Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2019

ترامب ونتنياهو.. وما يجمعهما من قواسم مشتركة*علي ابو حبلة

 الدستور

ترمب ونتنياهو يجمعهما قواسم مشتركة تتسم بالنزعة الفردية والانتهازية وكره الإعلام والقاء اللوم عليه فيما يتعرضان له من نقد وهجوم على تصرفاتهما ويستخفان بالقانون على اعتبار انهما فوق سلطة القانون وكلاهما يحاول التهرب من الفضائح والتحالف مع الشيطان لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية محضة.
المُحبّون لترامب ونتنياهو أو المبغضون، يرون أنهما يعتمدان على نفس آلات وقواعد الدعم المالي والانتخابي التي تعمل في الولايات المتحدة وإسرائيل، مثل اللوبي الإسرائيلي في واشنطن «إيباك»، وحركة التبشيريين اليمينيين المسيحيين، وكذلك على ذات الممولين مثل شيلدون آدلسون وروبرت ميرسر وغيرهم. بل إنهما يتشاركان على المستوى العائلي، عن طريق صهر ترامب، جاريد كوشنر، الذي كان نتنياهو يقضي الليالي الكثيرة في غرفته لدى زيارته نيويورك، كما أن والد كوشنر دعم نتنياهو ماليًا منذ تسعينات القرن الماضي.
الرجلان اعتمدا كذلك على ذات الطواقم من المحامين للدفاع عن مصالحهما الشخصية مثل المحامي آلين ديرشوتز، وعدد كبير من المحامين الآخرين مثل عمدة نيويورك السابق رودي جولياني الذي يقع الآن وسط عاصفة جدل جلسات الاستماع في الكونغرس الأميركي المنعقدة من أجل عزل الرئيس ترامب، بالإضافة إلى سفير ترامب في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومبعوث ترامب السابق جيسون غرينبلات (محاميا الإفلاس والعقارات).
ومن المعروف عنهما أيضًا (ترامب ونتنياهو) حُبّهما للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وإسقاط تعبيرات مثل أراض محتلة وغيرها الكثير من تبني نفس القيم والفلسفة في حياتهما السياسية والشخصية، إلى جانب كرههما للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
ولعلّ يوم الخميس الواقع في 21/11/2019 سيسجل في التاريخ كيوم سقوط الرجلين، ترامب ونتنياهو، من حصانة الحكومة التي تمتعا بها، فبينما كان الأميركيون يشاهدون شهادات الرسميين وغير الرسميين وهم يوجّهون أصابع الاتهام إلى الرئيس الأميركي وفساده بشأن استخدام مركزه للاستفادة الشخصية والسياسية عبر «الرشوة» والابتزاز في الكونغرس الأميركي، الأمر الذي قد يؤدي إلى عزله من منصبه (على الأقل في مجلس النواب الأميركي)، أعلن النائب الإسرائيلي العام أفيحاي ماندلبليت عن توجيه تهم جنائية ضد نتنياهو في ثلاث قضايا فساد منفصلة.
بعد إعلان ماندلبليت عن توجيه تهم جنائية ضد نتنياهو، كتبت السيناتورة وورن على موقع «تويتر»، أن «نتنياهو متهم بقبول رشاوى والمتاجرة بمزايا حكومية والتلاعب بصحافة حرة». وأضافت «مثل صديقه دونالد ترامب، لن يتوقف عند أي شيء لإثراء نفسه والبقاء في السلطة. لا مكان لهذا الفساد الصارخ في أي دولة ديمقراطية – سأحارب ذلك في الداخل والخارج».
وفيما يشير الخبراء إلى أن ترامب ونتنياهو استخدما أساليب مشابهة لشحذ قواعد مناصريهم، احتج ألان ديرشوفيتس، المحامي المعروف في أميركا، وهو مدافع دائم عن ترامب، ومناصر متشدد لنتنياهو، وشكك في دوافع نظام القضاء الإسرائيلي. وقال لموقع JNS الإخباري اليهودي الأميركي: «أعتقد أننا نشهد تسليحًا للعدالة الجنائية لأغراض سياسية».
وكان ديرشوفيتس، الذي يظهر كثيرًا على شبكة CNN، جزءًا من فريق قانوني قدّم رأيًا قانونيًا لماندلبليت زعم فيه أن اعتبار سعي نتنياهو للحصول على تغطية إعلامية ايجابية كرشوة يشكل «تهديدًا خطيرًا» على حرية الصحافة.
وعلى الرغم من إصرار نتنياهو على عدم التنحي عن منصبه، فقد اعتُبر الإعلان عن توجيه اتهامات ضده بمثابة أخبار سارة في صفوف المجموعات اليهودية الأميركية الليبرالية التي تعتبر نتنياهو عقبة أمام حل الدولتين والسلام مع الفلسطينيين.
ولم يعلق ترامب على مشاكل نتنياهو القانونية، على الرغم من أنه يُنظر إلى الاثنين باعتبارهما حليفين مقربين للغاية.