا،  وواشنطن ستكون وحيدة سياسيا في التصدي لمشروع المنطقة الآمنة شرق الفرات،  والخيارات محدودة للتعامل مع اي عملية جراحية للجيش التركي تتمثل في قيام واشنطن بالطلب من الاكراد الإنسحاب لمساحات بعيدة لا تصل إلى عمق (30) كم بحيث تدفع الأطراف إلى تحقيق أهدافها دون تصفية قسد وحال إصرار اردوغان على تصفية عناصر الإرهاب والمتمثلة في «قسد»، فإن القطيعة قد تحدث بين واشنطن وانقرة.
 الرئيس التركي تحدى سابقا حليفته واشنطن بان أشترى منظومة إس 400 الروسية رغم الاعتراض ورغم التهديد والوعيد،  واردوغان سيضع أمام إدارة ترمب خيارين لا ثالث لهما،  أما تغليب التحالف معه. او أن تختار الأكراد على بلاده  وهذا سيدفع باتجاه التنازل لصالحه وإذا لم يحدث فإن لديه القوة العسكرية لإقامة المنطقة الآمنة والاجهاز على قسد ، وما بعد قد تجد القوات الأمريكية أن الإنسحاب حان وقته. 
اردوغان يريد العملية العسكرية الآن لكسب ثقة الشعب التركي في حزبه ويرى أن الفرصة مناسبة سياسيا وعلى المستوى الدولي لجهة إزالة خطر الكيان الكردي على  بلاده ولجهة إعادة اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة،  ويحقق أفشال المصالح الإسرائيلية في المنطقة،  فهناك تقارير عن اكتمال الحشود للجيش التركي وأن البدء بالعملية قد لا يطول هذه المرة، وهناك قوات سورية موالية لها ستكون في الخط الأمامي للمعارك ولا مجال لصمود قسد أمام هجوم شامل عليها برا وجوا.
  أنقرة وواشنطن ستجدان انفسهما أمام مواجهة سياسية مؤلمة،  وما لم تتنازل إدارة ترمب عن مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل في شرق الفرات فإن النهاية غير السارة لبداية تحالف روسي إيراني تركي ضد أوروبا وأمريكا معا ، وما يعني من تداعيات خطيرة على مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأثر ذلك على نفوذ وقوة الدولة الأعظم في العالم.