Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2017

لقاء دافئ على شاطىء البحر النابض - د. فيصل غرايبة
 
الراي - يكاد لا يصدق أن تبث الأنباء عن قرب التقاء قادة العرب في نفس النشرات الأخبارية التي تتحدث عن كل هذا الذي يجري في انحاء عديدة من الوطن العربي والتي فقدت شروط الاستقرار والحياة الطبيعية والعمل المنتج، ولكن توافر النية الصادقة على التآلف والتضامن والوفاق بين الدول العربية نظما وقيادة وشعبا واحدا فيها، جعل من هذا الأمر حقيقة وواقعا،بعد ان توفرت مقومات هذا اللقاء المنتظر على الارض الأردنية، التي تتمتع دون الكثير غيرها من الشقيقات العربيات بأجواء الهدوء والاستقرار، فبكل جوانح الود والترحاب وبعميق المشاعر القومية الأخوية تجاه العرب اجمعين، وقد اختار هذا البلد المضياف لهذا اللقاء المهم مكانا يطل على القدس وسائر فلسطين، ويقع في قلب الوطن الكبير، وفي شهر آذار الذي يبدأ بيوم تعريب قيادة الجيش وينتهى بيوم الأرض، تتوسطه ذكرى معركة الكرامة ويوم قيام الجامعة العربية،ليستحضر العبر ويجدد العهد تجاه فلسطين وقضيتها المقدسة وليضع خط بداية الطريق الى وقف الاقتتال وصد التطرف وانهاء الخصومة بين الأشقاء.اذ يجتمع زعماء الوطن العربي وقادته في مؤتمرهم العتيد،الذي تشخص اليه الأبصار لعله يجد السبل الآمنة والطرق السالكة لحل مشكلات الأمن الانساني العربي في مختلف اقطاره وفي أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية،بما يعين الدول الشقيقة على أعادة اللحمة الوطنية والتماسك المجتمعي،ولتعاود مسيرتها في العمل العربي المشترك ولتتصل بالعالم من جديد على اساس التفاهم والتعاون الاقليمي لخير الانسانية. ويملك جلالة الملك عبد الله الثاني قصب السبق ليقرب القلوب ويصفي النفوس،كي يتآزر الجميع في المضي نحو التنمية والعدالة والاجتماعية،وخدمة القضايا العربية والانسانية.ومن يكون أجدر أن يقف وراء ذلك من الأردن قائدا ونظاما وشعبا ومؤسسات، فها هو الملك العربي الهاشمي لم يتوقف عن التواصل بالقادة وصناع القرار، موضحا وكاسبا التاييد لمسعاه في خدمة القضايا العربية،وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وموجات اللجوء والهجرة الى الأردن وداخل الوطن العربي وخارجه.اذ أن الاحترام الكبير لهذا الملك والسمعة الطيبة لهذا البلد، كفيلان بابلاغ الرسالة العربية التي سيسطرها المؤتمر الى العالم.
 
ان الحس القومي متوقع من الأردنيين جميعا،الذين لا يحبون الانعزال عن محيطهم العربي،وهو الحس الذي زرعته فيهم الثورة العربية الكبرى وتزايد ذلك عندما التف الاردنيون حول عبدالله الأول ابن الحسين،عندما شرعوا معه في تأسيس امارة الشرق العربي،ثم في اطار المملكة الأردنية الهاشمية الحديثة،وتشكيل الجيش العربي،وأقامة الأردنيين والفلسطينيين لاقوى نماذج الوحدة بين شعبين عربيين شقيقين متجاورين لا بل ملتحمين وملتصقين في كل مفاصل حياتهما وفي كل ساحات نضالهما وفي اي بيت من بيوت اي واحد منهما.
 
وعلى هذا النحو يعاود الأردن مع اشقائه الجهد الشاق للارتقاء بالعمل العربي المشترك واعلاء البنيان للصرح الحضاري العربي من جديد، بعد مخاض امتد لسنوات قاسية من الموسم الذي سمي بالربيع العربي، آلت فيه احوال الأقطار العربية التي ابتليت فيه الى التشظي والانهيار والاقتتال والقنص الخارجي والتدخل المريب والتحريك الجائر، ويؤمل ان يكون لقاء القمة وعلى ضفاف البحر النابض بالمحبة، والمخضب بملوحة الاباء والشمم، نقطة انطلاق جديدة،تستفيد من الدروس السابقة،وترجع الى التأمل العميق والنظر البعيد،استعدادا للسير نحو المستقبل الواحد لهذا الوطن ولهذه الأمة،تقضي فيه على التفتت وتوقف التصدع وتحد من التقاتل والاحتراب،وتلجأ الى الحكمة والموعظة الحسنة، وتعتمد الكلمة الصادقة الجريئة الواعية. وذلك وفقا لنموذج مستحدث للمشاركة والتنسيق والتعاون وبروح التسامح والتفاهم والتضامن بين الأخوة، تشد فيه الأواصر وتتعمق فيه الصلات، وتلتقي فيه الارادة الجماعية على صناعة المستقبل للأجيال العربية القادمة.
 
dfaisal77@hotmail.com