Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-May-2015

«الأردنية» تقيم معرضاً فوتوغرافياً للقضاة في مركز الحسين
الراي - محمد جميل خضر - معرض الصور الفوتوغرافية الذي افتتحه رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة قبل أيام في مركز الحسين الثقافي للطالب/ الخريج الفنان مجدي القضاة، لم يكن عادياً بالمعنى الحرفي للكلمة.
فمن خلال 16 صورة/ لوحة فوتوغرافية/ بصرية، حاول القضاة في معرضه الجديد إيصال رسائل دلالية جمالية بعينها.
تلك الدلائل أطلت برأسها، عندما لاحظ مرتادو المعرض من الأهل والأصدقاء وأسرة الجامعة الأم إدارةً وهيئةً تدريسيةً وطلبةً وعاملين، أن أعمال المعرض ينطلق مركزها/ كتلتها من الزاوية الأقرب للرائين لها، وهناك تتجلى أطراف قدميّ المصور، بحذاء واحد لم يتغير لصور المعرض جميعها. عدم تغير الحذاء، لا يعني بالضرورة عدم تغير الناظرين، ولكنه قد يعني عدم تغير زاوية النظر، وهي في كل مرة كأنها الزاوية التي يوجه الفنان القضاة المتلقين لها، هناك عند بؤرة الانطلاق نحو تفاصيل المشهد الملتقط، بغض النظر عن تلك التفاصيل، وعن محتوى الصورة، سواء أكان صحناً لاقطاً، أو كان دولاب الفرح في مدينة الملاهي، أو كان مشهداً طبيعياً لسهل ممتد وأغنام ترعى أو زهور تبتسم.. هو، وبعيداً عن هذه التفاصيل، يريد أن يجرب مع المشاهدين لأعماله مهارة نظر جديدة، زاوية رؤية (بمعنى النظر) قد تصل لأن تكون منطلق رؤية (بمعنى وجهة النظر).
في منتصف المعرض، وفي قلب الدوامة التي تنتج عن مواصلة النظر في الامتداد المفترض لطرفيّ أقدام/ حذاء، وإذا بالقضاة يضع لنا الحذاء نفسه ومعه كاميرا بعينها، لعلها الكاميرا التي التقط من خلالها صور المعرض، أو لعله يريدنا أن نفترض ذلك، مواصلاً توجيه خيارات التلقي لدينا، الحذاء والكاميرا داخل قفص زجاجي موضوع في منتصف صالة المعرض داخل ردهات مركز الحسين الثقافي.. وسط هذه الدواخل جميعها، والتداخلات وتفاصيلها، ينبثق سؤال الغائيّة، بأعلى هديره: ما الذي يريده الفنان من وراء هذه الخصوصية التي أرادها لمعرضه؟ وهل يكفي الجواب الذي أجابه عن السؤال عندما وُجِّه له: أريد أن ينظر المشاهد بعين المصور، دون أن ينسى ذكر الاسم الاصطلاحي المتعلق بهذا النوع من التصوير: (سايتوغرافي) sito-graphy.
ولكن من قال إن الإجابة الشافية هي شرط من شروط الفن؟ ومن قال إنه معنيٌّ بتقديم الإجابات أكثر من إثارة الأسئلة؟ ومن قال، أخيراً، إنه ليس سوى حديقة لا تنتهي من أسئلة لا تنتهي؟