Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2017

العربُ بينَ «إيران» و«إسرائيل»..!؟ - محمد رفيع
 
لَا وَعظَ، ولَا بَراءةَ، في السياسةِ..!
 
الراي - فإمّا أن يكون الخطابُ السياسيّ (تحريضاً)، بمعنى أن يكون ممارسةً سياسيةً فعليّةً للصراع، أو يكون (تكشيفاً)، وتظهيراً له، بمعنى أن يُكَشِّفَ الخطابُ السياسيُّ جذور الصراع الفعليّ، وأن يُزيحَ، جانباً، كلَّ أشكالِ ومظاهر التخفِّي والغواية في ذلك الخطاب. وكلُّ خطابٍ له أسبابه ومواقعه ومصالحه.
 
إيرانُ، ومنذ نهاية حرب الخليج الأولى مع العراق، في نهاية الثمانينيّات، تمارس خطابها السياسيّ تحت شعار العداء لإسرائيل وأمريكا، الذي يقول: (الموتُ لأمريكا. الموتُ لإسرائيل)، وأنّ أمريكا هي (الشيطان الأكبر). وهو شعار ترافق مع بدء إيران برنامجها النوويّ، وهي تعرف، تماماً، أنّ مَن سيقف ضدّ هذا البرنامج، ويحاربه استراتيجيّاً، هو إسرائيل وأمريكا. فكان شعارُ العداءِ لهما سبباً مسبقاً، ومتلازماً مع البرنامج النووي، أكثر منه نتيجة. وكان أن جهّزت إيران و(بَنَتْ) أدواتها لهذا الصراع، مع إسرائيل، وعلى رأسها (حزب الله) اللبنانيّ، ونجحت في ذلك بامتياز. ولم يمنع هذا الخطابُ أصحابَه، على الرغم من تطرّفه وتشدّده حتى الموت، من عقد صفقة تسوياتٍ، نجحَ بعضُها وفشلَ آخرُ..!؟
 
أسارعُ إلى القول: إنّ وحدانيّة (العدوّ الصهيونيّ) مع العرب، لا يسبقها، ولا يتقدّم عليها، أيّ صراعٍ أو عداء. غير أنّ احتلال إيران للعراق، بطريقة سياسيّة مبتكرة، ومعقّدة، هي فكرةُ ونظامُ (الوليّ الفقيه) السياسيّ الدينيّ، يدفعُ بالعراق نفسه إلى التحوّل إلى (قضية فلسطينية أخرى)، في معادلة الوجود والبقاء العربيّ الحديث..!؟
 
لَا الإسلام بكلِّ مذاهبه، ولَا أيّ سياسةٍ مبتكرةٍ وخبيثةٍ، ولَا أيّ فكرٍ ومعتقدٍ، يُسَوّغُ احتلالَ أرضٍ عربيّة، في زَمن الضعف العربيّ المُريع، سوى معادلة القوة وحسابات المصالح الاستراتيجيّة للأمم..!
 
نعم؛ أخطأ العربُ كارثيّاً، وخَسروا استراتيجيّاً، في إدارة الصراع في العراق، منذ الاحتلال الأمريكيّ له في العام 2003. ونجحت إيران، في إدارة ذلك الصراع، وربحت مرّتين؛ مرّة بدَرءِ الاحتلال الأمريكيّ عن جوارها في العراق. ومرّة أخرى بامتلاك واحتلال العراق بفكرة (ولاية الفقيه) السياسيّة، التي تُجرِّدُ المعتقدين بها من العرب، في العراق وفي غيره من بلاد العرب، من مواطنيّتهم وانتمائهم السياسيّ العربيّ والقوميّ..!؟
 
وهنا، تكون إيران، بنفسها، أي باحتلالها للعراق، قد وضعت المدماك الاستراتيجيّ الأوّل في ارتقائها كَـ(عدوٍّ) للعرب..!؟
 
لا مفاضلَةَ بين الأعداء، ولا تحالفَ، حتّى في أزمان الضعف والانهيارات. بل امتلاكٌ لحدٍّ أدنى من القوّة، يُمَكِّن من وقف الاحتلالات والانهيارات، وتسوياتٌ تُوقِف تَوالي الخسارات. وهذا، نظريّاً وعَمليّاً، ممكنٌ عربيّاً في هذه اللحظة العربيّة المعقّدة..!؟
 
تكشيفُ المُخادعةِ السياسيّة، في الخطاب الإيرانيّ المُعلن، هو أوّل شروط الحوار والتسويات مع (إيران ولاية الفقيه السياسيّة). ورَفضُ الانخراطِ في الفهم والإدارة السياسيّة لأمريكا، ولـ(إسرائيل الصهيونيّة)، لصراعهما الذاتيّ مع إيران، هو (أوّل الصَحو العربيّ)، في معادلة خلط الأوراق، الدائرة حاليّاً بوتيرةٍ قصوى.
 
أمّا فلسطين وقضيّتها فمسألة أخرى. ولا يَصحُّ، في الوَعي كما في السياسة والفكر، أن تكون على مائدة الصفقات الإقليميّة، ومهما كانت ذرائع الغواية والتَدليس، (المَذهبيّ) والدعائيّ والغرائزيّ، إيرانيّة كانت أم تركية..!؟
 
فبيننا وبين العدوّ الصهيوني (فلسطينُ) ومظلوميّة شعبها العربيّ المكافح والنَبيل، بكامل قامتها التاريخيّة..!؟
 
وبيننا وبين إيران وأمريكا (كلُّ العراق)، كوطنٍ عربيٍّ ضائع..! وكامل المحاولات الإيرانيّة في دول الخليج العربية لتفسيخ نسيجها الاجتماعيّ بولاءات (ولاية الفقيه) الكارثيّة الفارسيّة المتخفّيةِ بـ(المَذهب السياسيّ الدينيّ)..!؟
 
وبيننا وبين إيران (اليَمنُ) ومظلومية شعبه الفادحة، والمحاولات الإيرانية الفارسيّة لامتلاكه في (جزيرة العرب)..!؟
 
وبيننا وبين إيران وتركيا و(الإرهاب المُعولَم) بكلّ أنواعه (كلُّ سورية)، وكارثة وفداحة مظلوميتها الراهنة..!؟
 
وكلُّ ذلك، اليوم، معروضٌ للتسويات الإقليميّة والدولية، بخساراتٍ عربيّة لا تُحَدُّ..!؟
 
fafieh@yahoo.com