Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2019

إجماع فلسطيني*كمال زكارنة

 الدستور-إجماع فلسطيني شامل رسميا وشعبيا سياسيا واقتصاديا، على رفض صفقة القرن ومخرجاتها وكل ما يتعلق بها ويرتبط بها ويدور في فلكها ويتبع لها، هذا الاجماع على الرفض تتقاطع فيه جميع المواقف الفلسطينية الفصائلية والحزبية والتنظيمية والشعبية، وتلتقي جميعها على التمسك بالثوابت الوطنية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحماية المشروع الوطني الفلسطيني، رغم غياب التنسيق بين القوى الفلسطينية المتعددة، لكنها اجمعت على الرفض المطلق والشامل، ولم يحث اي اختراق للموقف الفلسطيني العام الرافض للصفقة ومخرجاتها جملة وتفصيلا.

كما رفض السياسيون الصفقة، رفضها ايضا الاقتصاديون ورجال الاعمال الفلسطينيون، الذين اكدوا رفضهم المشاركة في اي نشاطات او اجتماعات من اي نوع وفي اي مكان وتحت اي مسمى مهما كانت اهدافها، لها علاقة بصفقة القرن، ويعتبر الموقف الفلسطيني الفيصل والمفصلي وهو الذي يقرر نجاح او فشل الصفقة، لان الشعب الفلسطيني يعي جيدا ان القضية الفلسطينية ليست ايجاد فرص عمل، ولا تحسين اوضاع معيشية، وازدهار اقتصادي ورخاء ورفاهية في الحياة العامة، بل هي قضية سياسية في المقام الاول، اي انها تعني اقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس وسيادة الشعب الفلسطيني على ارضه المحتلة بعد انهاء الاحتلال الصهيوني، وقضية جغرافية، تعني استعادة الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحريرها واقامة الدولة المستقلة فوقها، وليس اسقاط صفة الاحتلال عنها كما تفعل الادارة الامريكية وتحاول فرض ارادتها، وقضية ديمغرافية، تعني وجود قضية لاجئين ومخيمات في الوطن والشتات ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة والتعويض، وليس الغاء الاونروا وصفة اللجوء الفلسطيني كما تعمل جاهدة الادارة الامريكية، وقضية انسانية، تعني الحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني وقيمه ومبادئه وعاداته وتقاليده والدفاع عنها، وتمتعه بالحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي المعترف به دوليا.
الاجماع الفلسطيني الرافض للصفقة وتشعباتها، الضمانة الاقوى ان لم تكن الوحيدة، الكفيلة باسقاط المؤامرة الكبرى والاخطر في تاريخ القضية الفلسطينية وافشال الصفقة، واجبار المتآمرين على لملمة اوراقهم ودسّها في سراديب الحفظ، وتغيير اتجاهاتهم وتوجهاتهم واعادة النظر بحساباتهم ومواقفهم وسلوكهم .
لن تجد الادارة الامريكية ادوات فلسطينية كما تتمنى لتمرير مؤامراتها، ولن تنجح في اصطياد اي جهة فلسطينية سياسية كانت او اقتصادية، كي تمتطيها وتخترق بها صفوف الشعب الفلسطيني، ولن يقبل اي فلسطيني اعتلاء دبابة امريكية تفرم جنازيرها تراب فلسطين الطاهر المقدس، ولن يستبدل الفلسطينيون دولتهم المستقلة المعلنة والمعترف بها دوليا والمراقب في الامم المتحدة بجمهورية موز، وعلى الادارة الامريكية ان تريح وترتاح، ولا تكمل الشوط وان تختصر المسافات توفيرا للجهد والوقت، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية حفاظا على سلامة وامن المنطقة وشعوبها.
اصرار الادارة الامريكية على تمرير مؤامرة مرفوضة فلسطينيا وعربيا واسلاميا ودوليا، لن يزيدها الا عزلة ونزع الثقة بها وبدورها وانزوائها وانطوائها وفقدان ثقلها العالمي، والتعامل معها بحذر شديد في القضايا الدولية المختلفة.