سوسن مكحل

عمان -الغد-  افتتحت كلية الفنون الجميلة- قسم الدراما في جامعة اليرموك برعاية مؤسسة عبد الحميد شومان، أول من أمس، فعاليات مهرجان "وجهة نظر للأفلام القصيرة الرابع 2017"، وبحضور نقيب الفنانين الأردنيين الفنان ساري الأسعد وعميد كلية الفنون محمد غوانمة وفلنتينا قسيسية الرئيسية التنفيذي لمؤسسة شومان ومديري مديرية الفنون في وزارة الثقافة الأردنية الفنان محمد الضمور.

وانطلق المهرجان بكلمة قدمها عميد الكلية الدكتور محمد غوانمة شكر فيها الحضور ودعم المؤسسات المشاركة، مؤكدا أن دور الشباب الخريجين من كلية الفنون بقسم الدراما وصناعة الأفلام مشرّف للأردن لكون الطلبة يتقدمون أهم الوظائف التقنية في أهم وسائل الإعلام ومؤسسات الإنتاج الخاصة بالأفلام عربيا.

وأوضح غوانمة أن اختيار لجنة التحكيم من خيرة الفنانين الأردنيين وذوي الخبرة الطويلة يؤكد أهمية تعاضد الأجيال وإعطاء الملاحظات المهمة للشباب في توجهاتهم ومساعدتهم للخطوات الأولى في مستقبلهم، شاكرا جهود اللجنة التي قدمت جائزة باسم الفنان الأردني الراحل محمد القباني تكريما لعطائه بالفن الأردني وترسيخ قيم مجتمعه بأعماله الفنية.

وتكونت لجنة التحكيم من كل من: الممثلة أمل الدباس رئيسة لجنة التحكيم، المخرج محمد لطفي، المخرج بسام المصري، المنتج خالد حداد، الكاتب والممثل عماد الشاعر.

مدير المهرجان، الدكتور طارق حداد، قال في كلمته خلال الافتتاح الذي شارك فيه فنانون أردنيون من مختلف الفنون المحلية وأكاديميون "اليوم هو نتاج حصاد الطلبة المبدعين وجهودهم في عرض آرائهم وأفكارهم وطموحاتهم من خلال مهرجان وجهة نظر".

وتنافست عشرة أفلام على أكثر من 20 جائزة في فروع مهن صناعة الفيلم من ممثل ومخرج وموسيقي وغيرها. وهي 

(أمي تكذب) للطالبة المخرجة أريج عبندة؛ حيث يتحدث عن طفل يحاول حل لغز ما يحيط بوالدته التي تخفي عنه سر مرضها بالسرطان، فيتوهم بأن شخصا ما يريد قتل والدته.

فيلم (مش مستاهلة يا سيدي) للطالب المخرج صهيب نشوان، فيتعرض لقضية الإنسان البسيط الذي تسيطر عليه فكرة في لاوعيه لتحوله من صاحب حق قوي الى رجل ضعيف يتنازل عن حقه أمام سطوة السلطة.

ويتناول فيلم (عاملة النظافة) للطالب المخرج أحمد المومني، قضية عاملات النظافة في الجامعات وأثر ذلك على علاقتها بابنها الذي يدرس في الجامعة نفسها.

في حين يسرد (مؤامرة) للطالب المخرج عدي الصقار، قضية مجموعة من المواطنين الذين يدافعون عن بلدهم بمنتهى الغباء ظنا منهم أنهم بذلك أبطال.

أما (وهم) للطالب المخرج سيف حمدان، فهو فيلم يتناول ثيمة وهم الفكرة التي تحيل صاحبها للموت بالرغم من أنه غير مصاب بأي مرض.

(500 ليرة) للطالب المخرج عمر بدارنة هو فيلم يتعرض لأحد بنود القانون الأردني والتي تدين المواطن وتزجه داخل السجن بدون ذنب بسبب شكوة كيدية من قبل شخص آخر فينتصر الشر على الخير.

ويعرض (عقدة) للطالب المخرج أيسر غرايبة، عجز الإنسان عن القيام بأي فعل بسبب عجزه الذهني. وينتهي الفيلم بانتصار البطل على نفسه إزاء موقف إنساني ينتصر به البطل على نفسه لإنقاذ طفل في الشارع.

فيلم (باب 422) للطالب المخرج أحمد الشناوي، يتحدث عن عمالة الأطفال وإدمان الكحول الذي يودي بحياة طفلة لتكون المنقذة لخالها لتأمين الكحول له، وتكون الطفلة عشيقة صاحب المتجر.

