Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2019

موريتانيا: جدل حول إعلان الناطق الحكومي بأن الرئيس غزواني امتداد لسلفه

 القدس العربي- خاض نظام الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، أمس، أول امتحانات حكمه، حيث أوقعه الوزير سيدي ولد سالم، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء الخميس، في ورطة عندما أعلن في أول مؤتمر صحافي له «أن نظام الرئيس الغزواني امتداد لنظام الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز».

وقوبلت هذه التصريحات بحملة تنديد واسعة قادها كبار المدونين الذين يتابعهم الآلاف والذين باتوا يشكلون قوة ضغط سياسية كبيرة ومؤثرة، وهو ما جعل رئاسة الجمهورية تأمر بحذف تصريحات الوزير من وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وتفاعل المدونون بمختلف مستوياتهم ومشاربهم بحذف تصريحات الوزير واعتبروها «خطوة في الاتجاه الصحيح وترميماً لثقة الشعب في النظام الجديد التي هزتها التصريحات المرفوضة».
وبعد أن أبرزوا اعتراضهم على التصريح ورفضهم لاستمرار نظام الرئيس المنصرف من خلال نظام الرئيس ولد الغزواني، دعا المدونون لإقالة الوزير، وحث بعضهم الوزير على الاستقالة لكونه قد سحبت منه الثقة بمصادرة كلامه.
ورد النائب محمد الأمين سيدي مولود، الذي يمثل قطاعات واسعة من فئة الشباب الصاعد، على تصريحات الوزير قائلاً: «نحن أيضاً امتداد للمعارضات السابقة في رفض الظلم والاستبداد وفضح الفساد وتعقب المفسدين، وفي التضحية والتوعية والسعي إلى التغيير، وفي محاربة التفاوت الاجتماعي والغبن والتزوير والاحتكار والنهب؛ نحن امتداد لنضال الرئيس أحمد ولد داداه والرمز المصطفى ولد بدر الدين وغيرهما، وثمرة جهود ونضالات أحزاب المعارضة وتياراتها وحركاتها وشبابها الجاد المضحي».
وأضاف: «معركتنا معركة تضحية وتوعية وتغيير وليست معركة يوم ولا شهر ولا عام ولا معركة شخصية ترتبط بعمرو أو زيد، بل بسلوك ومسارات، نحن عارضنا معاوية والرئيس المدني المنتخب، سيدي ولد الشيخ عبد الله، وعارضنا عزيز 11 سنة، ومستعدون لمعارضة غزواني وغيره بنفس الآليات وأشد حسب المسارات والسلوك، حتى يتغير بلدنا تغييراً حقيقياً، وينال شعبنا ما يستحقه من رخاء وعدل».
وتحدث النائب سيدي ولود عن الفرق بين الامتداد والتجديد قائلاً: «كل تجديد لأي نظام هو متنفس يجلب فترة هدنة سياسية غالباً وأملاً جديداً مهما كان تقارب أو تشابه القادم والمنصرم، بل قد يتفاءل الناس بنظام ما ثم يكتشفون مع الوقت أنه أكثر سلبية من سابقه، وللتجديد والامتداد إيجابيات وسلبيات، فأبرز إيجابيات التجديد هو الإعفاء ولو تسامحاً من ضريبة الماضي حتى مع وجود وقائع الترابط وأواصر التحالف، ومن إيجابيات الامتداد الاستفادة مما يراه السلف إنجازات، حتى وإن كان رصيدها الإعلامي والدعائي والسياسي تم استهلاكه وبفجاجة ومبالغة».
