Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2017

الاتحاد الأوروبي يجدد الالتزام بمستقبل مشترك رغم انفصال بريطانيا
 
روما- أكد القادة الأوروبيون أمس في روما عزمهم على تجديد التزامهم في الذكرى الستين لتوقيع الاتفاقية التي أسست للاتحاد الأوروبي، بالرغم مما يواجهه من خطر نتيجة قرار بريطانيا الانفصال عنه.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مخاطبا رؤساء الدول والحكومات الـ27 المجتمعين في القاعة ذاتها حيث وقعت الاتفاقية المؤسسة للاتحاد الأوروبي في 25 آذار(مارس) 1957 "عليكم أن تثبتوا اليوم أنكم قادة أوروبا".
لكن ذلك سيتم في غياب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قررت الشروع في آلية الطلاق المعقدة مع الكتلة الأوروبية الأربعاء المقبل.
وبهذه المناسبة توقع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عند وصوله "ستكون هناك ذكرى مئوية لتأسيس الاتحاد".
وكان رئيس وزراء ايطاليا باولو جنتيلوني في استقبال رؤساء الدول والحكومات الذين عبروا الواحد تلو الآخر باحة مبنى الكابيتول، قبل أن يوقعوا تعهدا رسميا جديدا من أجل أوروبا.
وقال يونكر وهو يوقع بالأحرف الأولى "إعلان روما" بالقلم نفسه الذي استخدمه سلفه من لوكسمبورغ قبل ستين عاما "ثمة تواقيع تدوم".
في 1957، تعهدت المانيا وفرنسا وايطاليا ودول بنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) "اقامة اسس اتحاد يسعى دائما الى تقارب اكبر بين الشعوب الاوروبية".
لكن باولو جنتيلوني قال قبل مراسم توقيع الوثيقة "توقفنا، وهذا أثار لدى الرأي العام أزمة رفض، وأحيا النزعات القومية التي خلناها باتت طي النسيان".
ورغم ذلك أكد "لقد استخلصنا العبرة، والإتحاد اختار الانطلاق مجددا".
ويؤكد الأعضاء الـ27 في الإعلان أن "الاتحاد واحد لا يتجزأ ولا ينفصم"، في رد واضح على بريكست.
وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بهذا الصدد في إعلان صحافي "سنتصرف بحيث لا يتم (بريكست) على حساب أوروبا"، مؤكدا أن لندن "ستدفع حتما ثمن عواقب" انفصالها.
غير أن أوروبا تعاني في الذكرى الستين لتأسيسها خلافات وتشكيك في جدواها وشعور بالريبة بين مواطنيها.
وباشر حوالى 30 ألف شخص من معارضين أو مؤيدين للاتحاد الأوروبي، التظاهر في شوارع روما فيما أغلقت قوات أمنية مكثفة وسط المدينة، وهي تخشى بصورة خاصة أن يندس بين المتظاهرين مئات الناشطين من مجموعات "بلاك بلوكس" من الفوضويين أو المستقلين.
وبعدما بدأ مسيرته بست دول فقط بهدف إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يواجه الاتحاد اليوم أسوأ ازمة في تاريخه، فهو امام تحديات بريكست وايضا موجات الهجرة والتباطؤ الاقتصادي، فضلا عن الاعتداءات والتهديدات الجهادية والانغلاق على الهوية الوطنية.
وقال يونكر "يجب ان تشكل قمة روما بداية فصل جديد من اجل اوروبا موحدة من 27 دولة".
من جانبه قال توسك "اليوم في روما، نجدد التحالف الفريد لدولنا الحرة الذي أطلقه أسلافنا قبل ستين عاما".
لكن بمعزل عن هذه التمنيات، لم ينج "إعلان روما" السبت(امس) من الانقسامات في صفوف الأوروبيين، ولا سيما بين دول الغرب ودول الشرق.
وعلى خلفية هذه الانقسامات، تحول مفهوم أوروبا "بسرعات متفاوتة" الذي يثير أكبر قدر من الخلافات، في إعلان روما إلى أوروبا "بوتيرات مختلفة".
وتعهدت الدول الـ27 "التحرك بالتوافق، وبوتيرات مختلفة إذا اقتضت الحاجة وبكثافة مختلفة، مع التقدم في الاتجاه ذاته، مثلما فعلنا في الماضي، طبقا للاتفاقيات، مع ترك الباب مفتوحا أمام الذين سيرغبون بالانضمام إلينا مستقبلا".
وهي فقرة صيغت بعناية فائقة لمحاولة طمأنة بولندا والدول الأخرى المتمنعة التي تخشى استبعادها من "النادي الأوروبي" بسبب معارضتها المتكررة لمشاريع بروكسل ولا سيما في ما يتعلق بسياسات الهجرة.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام الصحافيين ساعية للطمأنة "إن أوروبا بسرعات متفاوتة لا تعني إطلاقا أنه ليس هناك أوروبا مشتركة للجميع".-(ا ف ب)