Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Aug-2019

كيف سيكون العالم العربي بعد 25 عامًا؟*فارس الحباشنة

 الدستور-سؤال يبدو أنه صعب ومعقد ومحير. سؤال يتكرر على المسامع، وأكثر ما تواجهه في الحوارات واللقاءات السياسية والاعلامية. حتى الخيال غير قادر على تصور الخروج من اللحظة الراهنة. المآسي العربية لم يفلت منها ولا بلد عربي، مآسٍ صادمة وفاجعة، ولم يعد العربي قادرا على امتلاك الشعور بالصدمة.

القدس وفلسطين وأضيفت سوريا واليمن والعراق وليبيا الى كتالوغ المآسي العربية. سوريا أضيفت الى القائمة، وأصبح الموت والدمار والخراب السوري خبرا يوميا روتينيا. وأكثر من خيبة أمل تشعر بها وأنت ترى بلدا عربيا دمر وهدم وشرد شعبه. لم تعد قادرا على تحمل ما ترى على الشاشات، أحيانا يكون الصمت أبلغ جوابا وعدم الإجابة هي الموقف الصائب والمثالي.
ما عاد من الممكن طرح سؤال عن المستقبل العربي، أي مستقبل واللحظة الراهنة منفلتة بالفوضى والخراب والدمار والضياع والسقوط المدوي. والغموض أحيانا يكون حاملا لمتعة وقسوة.
كيف يمكن أن تتخيل مستقبلا عربيا؟ حتى بالخيال السؤال قاسٍ وضاغظ، ومربك.
على› الفيس بوك› وصلتني رسالة طريفة لنشرة أخبار تذاع في عام 2040. 
ومن حقيبة الاخبار :
*دولة عربية تحتفل تركيب أول اشارة ضوئية في شوارع العاصمة.
* عربي يكتشف برنامجا الالكترونيا للاستشعار عن بعد، واخر يكتشف لقاحا مضادا لامراض الايدز والفيس بوك والتويتر والواتس اب.
*صحفية عربية يتصدر صفحتها الاولى خبر للمعارضة، وبيان لقوى سياسية شعبية تنتقد سياسات الحكومة.
*مرسوم يسمح لموظفي القطاعين العام والخاص بالدوام بـ»لباس كاجول وشورتات « ابيض واسود.
*اعفاء من ضريبة الهواء، وابقاؤها على الحياة، وتوجه حكومي لاقرار ضريبة على الموت.
* سريلانكا تطرد ثلاثة آلاف خادمة عربية.
* الشرطة العربية تقبض على مواطن مبتسم، وتحويله الى النائب العام لفتح تحقيق تكشف ملابسات الابتسامة ودوافعها.
* وزارة الداخلية في إحدى الدول تحذر من استخدام الصواريخ في الأفراح.
* فتوى تثير جدلاً واسعاً : الطلاق بواسطة الواتس اب غير جائز.
**
فنتازيا، وليس أكثر من حفلات لتلطيم الوجوه وتقيطع الاواعي، وتعذيب الذات ونحرها، حفلات لا ينتصر بها الا المستبدون والظلمة والعبيد وصناع الخرافات والمتآمرين على الاوطان والشعوب، ومن لا نجد في نهايتهم سوى بطولات سوداء فاضحة وقاتمة.
الاستعمار ومراكزه التقليدية هم من يتخيلون مستقبلنا ويدبرون واقعنا، وحتى أن الخيال يرفضنا وسط ما نعيش من وحشية وقتل وتآمر على الذات وأولاد الجلدة، وحقد بيني وأسافين واستعانة بالآخر. ربما يكاد يكون السؤال عن المستقبل مستحيلا؟