Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2017

روسيا والخيارات الصعبة! - صالح القلاب
 
الراي - ما كان يجب أن تبقى روسيا تتعامل وتتعاطى مع الأزمة السورية، التي بقيت وعلى مدى الأعوام الستة الماضية كلما ساد اعتقاد بأن «حلَّها» قد اقترب يتضح أنه قد ابتعد كثيراً وأن التعامل مع هذه الأزمة أصبح أصعب من خرط القتاد، فإمّا أن يتحولوا من الإنحياز الكامل لنظام بشار ومعه دولة الملالي في إيران ويصبحوا وسطاء محايدين ويتعاطوا مع كل هذه الأوضاع المتردية على هذا الأساس وإمّا أن يكملوا مشوار انحيازهم هذا الذي سيدفعون ثمنه غالياً، أطال الزمن أم قصر، وبخاصة وأن الواضح أن الأميركيين قد عادوا إلى هذه المنطقة، التي ستبقى منطقة مصالح حيوية للغرب والشرق، بكل ثقلهم وبالتالي فإن الروس سيطالبون في الأيام المقبلة بدفع استحقاقات كثيرة .
 
لقد «شكا» الروس لبعض أصدقائهم في هذه المنطقة من أنهم اكتشفوا أنهم باتوا يغرقون في هذا المستنقع السوري الذي غدا آسنا وأنهم أصبحوا غير قادرين لا على البقاء ولا على الرحيل والمغادرة لكن ومع أن صدى هذا الكلام، الذي صدر عن أحد أقرب المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، لم يكن قد تلاشى بعد فقد ثبت أن:»حليمة لا تزال على عادتها القديمة» وأن أيَّ شيء فعلي لم يتغير وأن قاعدة «حميميم» لا تزال تقاتل على الجبهات كلها وأنها هي من يقوم بعمليات تهجير السوريين، أهل البلاد وأصحابها، من مدنهم وقراهم وبالتهديد والوعيد وبالقوة الزجرية وهذا هو ما حصل قبل أيام قليلة في :»حمص الوعر» وما كان حصل سابقاً في داريا و»الفيجة» وغوطة دمشق وفي مناطق أخرى كثيرة .
 
عندما أصبح الروس، الذين تمادوا كثيراً خلال ولاية الإدارة الأميركية السابقة وأشبعوا الأميركيين إهانات متلاحقة خلال عهد باراك أوباما لا أعاده الله، يستجدون أي إلتفافة من دونالد ترمب إستجداءً رخيصاً وباتوا يسفحون ماء وجوههم طلباً لإستئناف الحوار السابق مع واشنطن حول الأزمة السورية فإن عليهم وقد أدركوا أن القادم سيكون أعظم أن يكفوا عن كل هذه الألاعيب التي ستكون مكلفة التي يواصلون ممارستها في بلد هم المسؤولون، في حقيقة الأمر، عن تمزيقه وتدميره وتهجير أبنائه ونثرهم في أربع رياح الأرض.
 
الآن بات الأميركيون، في عهد هذه الإدارة الجادة والجدية، ينشغلون في ترميم واستعادة كل قواعدهم في المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي وحتى المحيط الهندي... وحتى مرمرة ومزار الشريف فالعودة الأميركية إلى الشرق الأوسط أصبحت تحصيل حاصل وإلا ما معنى أن يتم ترميم كل هذه القواعد القديمة وأن يرتفع الكلام في وسائل الإعلام الأميركية عن «أوكرانيا» وعن جزيرة القرم وعن جمهوريات البلطيق وعن صواريخ الأطلسي الإستراتيجية التي كان تم تركيبها سابقاً في العديد من دول أوروبا الشرقية.
 
إن المؤكد إن الروس، الذين يعانون الآن من أوجاع كثيرة أولها وجع الأوضاع الإقتصادية المتردية، ما عادوا قادرين على الإنخراط في حرب باردة جديدة مع الولايات المتحدة التي إن هي إضطرت لإستخدام سلاح النفط ضدهم فإنها ستحول روسيا «بعظمتها» إلى إحدى دول العالم الثالث البائسة ولذلك فإن الأفضل لهم أن يكفوا عن كل هذه الألاعيب التي ستكون مكلفة التي يواصلون لعبها الآن في سوريا فـ «زمن أول حوَّل»، كما يقال والأفضل، لهم أن يغادروا هذه الدولة العربية، التي يحتلونها الآن، بشرف حتى لا يغادرونها وهم مهزومون يجرون ذيول الخيبة.