Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Feb-2019

إيران على الحافة

 الغد-هآرتس

 
عاموس هارئيل
 
تقدير الاستخبارات العسكرية لسنة 2019 يقول إن إيران من شأنها أن تنتقل إلى مقاربة اكثر استفزازا في كل ما يتعلق بمشروعها النووي. مع ذلك، حسب اقوال قسم الاستخبارات في هيئة قيادة الاركان، فإن إيران ما تزال لم تقرر أن تخرق بصورة صارخة الاتفاق النووي الذي وقعت عليه مع الدول العظمى والذي انسحبت الولايات المتحدة منه في أيار العام الماضي. الاستخبارات العسكرية تشخص وجود فرصة تاريخية في السنة القادمة لزيادة ضغط الغرب على إيران وتضييق خطواتها، ويصف الإيرانيين بـ “حجر الاساس” للتحدي الامني الذي يقف امام إسرائيل.
كما جاء في هآرتس في تشرين الاول الماضي، فإنهم في الاستخبارات العسكرية يعتقدون أن الضغط الاقتصادي الذي تستخدمه الولايات المتحدة على إيران مع تجدد العقوبات، يجري جيدا وله تأثير كبير على السوق الإيراني ووضع النظام. العقوبات المجددة تخلق ضغطا غير مسبوق على النظام وتؤدي به إلى نقطة ازمة لم يشهدها في الاربعين سنة التي مرت منذ الثورة الاسلامية. اسعار الوقود في إيران ارتفعت في الشهرين الاخيرين بـ 50 %. واسعار الفواكه والخضروات بـ 100 %.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لا تتوقع انتفاضة شعبية ضد النظام، لكنها تشخص وجود ارتفاع في عدد المظاهرات، التي فيها تندمج نقابات مهنية كثيرة وجزء منها يجري أيضا في مناطق اعتبرت حتى الآن بؤر قوة للنظام. التطورات الداخلية تعكس، حسب الاستخبارات العسكرية، تغيير كبير في وضع إيران. اضافة إلى ذلك، النظام يواجه التغيير حتى الآن بمهنية وبصورة ناجعة.
حسب تقدير الاستخبارات فإن إيران لم تخرق حتى الآن الاتفاق النووي. واذا قررت طهران الانحراف عن الاتفاق فإنها بحاجة على الاقل إلى سنة من اجل انتاج المادة المشعة بكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية، وإلى سنتين من اجل انتاج قنبلة. في صفوف القيادة الإيرانية تخبط حول مسألة هل يجدر اعطاء اشارات بشأن عدم الرضى من العقوبات ومن الوضع الذي نشأ بعد انسحاب أميركا، وهي اشارات يقوم بها عن طريق تخصيب اليورانيوم بمستوى اكبر من المتبع حتى الآن، لكنه يزال في الحدود التي وضعها الاتفاق.
اذا تواصل ضغط العقوبات، ربما يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن. في المقابل، في طهران هناك من يقدرون أن الرئيس الأميركي ترامب لن يستمر لفترة الولاية الثانية ومن الافضل الانتظار حتى انتهاء ولايته في كانون الثاني 2021، والامتناع عن مواجهة مباشرة مع الدول العظمى بسبب خرق الاتفاق.
في الاستخبارات العسكرية يشخصون وجود نوايا إيرانية لتوسيع نشاطات حرس الثورة في العراق كمسار تأثير بديل ازاء صد جهود إيران للتمركز العسكري في سورية في اعقاب نشاطات الاحباط الإسرائيلية. الإيرانيون يريدون نشر مليشيات شيعية وصواريخ متوسطة المدى ووسائل قتالية مختلفة في غرب العراق ، التي بواسطتها سيكون بالإمكان تهديد إسرائيل من هناك وفي نفس الوقت ضمان وجود “الممر البري” لنقل الوسائل القتالية والقوات من الاراضي الإيرانية إلى سورية ولبنان.
في إسرائيل يعبرون عن الرضى من النجاح النسبي في الصراع مع إيران في سورية. الازمة الاقتصادية في إيران في اعقاب العقوبات تؤدي أيضا إلى تقليص كبير في المساعدات المالية لحزب الله، وأدت إلى ازمة في صفوف المنظمة اللبنانية، وتصعب حرية المناورة لسكرتير عام الحزب حسن نصر الله.
بالذات نصر الله يصفونه في الجيش الإسرائيلي كمن يتصرف في السنوات الاخيرة بصورة نسبية كبالغ مسؤول في المنطقة. فهو يدرك جيدا قدرات إسرائيل على الاضرار بمنظمته، ويحذر من عدم جر لبنان إلى حرب اخرى. نصر الله فضل عدم الرد على عملية الجيش الإسرائيلي ضد الانفاق الهجومية التي قام حزب الله بحفرها تحت حدود إسرائيل، لبنان. مع ذلك، استمرار نشاطات إسرائيل – التي في اطارها هوجم في هذا الاسبوع هدف لحزب الله في الجانب السوري على الحدود في مرتفعات الجولان، من شأنه حسب تقدير الاستخبارات أن يؤدي في نهاية المطاف إلى رد عسكري من قبل حزب الله من الحدود السورية أو من خلال مهاجمة هدف إسرائيلي في الخارج.