Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2017

دور حيوي (لشركات النت الدولية) في دحر الارهاب.. - فيصل ملكاوي
 
الراي - في الوقت الذي تقدم فيه شركات النت الدولية الكبرى مثل فيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل خدمات كبرى للانسانية في التواصل وتبادل المعلومات والمعرفة والوقوف على اي تطور في اي مجال في التو واللحظة، فانه في المقابل فان التنظيمات الارهابية تستغل هذا الفضاء الرحب ايضا وبكافة وسائلة في نشر فكرها الظلامي وايضا كمصدر للتمويل والتجنيد في سبيل ارتكاب جرائمها البشعة على وجه الارض.
 
خلال السنوات الماضية انفلت هذا الفضاء (الحر) وكان ساحة بلا قيود للارهابيين وشبكاتهم، ولم تكن هناك اجراءات أمن تذكر ليس لتقييد الحريات على هذه الوسائل الهامة بل للحد من استغلالها من قبل الارهاب، اذ ان دعاية شبكات الارهاب بكل ما تحملة من تطرف وأذى للبشرية دون ان يسلم منه احد او دولة او شعب، ينشر على هذه الشبكات في اي وقت وباي شكل، وفي ظل هذا المشهد كان كل شيء ينشر للارهابيين سواء على مواقع شبكة التواصل الاجتماعي او على مواقع وحسابات هذه التنظيمات الارهابية التي كانت تقوم بانشائها وتبث باسمائها مباشرة.
 
حولت التنظيمات الارهابية امام العالم وامام شركات النت الدولية الشبكة العنكبويتة ومواقع التواصل الاجتماعي، من نعمة الى نقمة في كثير من الاحيان، لما تنشره وتبثه الشبكات الارهابية من مضامين ورسائل وصور وفيديوهات كلها تمثل أبشع صور البربرية التي عرفتها البشرية، ومع كل تطور تشهده مواقع التواصل الاجتماعي فان المجاميع الارهابية تحاول مواكبة هذا التطور واستغلاله، في ظل خدمة غاية في السرعة وقليلة الكلف المادية، وفي هذا الوقت قيود لا تكاد تذكر في الرقابة على مثل هذه المضامين وحذفها، والا لما شاهدنا في كل ارجاء الارض هذا الاختراق الهائل والسهل لهذه المواقع من قوى الشر والظلام والاجرام الارهابية.
 
لن تصل الحرب على الارهاب غايتها المنشودة بسحق الارهاب والخلاص منه، فكرا وتجنيدا وتمويلا ودعاية، دون خوض هذه الحرب بصورة شمولية، وشموليتها بالضرورة تعني الذهاب الى كافة الجبهات وتحريرها من الارهاب واجنداته الظلامية بكل مفاصلها وتفاصيلها، وتقع جبهة الامن الفضائي الخاصة بالشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي على مرتبة هامة من هذه الجبهات، بهدف اقصاء الارهاب عنها ودحره على هذه الجبهة واتاحتها فقط للخدمة العالمية الرائعة التي وفرتها للاسوياء من ابناء البشرية في التواصل وتبادل المعرفة والحوار الحر الذي يعلي القيم العالمية والانسانية ويعززها بايد نظيفة وليست ملطخة بالاجرام والدماء والشر كما هي ايدي الارهاب واجنداته وشبكاته المجرمة.
 
وكما ان الحرب على الارهاب بميادينها العسكرية والاستخبارية، اقتضت تشكيل حلف دولي، يضم غالبية دول العالم، لاتقاء شر الارهاب ودحره، لكن ليس هناك دولة او شعب بمنأى عن شرره وجرائمه، وهو ما كان من اعتداءات ارهابية بشعة طالت الكثير من دول العالم القريبة والبعيدة، فان بقية الجبهات لدحر الارهاب تقتضي هذا التعاون والتحالف ليس بين الدول والحكومات فقط، وفي حالة ( الامن الفضائي ) بمعنى امن الشبكة العنكبوتية، فان انجاز المهمة يتطلب دخول الشركات الدولية الكبرى على خط هذه المعركة لضمان نجاحها والهدف غلق هذا الفضاء امام الارهاب وشبكاته، وهي مهمة ليست مستحيله برأي المعنيين بهذه الحرب وكسبها كاملة.
 
تظهر تصريحات عدد من الشركات الدولية الكبرى لشبكة النت، ان هناك بدايات تحرك في هذا الاتجاه، وانه لم يعد بالامكان بقاء الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي متاحة للارهاب لاستخدامها، لا سيما ان القوى الدولية ايضا والقمم التي تعقد على الساحة الدولية باتت تضع هذا البند، على جداول اعمالها، وهذا ما قامت به قمة الدول الصناعية السبع في قمتها التي عقدت في ايطاليا أيار الماضي، وهو ذات الزخم المتزايد بالنسبة لحكومات الدول في العالم بضرورة ان يكون منطق الشمولية في الحرب على الارهاب فعال ومتواصل ويطال اي نقطة يمكن ان يجد الارهاب فيها موطئ قدم لاقتراف جرائمه البشعة.