Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2017

أليس في أميركا عقلاء؟! - صالح القلاب

الراي -  وكأنه لم يعد يوجد في أميركا عقلاء، والمقصود هو هذه الإدارة التي على رأسها دونالد ترمب والإدارة التي سبقتها التي كان على رأسها باراك أوباما والتي سبقت التي سبقتها وعلى رأسها جورج بوش الإبن، حتى تخسر هذه الدولة العظمى أصدقاءها في هذه المنطقة الإستراتيجية الحساسة واحداً بعد الآخر ولمصلحة روسيا الإتحادية، وريثة الإتحاد السوفياتي، الذي كان قياساً بما نراه الآن وما بقينا نراه منذ بدايات تسعينات القرن، عظيماً وعملاقاً.. وعظم االله أجره،..والأخطر ولمصلحة إيران هذه الدولة التي كان يجب أن تكون صديقاً حميماً للعرب بعد ثورتها في عام 1979 ولكنها تحولت وللأسف إلى عدوٍّ مبين.

 
لقد فاجأت إدارة ترمب، التي غير معروف من هو الذي يديرها، الذين كانوا يراهنون على أنها قد تنجز حلاًّ «معقولاً» بين الفلسطينيين والإسرائيليين بتوجيه تهديدٍ لمنظمة التحرير بعدم تجديد تصريح مكتبها في واشنطن ما لم تنخرط في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين وما لم تكف عن التهديد باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لوقف الإستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وكل هذا وكأن الجهات الفلسطينية المعنية هي التي لا تريد تفاوضاً مباشراً «مجدياًّ» مع بنيامين نتنياهو الذي شجعه السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان على المضي في تحديه للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بوصفه للإحتلال الإسرائيلي بـ «أنه مزعوم»!!.
 
وبالطبع فإنه لا ضرورة لأن يتعجل الأشقاء الفلسطينيون بردٍّ تلقائي تهديدي بإنهم سيجمدون علاقاتهم بالولايات المتحدة في حال إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن إذْ أن هذا هو ما يريده بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى القول، وكأنه أميركيٌّ: إن هذا القرار «مسألة مرتبطة بالقانون الأمريكي.. إننا نحترمه ونتطلع إلى مواصلة العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق تقدم في السلام والأمن في المنطقة».. وبالطبع إن هذا كذب واضح وفاضح.. فالسلام المطلوب يجب أن يكون في فلسطين ومع الفلسطينيين وليس في هذه المنطقة التي تعاني من ألف مشكلة ومشكلة!!.
 
كان على ترمب أن يفكر ملياًّ قبل أن يَصْدُر عن إدارته هذا التهديد الخطير الذي وجهته للفلسطينيين وإنَّ عليه أنْ يدرك أنه إذا تم فعلاً تنفيذ ما هددت به هذه الإدارة فإنها ستضع في إيدي الإرهابيين والإيرانيين أيضاً المبرر الذي ينتظرونه لمواصلة تسويق إرهابهم إنْ في هذه المنطقة وإن في العالم بأسره وعلى أساس أنَّ ما قاموا وما سيقومون به هو لمواجهة «العدو الصهيوني» وهو «لتحرير فلسطين» وهو أيضاً للرد على هذه المواقف الأميركية السيئة والرعناء!!.
 
كانت إدارة بوش (الأبن) قد فتحت أبواب العراق للإيرانيين، الذين باتوا يسيطرون عليه كما هو واقع الحال الآن وكانت إدارة باراك أوباما قد فرطت بأهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كله الذي هو تركيا التي يعد جيشها ثاني أكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي بعد الجيش الأميركي ثم وها هو ترمب يستكمل ما كان بدأه سلفه «الديمقراطي» فأصبح هذا البلد المحوري الهام جزءاً من المنظومة الروسية في المنطقة وأحد أضلاع هذا التحالف الثلاثي الذي يضم روسيا وإيران و»الجمهورية الأردوغانية».. والتساؤل هنا هو:أليس هذا يا ترى جنون ما بعده جنون؟!.