Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jul-2017

نتنياهو ضد الغرب - تسفيا غرينفيلد
 
هآرتس
 
الغد- لقد اخطأ نتنياهو في هذا الاسبوع خطأ كبيرا. ففي محاولته العودة إلى لحظة بداية صراعه ضد الاتفاق النووي مع إيران اعتقد أن اهانة الديمقراطيات الكبيرة والمهمة في أوروبا ستتم الموافقة عليها في اوساط اليمين بنفس درجة الانفعال التي تم فيها الموافقة على خطابه التحريضي ضد أوباما في الكونغرس. وقد اعتقد نتنياهو في ذلك الوقت أنه يستطيع أن يصبح الزعيم الحقيقي لليمين في الولايات المتحدة. ماركو روبيو الشاب الذي سيتم انتخابه للرئاسة سيؤيده ويستمد الالهام منه. واذا تم انتخاب كلينتون فسيكون باستطاعته دائما الادعاء بأنه زعيم اليمين الأميركي المهزوم.
 إلا أن الجميع فوجئوا من فوز دونالد ترامب الذي قام بادارة ظهره للسياسة وانظمة الحكم. ولم يعد نتنياهو مصدر الهام بالنسبة لليمين في أميركا، وتبين له أن اللعبة الأميركية ضائعة، على الأقل طالما استمر ترامب في منصبه. وترامب ليس بحاجة اليه والجمهوريون لن يوافقوا على التآمر ضده في الكونغرس كما فعل نتنياهو ضد أوباما. وعندما استيقظ من الصدمة توصل نتنياهو إلى الاستنتاج المطلوب وهو العمل ضد ترامب يجب تركه لليسار في أميركا، الذي لا يكف للحظة عن محاولة اضعاف ادارته، بالضبط مثلما أن العمل ضد يئير لبيد باعتباره تهديدا اساسيا لحكومته، يتركه لليسار في إسرائيل الذي لا يكف للحظة عن اضعاف لبيد بدل اضعاف نتنياهو.
بالنسبة لنتنياهو يجب عليه العودة فورا وتعزيز مكانته المتضعضعة كزعيم كبير وحكيم، أمام بوتين وترامب ايضا. وعليه أن يتحول من الآن إلى مصدر الالهام الجديد، ليس فقط لافريقيا والهند البعيدتان، بل ايضا لليمين الابيض في أوروبا، حيث يقوم بقيادة تمرد المهانين ضد القيم الانسانية الفاشلة للعالم الديمقراطي، بالضبط مثلما فعل ذلك بنجاح في اسرائيل. وهكذا يتبين لمؤيديه أنه ليس فقط رئيس حكومة إسرائيل الصغيرة. فهذا منصب صغير وهامشي، بل الزعيم الدولي الكبير الذي يستطيع اظهار الطريق لهذا العالم المشوش.  لكن نتنياهو فشل هنا. فقراره بأن يصبح زعيما رمزيا للدول الاشكالية في أوروبا الشرقية، التي تخضع للتأثير القوي لحركات اليمين (اللاسامية) لا يضعه مثلما في السابق أمام قادة يساريين مكروهين مثل أوباما، بل أمام قادة وسط حكماء يسيطرون الآن على الديمقراطيات الهامة في أوروبا. هذه هي حال عمانوئيل مكرون في فرنسا وتريزا ماي في بريطانيا وانغيلا ميركل في المانيا. فهؤلاء القادة المسؤولين يدركون جيدا المشكلات التي تواجه أوروبا، وقد تم انتخابهم من اجل مواجهتها.
إن مهاجمة أوروبا الكلاسيكية باسم الساحة الخلفية، الفاشية والشيوعية سابقا، تثير الاستغراب والشك في اوساط الإسرائيليين. أين يمكن ايجاد المزيد من الأماكن الجميلة من اجل الرحلات العائلية الآمنة والرخيصة نسبيا؟ ونفس الشيء ايضا بالنسبة لمهاجمة بوتين وترامب ايضا: هل قرر نتنياهو الخروج إلى حرب ضد الغرب كله؟ فقدان التقديرات العقلانية يعطي المبرر لقادة المعارضة في الذهاب في أعقاب الغرائز الصحيحة للبيد وانشاء علاقات طبيعية مع ترامب ومع القادة الأوروبيين. عندما يضع نتنياهو نفسه في الزاوية البعيدة فيجب على قادة المعارضة الاهتمام باستمرار الصلة السليمة بين إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة.