Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2018

حقائق يجب قولها!! - صالح القلاب

الراي -  ربما، لا بل المؤكد، أنَّ «الأشقاء»، إن ليس كلهم فبعضهم، الذين يراقبون المشهد الأردني عن بعد يضعون أيديهم على قلوبهم خشية من أن يجري في هذا البلد العربي ما جرى في دول عربية شقيقة هي ليبيا وسورية والعراق واليمن وبخاصة وأن هناك «تأويلات» إعلامية كثيرة وأنه يحلو حتى لبعض الأردنيين أن يصفوا هذا الذي يجري في بلدهم على أنه إستمرار لـ «الربيع العربي» الذي هو في حقيقة الأمر كان ولا يزال شتاءً عاصفاً ومدمراًّ والأسباب هنا متعددة وكثيرة.

لا شك في أن الأردن يواجه مشكلة إقتصادية وليست سياسية غدت مستعصية لكن ما يدعو إلى الإطمئنان وإستبعاد كل هذه المخاوف هو أن الأردنيين في العادة «يهبون» في لحظة غضب طارئة ثم لا يلبثوا أن يهدأوا عندما يشعرون بإقتراب أي خطر قد يهدد وطنهم وهذا كان قد حدث في مرات سابقة كثيرة حيث ما لبثت الأمور أن عادت إلى طبيعتها بعدما وصل التأزم ذروته كما يقال!!.
لقد أثبتت التجارب التاريخية وعلى مدى نحو قرن بأكمله أن الأردنيين يثورون في لحظة معينة كالقنابل المتفجرة لكنهم عندما يشعرون بأي خطر يهدد بلدهم أو يهدد نظامهم لا يلبثوا أنْ يتناسوا أوجاعهم وأن يغلبوا الأهم على المهم فكل شيء إلاّ الوطن وتماسكه وكل شيء إلاّ أن يحصل في هذا البلد الذي يشبه أقحوانة على طرف الصحراء ما حصل في بعض الدول العربية القريبة والبعيدة.
إن المشكلة في الأردن، بالإضافة إلى أنها بالأساس مشكلة إقتصادية، هي موقعه الجغرافي الذي جعله دائماً وأبداً جزءاً من الوجدان الفلسطيني وفي قلب المشكلة الفلسطينية وأنه بقي يتلقى إنعكاسات ما يجري في العراق وفي سورية وحقيقة في الوطن العربي كله فهو يقع في قلب هذا الوطن وهو يصاب بصداع شديد إذا شعر أي بلد عربي بأي وجع في رأسه.
إنه لا شك في أن الأردنيين قد لجأوا إلى كل ما جرى في هذه الأيام الأخيرة كإعتراض على بعض السياسات الداخلية والخارجية وكرفض لبعض إجراءات التعاطي مع صندوق النقد الدولي لكن بالأساس هو أن ما أوصلهم إلى ذروة التوتر هو ما جرى ويجري في هذه المنطقة وخاصة في فلسطين وما يتعرض إليه الشعب الفلسطيني وفي سورية وفي العراق وفي اليمن.. وفي كل مكان من هذا الوطن الكبير.
لقد طالب المحتجون والمتظاهرون برحيل الحكومة الحالية وحقيقة أنه يجب أن ترحل هذه الحكومة إستجابة لرغبة غالبية الأردنيين لكن المشكلة تكمن في أن ما يعكر المزاج العام للشعب الأردني ويدفعه إلى كل هذه الإحتجاجات العنُفية لا يقتصر على الأوضاع الإقتصادية المتردية وعلى الأزمة مع صندوق النقد الدولي فهناك هذه الأوضاع العربية البائسة وهناك كل هذا التشظي الذي ضرب ليبيا والعراق وسورية واليمن.. ثم وهناك أم القضايا كلها التي هي القضية الفلسطينية المقدسة.