Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jun-2017

سياسه حكيمة في محيط ملتهب - محمد الطراونه
 
الراي - التوازن والاعتدال والعقلانية ،سمات تتميز بها الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بكل حكمة وبعد نظر ،على الرغم مما يشهده العالم من اضطرابات ، وما تشهده المنطقة من عواصف حطمت الأخضر واليابس. فالحياة الأردنية كانت واضحة وصريحة في التعامل مع قضايا المنطقه ،فبالنسبة للأزمة السورية كان موقف جلالة الملك واضحا ،ورأى أنه لا حل لهذه الازمة إلا بالحوار السياسي ، وأنه لا يمكن حلها عسكريا ولن يكون هناك منتصر أو مهزوم والضحية في ذلك،والخاسر هو الشعب السوري ومقدرات الوطن السوري ،وها هو العالم يعود إلى المطالبة بحل سياسي ، وتنعقد جولات الحوار بين التيارات المتصارعة ،وتشهد مزيدا من عوامل المد والجزر والسياسة الأردنية جعلت من الاردن قادرا على أن يتحدث مع كل دول العالم بصراحة على الرغم من تعارض المصالح بين بعض الدول حول الوضع في سوريا ،والأردن يتحدث مع أطراف إقليمية ودولية ذات مصالح ومواقف متناقضة من هذه الازمه إلا أن علاقاته الطيبه مع كل هذه الأطراف تمكنه من البحث عن أسس لإيجاد حل سياسي لهذه الازمة ،وهذه ميزة لا تملكها الكثير من الدول التي أعلنت انحيازها لهذا الطرف أو ذاك في حين ان الاردن انحاز إلى مصلحة الشعب السوري والحفاظ على مقدراته ،ووقف آلة الحرب والتدمير التي تعصف بهذا البلد الشقيق ، وفيما يتعلق بالوضع في العراق فإن الاردن يمتلك الحركة بسهولة من خلال علاقاته الطيبه مع كل التيارات ،حيث لم ينحاز لأي طرف ، وكانت عمان مقرا لالتقاء كل أطياف الدولة العراقية على أرضها وزار العديد من المسؤولين بغداد وآطروا لعلاقات اخوية قوية بين البلدين ،والتقى جلالة الملك أكثر من مره قادة عراقيين وممثلين عن مختلف التيارات في العراق وهذا إنجاز حققته عقلانية الدبلوماسية الأردنية ،وها هو الاردن شريك رئيس في جهود حفظ الأمن والسلم في العالم من خلال مشاركته في قوات حفظ السلام ،وعندما يحتاج الأمر إلى تدخل عسكري لن يتوانى الاردن عن ذلك فها هو شريك فاعل في التحالف الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب ،من منطلق حرصه على القضاء على هذه الافة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
 
العديد من المفاصل التي يمكن التوقف عندها للحديث عن عقلانية وتوازن السياسة الأردنية الحكيمة تجاه مختلف القضايا، والتي يحاول البعض التشكيك والطعن فيها ،لكن الأيام والأحداث تثبت يوما بعد يوم نجاعة وتوازن وبعد نظر هذه السياسة