Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2019

شكراً لأطبائنا الأفذاذ..!*مروان سوداح

 الدستور

كانت ساعات مريرة تحت مباضع الأطباء، ليس خشية أو خوفاً منهم، بل للصدمات التي تلاحقني وتُحِدث آلاماً مبرحة متواصلة تلازمني تارة في عمليات جراحية خطرة واحدة تلو أخرى، وتجري في أدق الأماكن في جسدي المُنهك، وتارة أخرى تتسلّط على مسيرتي الحياتية الصعبة..
 مؤخراً، عُدت من روسيا بعد ترشيحي لحضور مؤتمر مُتخصص بالعلاقات الروسية - الاسلامية، وبعد أن مكثت هناك ردحاً من الزمن، رغبت خلالها بالخلود إلى الراحة والاستجمام، لكني اضطررت.. والأدق أنني أُرغمت على مراجعة وتحرير كتاب جديد أعدّته شخصيات روسية رفيعة المستوى، موضوعه الاسلام والمسلمون في روسيا منذ دخوله تلك البلاد وإلى اليوم.
 كان العمل كالعادة مُنهكاً ومُضنياً، إذ كان يَعني إعادة ترجمة و/أو تحرير غالبية نص الكتاب «من الجلدة للجلدة»، خلال وقت قصير جداً، فانتابني مرض شديد، ربما كانت من أسبابه الرئيسة أيضاً «صقيعية» سانت بطرسبورغ المُطّلة على مياه الشمال المُتجمّدة، فقد تضخم جزء من جسدي إلى حد مُخيف، ودبّت فيَّ أوجاع لا تطاق، فكان لا علاج لها سوى.. الجراحة.
 طلبت من زميلي وصديقي الشاب الأديب والمُخلص (رفيق عزام الحواري) الذي تكرّم بإيصالي فجراً من المطار الى بيتي، أن نُعرّج أولاً على الصيدلية، لعلني أجد فيها دواءً يُخفّف من وطأة الألم المزمن، لكنهم أفادوني بأن لا دواء لهذا الداء في كل الدنيا!، وصدر الأمر: «إلى جراحة فورية!».. وأوصوني بطبيب خبير وماهر ووادع وطيب القلب (عمر)، فتوجّهت إليه سريعاً ليشرع «الآن وليس غداً» بجِراحةٍ.. دون أبطاء وبلا تمهّل..
 أشرف على العملية الجراحية التي استمرت عدة ساعات، ثلاثة أطباء مهرة، هم الأخوة عمر ياسين الرواشدة، وإيهاب محمد سرحان، ويوسف آل خطاب، وبرغم خطورتها لكونها جرت في عُنقي، إلا أن هؤلاء الحُكماء تجاوزوا الأخطار فقهرت مباضعهم المرض المُتَضخّم. 
 انتهت العملية بنجاح كبير برغم صعوبتها، وفي الحقيقة لم ارتعد لأني لمست في الأطباء مهارة عالية، وأساليب علاجية غير مسبوقة، وأحاديثهم الجماعية خلال العملية مطمئنة، فللمرة الأولى أستمع لمناقشات طبية خلال عملية كهذه، إذ تحاور الأطباء في شأن كل خطوة يخطونها في عنقي..
 كان قرارهم جماعياً وتبعاته جماعية.. لقد عملوا مؤمنين بنجاح مسعاهم لإنقاذي، فقد تحلّوا بروح إنسانية راقية وزمالة رفيعة المستوى، ومهارة قَلّ نظيرها.
 شكراً لكم إخواني وأحبائي الأطباء جميعاً عمر وإيهاب ويوسف والسيدة المُمرِّضة (إيمان/ أم راشد)، ولن أنساكم أبداً، لقد أكّدتم علو ورفعة الصرح الطبي والعلاجي الأردني ومستواه المتقدم، أعانكم الله دوماً في علاجكم للمرضى الذين ترسمون البسمة على شفاههم.