Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2020

كل هذا الصمت العربي.. «المُريب»*محمد خروب

 الراي

لاذت معظم العواصم العربية, التي لا يكف ضجيج وسائل إعلامها وخصوصاً تخرصاتها وتعليقاتها التي تفوح منها رائحة الثأر وتصفية الحسابات والدسّ وتسريب المزيد من الأخبار والروايات الكاذبة.. لاذت بالصمت بعد أن عقد تحالف الشر الصهيواميركي العزم على كشف تفاصيل «صفقة القرن».. على نحو يبحث على الاعتقاد أن بعض هذه العواصم على علم بما سيتم كشفه, وأخرى اكتفت بالانتظار وثالثة تستجمع ما تبقى لديها من وسائل وآليات وأرصدة (غير مالية بالطبع كونها مُفلسة أو على حافة الإفلاس) لإستدرك أمورها, وربما بحثاً عن بعض الأعطيات والمِنح ال?ي سيوزعها تحالف الشر إياها لشراء صمتها أو تبرير تواطئها والاكتفاء بإعلانها «النأي بالنفس», عن قضية لم تعد تربطها بها أي صلة، ما بالك انها لم تكن ذات صلة بالقضية نفسها, اللهم إلاّ عندما تجد نفسها مضطرة للموافقة على بيان باهت، قام بتدبيجه مندوبو الدول أوعلى مستوى وزراء خارجيتها, الذين يبذلون «مجهوداً» ويضيعون وقتاً طويلاً في تبادل القُبل والعناقات الكاذبة أكثر مما يصرفون من جهد لمناقشة قضية أو ملف في لقاءات تحمل صفة «الطارئ».
 
صمت عربي تعكسه وسائل إعلامهم أو بيانات ألسِنة ما يوصفون «مصادر مطلعة»، يعكس -ضمن أمور أخرى- استسلام هؤلاء للإرادة الصهيواميركية باعتبارها قدراً لا مفر منه, يتركون الأمور تجري وفق ما تمليه عليهم السفارات الأميركية ووكالات استخباراتها, بعد إفلاسهم المالي وخصوصاً السياسي, وباتت واشنطن (ومعها تل أبيب) أقرب اليهم من أي عاصمة عربية, ما بالك انهم وقد استقالوا مبكراً من عروبتهم، باتوا ينتظرون الفرصة المناسبة للتحلّل مما تبقى من أواصر أو اتفاقات شكلية تربطهم ببعض العرب, للقفز في المركب الصهيواميركي, الذي يظنون انه ?كثر أمناً من مراكبهم الجانحة؟.
 
قال نتنياهو لا فض فوه قبل صعوده إلى طائرة العال التي أقلّته لواشنطن: «أنا وصديقي الرئيس ترمب سنصنع التاريخ يوم الثلاثاء».
 
تحالف الشر الصهيواميركي سيصنع التاريخ, وهو -كمنتصر- سيكتب التاريخ ليكرّس الرواية الصهيونية المؤسطرة, بعد أن لم يعد يخشى أي ردّ فعل, يدفعه ليكون حذِراً في اختيار المفردات والمصطلحات المناسبة, كي لا يثير غضب أحد من العرب, أو رد فعل مِمَن اعتبروا أنفسهم «شركاء» في التسوية وصنع «سلام الشجعان», كما روّج آبوات أوسلو له منذ ثلاثة عقود تقريباً, لم تسفر سوى عن تكاثر المستوطنات اليهودية, وتبدّد كل ما بُني عليه من «أوهام» عشعشت في رؤوس هؤلاء, اللهم باستثناء التنسيق الأمني وارتفاع منسوب التربص وسياسة الإقصاء والتفرّد ?ي علاقات الفصائل بعضها ببعض, ودائماً في احالة منظمة التحرير الفلسطينية الى الاستيداع بعد لم تَعُد حاجة إليها.
 
صمت عربي مريب يرقى إلى مرتبة التواطؤ, وربما يُكشَف اليوم عن مشاركة بعض العرب في صياغة بنود الصفقة وإدخال بعض المصطلحات والاقتراحات حمّالة الأوجُه, ليُقال لنا (نحن الشعوب) أن لا قدرة لنا على مواجهة أميركا وعلينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
 
.. تبّاً لهم.