وقال: «إذا كانت الحكومة الحالية قررت بملء إرادتها انطلاقاً من تصريحات الناطق باسمها أن تكون امتداداً للحكومة السابقة وللرئيس السابق، سقطت صفة السابق من تصريح الناطق، فلها ذلك سلبياً وإيجابياً، وعليها أن تباشر مسؤوليات اتهامها بملفات الفساد التي حصلت قبلها وعدم محاسبة المسؤولين عنها، وعليها تحمل جزء غير يسير من مسؤولية إفلاس الشركات الوطنية الكبرى وتسريح عمالها، وقضايا الأمن والبطالة، ومستوى تدهور التعليم إلخ، بمعنى آخر، إن التعاطي معها سيتغير من افتراض أنها حكومة جديدة تستحق منح الفرصة، كما طالب الكثيرون، ويجب أن تبحث عن حلول لكل المشكلات المطروحة بناء على تعهداتها وبرنامجها أساساً، إلى اتهامها بنصيب من المسؤولية عن هذه المشكلات أيضاً، في الانتقال من المحاسبة بناء على الأداء الحاضر وانتظار المستقبل إلى جلب أعباء الماضي أيضاً». وكتب الإعلامي، محمد سيد أحمد باب المدير الناشر لموقع «زهرة شنقيط»، مؤكداً «أن تصريحات الوزير سيدي ولد سالم إهانة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وتقويض لصورته أمام الرأي العام، ويجب العدول فوراً عن تكليفه بالمنطق تمهيداً لإقالته، فإذا اهتزت الثقة في منصب رئيس الجمهورية بهذا الشكل فالبلاد على كف عفريت». واعترض الأستاذ الجامعي الدكتور الشيخ سيدي عبد الله على تعيين الوزير سالم ناطقاً باسم الحكومة، وقال: «كان خطأ إسناد وظيفة النطق في الحكومة الأولى لرئيس منتخب، إلى وزير من النظام الذي كان قائماً، فرمزية التجديد والمغايرة تتطلب انفتاحاً على لغة الإجراءات، بمعنى أن هذه الوظيفة كان حرياً بها أن تناط بوجه جديد يمنح الداخل والخارج الشعور بأن تفكيراً جديداً قد وصل وبأنه يدير الحكم».
وزاد: «الدكتور سيدي ولد سالم صدم الكثيرين هذا المساء، فقد صدم المعارضين الذي قرروا دعم غزواني ظناً منهم أنه سيختلف في الرؤية والتعامل عن سلفه، وصدم المستقلين الذين قرروا منح بعض الوقت للنظام الجديد قبل انتقاده أو اشغاله بالهجوم والهجوم المضاد، وصدم المحايدين الذين يبحثون عن سنوات حكم تنسيهم عشرية اليباب المنصرمة».
وأضاف: «لا أعتقد أن تصريح سيدي كان بريئاً وتلقائياً، وأخشى أن تكون له علاقة بتحركات حزب النظام السابق وكتيبته البرلمانية هذه الأيام ونمط علاقتهم بالرئيس غزواني؛ وخرجة ولد سالم هذه تحتاج مرهماً وترياقاً فعالاً من الرئيس نفسه، أو من أحد وزرائه السياديين، فليس معقولاً أن يظهر وزير في حكومة رئيس جديد ليتجاهل كل شيء ويقول: (ما ترونه هو حكومة فخامة الرئيس عزيز)».
وتساءل الدكتور معاذ قائلاً طيب: ما هو دور فخامة الرئيس غزواني؟ وما هو منصبه؟ ومن الذي تأتمر أنت بأوامره؟ أي نطق هذا؟
أما الوزير السابق، عبد القادر ولد محمد، فقد حاول أن يقرأ تصريحات الوزير من زاوية أخرى، حيث قال: «في المطلق، تعتبر الحكومة الحالية امتداداً للحكومة السابقة من منظور استمرارية الدولة كما يمكن القول بامتدادها السياسي للنظام السابق ولرأسه لكونها تضم في تشكيلتها العديد من رموزه، ولكونه ساهم في انتخاب رئيسها ورئيس جميع الموريتانيين».
وعلق محمد الكوري العربي، رئيس حزب «الوطن»، ذو الميول البعثية في عجاج هذا الجدل قائلاً: «كأن معالي وزير التعليم العالي لم يحصل له العلم أن انتخابات رئاسية قد جرت في موريتانيا في شهر يونيو الماضي، وأنها حملت رئيساً جديداً للبلاد بنسبة 52 % من الأصوات، وإنه يسمى محمد ولد الشيخ الغزواني».
وقال: «أبلغوا الوزير سالم بما جرى، فالرجل قادم من نوم عميق في كهف العشرية».