Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2017

الشراكة.. الخَيار الوحيد - عماد عبدالرحمن
 
الراي - الترحيب الشعبي الواسع فلسطينياً وأردنياً بزيارة الملك الى رام الله امس، تعكس حالة التأييد والرضا الشعبي عن طريقة الأداء والتشاركية بين الاردن والفلسطينيين، خصوصا خلال هجمة الاحتلال الاخيرة ضد المقدسات ومحاولات فرض واقع سياسي وأمني جديد على الارض، باءت كلها بالفشل.
 
زيارة الملك الثانية خلال الخمس سنوات الاخيرة والخامسة منذ عام 1999 لرام الله، مهمة للجانب الفلسطيني بقدر اهميتها للأردن، لاسيما وأن الجانبين يقفان وحيدين بمواجهة صلف وتعنت و « عربدة» الاحتلال الاسرائيلي، الساعي للسيطرة على القدس كاملة بسن قوانين عنصرية وإجراءات الفصل والعزل على الارض، بعد أن تخلى عنا القريب والبعيد، وهي زيارة تحضيرية لما هو قادم، بعد تكشف نوايا اسرائيل بفرض حلول وفق رؤيتها فقط.
 
الاردن وفلسطين تضررتا كثيرا من تصرفات وإجراءات الاحتلال، ولعل قضيتي الاعتداءات الاخيرة على الأقصى والسفارة في عمان، خير دليل على تضرر الجانبين من الكيان المحتل، في وقت تغيب فيه القوى الفاعلة عالميا عن مشهد الاحداث في الشرق الاوسط، بعد انشغالها بملفاتها الداخلية وصراعاتها القارية، إذا لا خيار للجانبين إلا بتعزيز جهودهما وتنسيق أدوارهما لمواجهة ما هو قادم، خصوصا واننا تعودنا على نتنياهو « المهزوم سياسيا « أن يصدر أزماته وعلى حساب جيرانه.
 
ما ينفع الجانبين في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة ، توحيد المواقف وتعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة، لسد الثغرات التي من الممكن ان ينفذ منها الاحتلال، فالاردن صاحب الولاية الدينية والإدارية على المقدسات، والشعب الفلسطيني صاحب الكلمة فيما يتعلق بإفشال المخططات الاسرائيلية لجس النبض حول وضع يدها على ما تبقى من مدينة القدس، وهذا ما تجلى في «معركة « القدس الاخيرة، الذي أجبر نتنياهو على التراجع عما يصبو اليه بتقسيم المقدسات وفرض واقع جديد يخدم أجنداته ومستوطنيه.
 
إذن، نحن امام زيارة مهمة وتاريخية للملك الى رام الله «المحاصرة «، المشهد السياسي يزداد تعقيداً يوما بعد يوم، خطوط التواصل تنقطع واحدة تلو الاخرى، والحديث عما يسمى بعملية السلام، أضحى شحيحاً هذه الايام، واصبحت الامور تدار يوما بيوم، على مبدأ «إدارة الازمات الطارئة» والخروج منها بأقل الخسائر، فلا مسار أو استراتيجية واضحة للمستقبل، بوجود احتلال لا يسعى للسلام بقدر ما يسعى للحروب، وهو ما يجعل كل الاحتمالات واردة في حال استمرار غياب أي أفق سياسي مدعوم دولياً.
 
Imad.mansour70@gmail.com