Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2017

اهمال بن درّي - جدعون ليفي
 
هآرتس
 
الغد- عندما خرج من قاعة المحكمة الصغيرة، حرص المدان على لمس المازوزة ليتبارك بها (المازوزة- هي تعويذة دينية للبيوت، يضعها اليهود المتدينون، على أبواب مداخل البيوت والمكاتب- تحرير الترجمة). الآن اعترف بأنه أضر بشخص بملابسات خطيرة وتسبب بالموت بالأهمال. في يوم الاحد، في الجلسة الأخيرة القصيرة في المحكمة التي استمرت سنتين ونصف، فتاة شابة تحب العناق قامت بملاطفة ظهر المتسبب بالموت بالأهمال مرة تلو الاخرى. القتيل بالاهمال هو الشاب نديم نوارة من رام الله. المُدان هو شرطي سابق في حرس الحدود يدعى بن درّي من ريشون لتسيون. المكان: المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة.
في الصمت الاعلامي تختفي قضية اخرى لمن يلبس الزي العسكري الإسرائيلي الذي قتل فلسطينيا بسهولة غير استثنائية. الاستثناء الوحيد – بسبب تصميم الأب الثاكل صيام نوارة ووجود كاميرات المراقبة غير المخطط لها والـ سي.ان.ان – هو أن هذه القضية تم التحقيق فيها، ووصلت إلى المحكمة. وخلافا للعادة، هي تتلاشى ببطء.
في بيان اتفاق الصفقة التي وقعت مع بن درّي كتب "المتهم اطلق النار بدون أن يشعر بوجود خطر، وعرف أنه لا مبرر لاطلاق النار"، هذا ما قاله بالضبط شهود عيان كانوا هناك في بيتونيا في 15 أيار 2014 في ذكرى يوم النكبة. الشباب اقتربوا من الحاجز العسكري الذي يقطع التواصل الجغرافي بين رام الله وبين القرى الجنوبية ويضم فعليا مستوطنة جفعات زئيف لإسرائيل.
لقد تم ارسال فرقة حرس حدود إلى الداخل، إلى المنطقة الفلسطينية، وتمركزت على شرفة بيت. حجارة الاحتجاج التي القاها الشباب من مسافة 70 – 80 متر كانت رمزية، ولم تصب أي أحد من الشرطة أو الحاجز. وعندما صوب بن درّي واطلق النار واصاب، لم يكن نوارة يحمل في يده ولو حجر رمزي.
نظرا لأن القتيل هو شاب فلسطيني والمدان هو يهودي، فإننا – شعب خريجي الجيش – نثق بالرواية التي قدمتها نيابة الدولة بمساعدة المحامي تسيون أمير: بين الرصاص المطاطي الذي سمح لبن درّي باستخدامه فقط، اختلطت رصاصة حية بالخطأ مع الرصاص المطاطي. لذلك فإن هذا لا يعتبر قتل مثلما جاء في لائحة الاتهام الاصلية، بل هو تسبب بالموت بالاهمال.
بن درّي المهمل لم يقم بفحص الرصاصة الحية الوحيدة، هذا صدفة، هذا خطأ، بالصدفة دخلت رصاصة إلى بندقيته بالضبط قبل الضغط على الزناد، عندما أراد اصابة الفتى وهو يسير على بعد 80 مترا. هذه الإصابة التي بدت وكأنها بالرصاص المطاطي، كانت أيضا خلافا للأوامر.
نحن، الذين نكشف بامتياز خفايا القلوب وخفايا الفيس بوك لدى الفلسطينيين، نؤمن بأن النيابة والشرطة لم تتمكنا من استيضاح كيف أن ثلاثة شباب فلسطينيين آخرين أصيبوا بالرصاص الحي في نفس اليوم وفي نفس المكان وعلى أيدي فرقة حرس الحدود نفسها. تمت اصابة شابين من الثلاثة، والثالث، محمد سلامة، قتل. فقط لبن درّي ولشرطي حرس حدود آخر منحت صلاحية الاطلاق وبالرصاص المطاطي.
المهمة استكملت تقريبا. القانون والعدالة الشكلية تحققا. قضاة محكمة العدل العليا نوعام سولبرغ من سكان مستوطنة الون شفوت، نيل هندل وعنات بارون – رفضوا في بداية الشهر دعوى العائلة ضد الصفقة. وبقي فقط اصدار قرار الحكم في ايلول. ولأن القتيل فلسطيني والمدان يهودي، فإن لمن يحبون دري ومنظمة "قوموا بالاعفاء عنه" التي رافقته طوال الوقت، أساس قوي للافتراض أن القاضي دانييل سفاربرغ لن يفرض عليه عقوبة شديدة.
بعد التهليل لدري، فإن الصمت الاعلامي هنا هو اسفين محسوب. وسيلة مدروسة لمحو حقيقة أن دري تصرف مثلما يتصرف الجنود والشرطة عندما يكون أمامهم فلسطينيون، ومن اجل أن يستطيع الكثيرون التصرف مثله. الصمت هو وسيلة لتمكين القاضي من فرض عقوبة مخففة مع مراعاة مشاعر دري ومستقبله.