Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Sep-2017

العرب .. والكبوة العابرة!! - صالح القلاب
 
الراي - عندما يصل الوهن بالعرب إلى هذه المستويات المريعة فعلاً وعندما يقترب الوضع العربي من حالة ما يسمى ملوك الطوائف التي سبقت إنهيار الدولة العربية بعد نحو ثمانية قرون فإنه لا إستغراب في أن يصل «تناهش» الأمة العربية إلى هذا المستوى الذي وصل إليه وبحيث أن بعض الأقليات التي عاشت في كنفها فترات زمنية طويلة باتت «تستأسد» عليها وتتقصد إهانتها وإقتطاع أجزاء من بعض دولها التي كانت إنتاج لعبة أمم بدايات القرن الماضي وعلى أساس إتفاقيات سايكس – بيكو التي يبدو أن بديلها الأسوأ قد أصبح قيد التنفيذ.
 
الفلاحون، عندنا في هذا البلد الذي نسأل الله أن يحميه من تآمر وشرور «أصدقائه» لأن أعداءه هو كفيل بهم، لديهم مثلٌ يقول :»عندما تقع البقرة يكثر السلاخون» ويقيناً أن هذا هو ما يجري الآن في العديد من دولنا العربية وليس فقط في العراق وسوريا .. وقبل ذلك في فلسطين التي ما أصابها هو الجرح الكبير الموجع في قلب وليس خاصرة هذه الأمة التي لم يخطئوا ولم يبتعدوا عن الحقيقة الذين كانوا رفعوا ذات يوم من نهايات النصف الأول من القرن الماضي شعار :»أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة».
 
والمقصود هنا ليس «كُرْد» العراق فهؤلاء لهم حقوق كحقوق أشقائهم في تركيا وإيران.. إن المقصود هو أن تطاول الذين عاشوا في كنف هذه الأمة حقباً طويلة قد تجاوز كل الحدود والخوف كل الخوف أن الإنهيار قد يكون شاملاً وأنَّ أقلية من ثلاث أو أربع عائلات قد تطالب بدورها بدولة مستقلة أو على الأقل بحكم ذاتي حتى في إحدى الدول العربية «المايكروسكوبية» التي بإمكان كل أهلها تناول وجبتهم المسائية على «منسفٍ» واحد .. من الحجم المتوسط!!.
 
وهنا فإن الحل ولجميع الأكثريات والأقليات الصغيرة هو ليس بالتمزق والتشظي والإنقسام العشوائي الإنتقامي وإنما بـ» الديموقراطية» الحقيقية والفعلية التي تساوي بين الجميع والتي على أساسها يأخذ كل صاحب حقٍّ حقه والتي لا إمتياز في كنفها لمواطن أكثر من إمتياز المواطن والتي تلتغي في إطارها حكاية :»المنابت والأصول» وتصبح الفرص مهيأة لكل أبناء الوطن الواحد ولكن على أساس تفاوت الكفاءات وبحيث يكون «التأهل» هو سبب تقديم حتى الأخ على أخيه .
 
إنَّ ما أنتهت إليه هذه الأمة العظيمة، التي لا ينكر أدوارها الطليعية في المسيرة الحضارية الكونية إلا إما جاهل أو متجنٍ أو مصابٌ بعقدة الدونية، من المفترض أنه أوجع قلب كل من لديه ولو ذرة من الكرامة الوطنية والقومية فـ «تناهش» الأمة العربية قد تجاوز كل الحدود وهو «سينبجس « ذات يوم غير بعيد عن ردود أفعال تدميرية إذْ أن إستمرار هذا «التناهش» غير ممكن على الإطلاق والمفترض أن أي إستعراض تاريخي سيكشف أن هذه الأمة العظيمة فعلاً «كنتم خير أمة أخرجت للناس» قد مرت بما هو أسوأ مما هي عليه لكنها بقيت ودائماً وأبداً تنهض من كبواتها الصغيرة والكبيرة لتستأنف مسيرتها الحضارية كطليعة تاريخية .
 
كانت هذه الأمة العظيمة قد عانت من ظاهرة إستنجاد بعض الحكام الأقزام بالغرباء لقمع شعوبهم ولذلك فإنه ليس غريباً ولا مستغرباً أن نرى بعض أقزام هذا العصر الرديء يستنجدون بالإيرانيين وغيرهم لقمع مواطنيهم.. لكن وفي كل الأحوال فإنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح .. والصحيح أن هذه الأمة العربية ستنهض من كبوتها الحالية كما نهضت من كبوات سابقة كثيرة وأنها ستطرد هؤلاء الغرباء من فلسطين كما طردت «الفرنجة» الذين هم وصفوا حروبهم في المنطقة بـ «الحروب الصليبية».