Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-May-2017

مراقبون يؤكدون وجود مشاريع إقليمية ودولية لها مصلحة في إدامة الصراع السوري

 منتدون ينتقدون غياب دور عربي مؤثر لحل الأزمة السورية سلميا

 
عمان - الغد- انتقد سياسيون وأكاديميون غياب الدور العربي المؤثر لايجاد حل سلمي للصراع في سورية لصالح مشاريع إقليمية ودولية لها مصلحة في إدامة الصراع.
وأكدوا ضرورة بلورة مشروع حل سياسي عربي للحرب في سورية بتفاهم عربي ودولي وإقليمي، داعين الأردن إلى لعب دور مؤثر في مثل هذا المشروع باعتبار أنه من أكثر الدول تأثراً بالأوضاع في سورية.
وخلال مشاركتهم في صالون سياسي عقده مركز دراسات الشرق الأوسط حول تطورات الملف السوري أول من أمس بعنوان “مستقبل سورية بين حضور الدور الدولي والإقليمي وغياب الدور العربي”، أشار هؤلاء إلى ما شهده الملف السوري من تدخلات دولية وإقليمية عملت على إدامة حالة الصراع، بهدف “تدمير سورية وتبرير التدخلات الأجنبية في المنطقة واستنزاف مواردها”، في ظل غياب موقف عربي موحد واستمرار الاستقطابات والتباينات في مواقف الدول العربية تجاهه.
واعتبر المتحدثون في الصالون الذي أداره الدبلوماسي الأردني الأسبق الشريف فواز شرف أن غياب الموقف العربي الموحد تجاه إيجاد حل سياسي في سورية سـ “يجعل من الدول العربية خاضعة لتحركات المشاريع الدولية والإقليمية التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب المصالح العربية، في ظل تحول سورية إلى ساحة للصراع والتنافس الدولي”.
وأكد شرف في تقديمه “ضرورة الخروج بموقف عربي موحد تجاه رسم مستقبل سورية في ظل ما تشهده من تداخل الأدوار الدولية الممثلة بالولايات المتحدة وروسيا أو الإقليمية الممثلة بإيران وتركيا، فيما الدور العربي في سورية يفتقر لتوحيد الرؤى لمعالجة هذا الملف”.
فيما استعرض الخبير العسكري والاستراتيجي الفريق المتقاعد قاصد محمود، المشاريع الفاعلة في سورية “باعتبارها موضع اهتمام من مختلف الأطراف ولما تتمتع به من موقع استراتيجي جغرافياً وسياسياً واقتصادياً”، نافياً “وجود مشروع حقيقي للحل السياسي في سورية”.
ورأى محمود أن المنطقة تشهد ثلاثة مشاريع إقليمية “تتمثل بالمشروع الصهيوني الساعي لإطالة أمد الصراع في سورية بغرض تدمير مقومات الدولة فيها وبسط الهيمنة الصهيونية في المنطقة، في حين يسعى المشروع الإيراني لتوسيع نفوذه في المنطقة، أما المشروع التركي فيسعى لضمان المصالح التركية لما تمثله سورية من عمق استراتيجي للأتراك، وضمان عدم قيام دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية”.
وحسب محمود “تتمثل المشاريع الدولية بالمشروع الأميركي المرتبط عضوياً بالمشروع الصهيوني والهادف لضمان المصالح الأميركية في المنطقة، فيما تسعى روسيا لضمان مصالحها ونفوذها في الشرق الأوسط واستخدام الورقة السورية للمساومة على ملفات أخرى كالملف الأوكراني”.
فيما تناول الأكاديمي د. محمد البشير مراحل الدور العربي تجاه الأزمة في سورية والصراع على منطقة الشرق الأوسط، معتبراً أن “العديد من الدول العربية تحولت أدوارها لخدمة المشاريع الدولية والإقليمية في المنطقة، وباتت تدور في فلكها لتحقيق مصالح قطرية ضيقة ما تسبب بحالة من الانقلاب على حراك الشعوب التي خرجت لتطالب بالإصلاح، وخلق صراعات داخلية في عدة دول عربية”.
ورأى البشير أن أدوار عدد من الدول العربية “كان سلبياً تجاه الملف السوري ما عمل على تحقيق الأهداف الغربية بإطالة أمد الصراع”، مؤكداً ضرورة إعادة الدور العربي المأمول استناداً إلى تحقيق قيم الديمقراطية واحترام الاختلاف الفكري والسياسي والعمل وفق القواسم المشتركة بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية.
من جهته تحدث المحلل السياسي عاطف الجولاني حول الدور المطلوب عربياً تجاه حل الأزمة السورية في ظل غياب قدرة أي طرف على حسم الصراع عسكرياً وغياب أي مؤشرات لوجود حل سياسي ينهي الازمة في ظل حالة التنافس والصراع بين الأطراف الفاعلة في الملف السوري، حيث أكد أن الأولوية هي لـ “وقف شلال الدم السوري والتأكيد على وحدة التراب السوري وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، والخروج من حالة الفوضى والاستقطاب الطائفي الذي تشهده المنطقة ومواجهة خطر التطرف”.
واعتبر الجولاني أن هناك عدة سيناريوهات للحل السياسي، ومن ذلك الوصول لحل توافقي بين الأطراف السورية، أو الوصول لحالة توافق عربي على إنهاء الأزمة السورية، معتبراً أن “حالة التباين الحاد سواء في مواقف الأطراف السورية أو مواقف الدول العربية تجعل من الصعب تحقيق هذين الخيارين”.
وأشار من جانب آخر، إلى ضعف المؤسسة الدولية ما يجعل من الصعب الوصول إلى توافق دولي في ظل تباين مواقف القوى العظمى وحالة الصراع بينها على تحقيق مصالحها، رائيا أن إيجاد حل سياسي بتفاهم عربي وإقليمي ودولي سيكون قادراً على معالجة الأزمة السورية وسيوفر حلاً لأزمات إقليمية أخرى خاصة في ظل تفاهم عربي مع إيران وتركيا.