ويتناول فيلم (دجل) للطالب المخرج محمد قرقز، قضية البحث عن الذهب المدفون داخل أحد البيوت؛ حيث تتآمر شخصيات الفيلم على بعضها بعضا من أجل الحصول عليه بينما لا يحصل عليه أحد.

ويتناول فيلم (ميلاد شهيد) للطالب المخرج عبدالله الشقران، قضية رجل الأمن الذي يفدي نفسه لإنقاذ حياة أم وطفلها من عملية إرهابية كادت أن تودي بحياة الكثيرين من الناس، وفي اليوم ذاته الذي تحتفل فيه زوجة رجل الأمن وأقاربه بعيد ميلاد ابنه.

نقيب الفانين الأردنيين، ساري الأسعد، قال لـ"الغد": "إن مهرجان وجهة نظر للفنانين يعد نواة لصناعة سينما بأفكار وجيل جديد قادر على صياغة مفاهيمه التعلّم منها برعاية الجامعات والمؤسسات الثقافية المعنية".

وقال الأسعد "إن على مؤسسات الإعلام الالتفاف نحو جهود الشباب وإلقاء الضوء على مواهبهم التي تعد مهمة لكونها تعبر عن رؤيتهم ومحاولتهم إيجاد حلول مناسبة لقضايا تخص مجتمعاتهم".

في حين صرّحت فلنتينا قسيسية الرئيسة التفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان لـ"الغد"، أن دعم المهرجان "وجهة نظر" هو دعم مستمر للمشهد الثقافي الذي ترعاه المؤسسة والتي تعنى برعاية الثقافة بشكل مستمر وليس عند حاجة يتطلبها المشهد.

وأضافت قيسيسية أن عروض "وجهات نظ"ر هي تعرّف مباشر على مواهب الشباب وثقافة المجتمع ونقلها بصورة ومعالجة موقعة بالشباب الذي يمثل جيل اليوم، إضافة الى أن المهرجانات توسع مدارك الفرد وتصقل موهبهم.

وأكدت قيسيسية، في حديثها لـ"الغد"، أن مؤسسة شومان جاهزة لتبني أي مشروع ثقافي ريادي هادف يتقدم به الفرد أو مجموعة مبدعة في مجالات الفن والثقافة والتوعية بالطفل كافة، وهو ما تعمل عليه المؤسسة بشكل مستمر في عالم الفن والثقافة ودعم الشباب والمواهب والوعي المجتمعي.

وتضم الأفلام التي عرضت 10 كتاب نص، ويتخرج في هذه الدورة 37 طالبا وطالبة اشتركوا في صناعة 10 أفلام فتوزعت أدوارهم بين التمثيل والإنتاج والإخراج والتصوير والإضاءة والمونتاج.

يشار الى أن الأفلام التي عرضت تم الإشراف عليها أكاديميا من قبل طارق حداد وعامر غرايبة أعضاء هيئة تدريس في قسم الدراما- جامعة اليرموك. والداعم الفني لجوائز المهرجان هو شركة "باناسونك".

يذكر أن من أهم أهداف "وجهة نظر" تصدير معايير صناعة الأفلام وكسر الهوة بين الطالب وسوق العمل، وذلك لرفد سوق العمل بطاقات شبابية متخصصة في حقول عدة: التصوير والتمثيل والإخراج وكتابة السيناريو والمونتاج وإدارة الإنتاج.

أما الهدف الأعلى للمهرجان فهو دعوة المؤسسات الفنية والثقافية وشركات الإنتاج والفنانين للقاء مشترك يجمعهم مع الطلبة الخريجين لتسويق المخرجات الأكاديمية لسوق العمل، وهذا المهرجان بدورته الرابعة هو أول مهرجان يعنى بصناعة الأفلام على مستوى الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة.

ويسعى المهرجان إلى خلق بيئة تحفيزية تنافسية للطالب لتحسين جودة المنتج الأكاديمي والفني، كما ويهدف الى انخراط الطلبة فعليا بالعمل الجماعي لصقل مهاراتهم وتحفيز مواهبهم الكامنة، والإسهام في نشر معايير علمية واحترافية في مهن وعلوم صناعة الأفلام، وتوطيد التعاون بين المؤسسات الفنية والثقافية الأردنية للمشاركة بدعم صناع أفلام جدد، وتسويق المخرجات الأكاديمية والإبداعية الى مؤسسات ومراكز سوق عمل صناعة الفيلم والدراما التلفزيونية في الأردن، وأيضا إفساح الفرصة أمام الطلبة لاختبار المشاركة في مهرجان يضم معايير في منح جوائزه.

sawsan.moukhall@alghad.jo