Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2017

.. كلامُ «انقلابات عسكرية» - صالح القلاب
 
الراي - المفترض أن كل من سمع واستمع إلى «خطبة» دونالد ترامب الرئاسية من أهل هذه المنطقة «البائسة» الذين بلغوا من أعمارهم «عتياًّ» لا بد وأن إستحضروا في أذهانهم بلاغات الإنقلابات العسكرية التي كانت تبدأ ببلاغ رقم «1» والتي كان الإنقلابيون، ولا تزال هناك الآن بعض بقاياهم، يَعِدون شعوبهم الغفورة بما لم يستطعه الأوائل وحتى بالمستحيلات الثلاثة:»الغول والعنقاء والخل الوفي» وجعلُ السماء تمطر حتى في شهر «صَفَرْ» ذهباً وفضة.. ومناًّ وسلوى .
 
غريب عجيب أن يقال هذا الذي قاله ترامب وفي الولايات المتحدة ويقيناً لو أن هذا الذي قيل ليس في عصر الفضائيات، التي تضع الحدث وأي حدث أمام أي مشاهد في الكرة الأرضية وكأنه من الذين يجلسون مباشرة أما عدسات «التلفزيونات»، لظن المستمع أن ما جرى أمس الأول في «باحة» البيت الأبيض هو إنقلاب عسكري من تلك الإنقلابات التي مرَّت بها هذه المنطقة وكانت نتائجها هذه النتائج التي نراها الآن في العديد من «الأقطار العربية» والتي كانت مرت أيضاً بأفريقيا وبعض دول أميركا اللاتينية . 
 
قال ترامب بنبرة عسكرية «إنقلابية»: « اليوم عادت السلطة مجدداً إلى الشعب» وقال أيضاً:» واليوم تم نقل السلطة من واشنطن إلى الشعب الأميركي» وقال كذلك :»اليوم بدأنا التغيير وإعادة بناء الدولة».. و»أميركا فقط ستكون أولاً»..و»سنوقف المجزرة بحق التعليم» ..و»سيتم القضاء على الإرهاب والتطرف»..و»رؤية جديدة ستحكم الولايات المتحدة».. و»رئاستي ستحدد المسار لأميركا والعالم لسنوات كثيرة» .
 
والسؤال الذي لا بد وأن يتبادر إلى أذهان الذين سمعوا هذا الكلام، الذي يشبه كلام «إنقلاباتنا» العسكرية نسأل الله أن يخلصنا من بقاياها وأن لا يعيدها علينا، هو: أين كانت السلطة الأميركية يا ترى حتى تعتبر قد عادت أمس الأول إلى الشعب الأميركي مجددا؟!.. أليس الولايات المتحدة دولة ديموقراطية فيها تداول على السلطة وفيها مؤسساتٍ ديموقراطية تجري فيها إنتخابات رئاسية كل أربعة أعوام... وفيها تناوب على الحكم ومن خلال الإنتخابات بين الحزبين الرئيسيين :الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه دونالد ترامب والحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس «الراحل» باراك أوباما؟!.
 
ثم كيف سينقل ترامب السلطة من واشنطن (العاصمة) إلى الشعب الأميركي المنتشر في 48 ولاية ؟! هل يريد أن يستعين بشعار معمر القذافي :»اللجان في كل مكان» وهل يريد أن يحول الولايات المتحدة، هذه الدولة العملاقة... أُم الديموقراطيات في العالم إلى «جماهيرية» على غرار «جماهيرية» صاحب الكتاب الأخضر التي ثبت أنها كانت دولة من ورق وأنها لم تصمد أمام عواصف الربيع العربي حتى ولو للحظة واحدة .
 
لنترك وعد:»القضاء على الإرهاب» لقادمات الأيام ولنستعيد ما قاله السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد الذي وصف ترامب: بأنه «هاوي كلام» والذي قال بعد خطاب الرئيس الجديد مباشرة: إن إدارة الدولة، وبخاصة دولة إدارتها شديدة التعقيد كالولايات المتحدة، تختلف عن «التغريدات» على توتير وهنا فأغلب الظن إنْ ليس كل الظن أن كثيرين من الأميركيين قد مدوا ألسنتهم وأستلقوا على ظهورهم إستهزاءً عندما سمعوا هذا الرجل الذي أصبح رئيسهم يقول:»رئاستي ستحدد المسار لأميركا والعالم لسنوات عديدة مقبلة.. وسنسعى لإعادة بناء البلاد لصالح كل شعبها» .