Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2017

لأننا نهوى عمّان .. نخشى عليها! - ناديا هاشم العالول

الراي -  كل شيء ينمو خيرا أو شرا، سلبا أو ايجابا ،وهذا يعتمد على نوعية البذرة ومدى رعايتها وحمايتها على المستويات كافة.. فاذا «البني آدم» «مش مُربّى «على رعاية كل ما هو «عام» والمحافظة عليه كالخاص تماما، فكيف سيحافظ على نظافة كوكبه الجديد؟ومدينته الجديدة ؟وشارعه الجديد؟

اما بيته الجديد سيحافظ عليه بالتأكيد لانه مُلْكه..لأن «البعض» للأسف يعاني من ازدواجية واضحة اثناء تعامله مع «الخاص والعام «..فالخاص له كل العناية والرعاية واما العام بالنسبة لهذه الفئة «فاالله لا يردّه»!
فالبني آدم نفسه هو من يصنع جديده ويحافظ على قديمه كلٌ وأسلوبه كل وتوجّهه..وهل يعني كلما احتاج البيت الى صيانة نقوم بهجره للانتقال الى بيت جديد وهلمّ جرا ؟
وحتى لو هجر سكان الكرة الأرضية كوكبهم باحثين منقّبين بالفضاء الخارجي عن كوكب مثالي «يقنيهم» ، حتما سيحملون المشاكل نفسها ناقلينها الى الكوكب الجديد ،بغياب التخطيط والالتزام بكل عناصر التنمية المستدامة على المستوى الفردي والجمعي والوطني والعالمي..
يقولون :التجربة خير دليل وبرهان ويقول المثل « اللي بيجرّب المجرَّب ، عقله مخرَّب « إذْ كيف نكرر الأسلوب الذي اوصلنا للنتائج السلبية ذاتها ؟
فالإنتقال لكوكب آخر بنفس المفاهيم يعني خلق المشاكل نفسها ، فما احوجنا لثورة بيضاء بعاداتنا وسلوكياتنا وثقافتنا لنتعلم احترام الآخر انسانا نباتا حيوانا شارعا مدينة قانونا.. الخ
والشيء نفسه ينطبق على الانتقال لمدينة جديدة ذكية تخضع لعامل الذكاء الاصطناعي والطبيعي ، حيث لا مجال هنا للمزاجية والأنانية والمصالح الآنية التي كثيرا ما تلغي توجهاتها الحلول الذكية الطبيعية والاصطناعية.. صحيح أن الأدوات بين أيدينا..ولكن الأمزجة المتناقضة بتحيّزاتها اللاعقلانية ستعرقل فاعليتها بل ستقلبها رأسا على عقب !»
فالمدن ليست شكلا لأبنية شاهقة ولا جسورا عارمة ولا ساحات واسعة ،متناسين بهذا الخضم «مضمون الاستدامة « الذي يجعلها صديقة لقاطنيها وهو المطلوب أولا.. فغياب المضمون يعود لغياب الإستراتيجيات والخطط بأهدافها وبرامجها ومتابعتها لتحقيق الرؤية الحضرية الذكية المستدامة ، نتيجة لغياب الإدارة الواعية..
ففي بلاد العالم النامي تجد النمو السريع للسكان بالمدن يفتقد للشكل المقبول أيضا ، حيث العشوائيات المتزايدة بكثرة المفتقدة لأدنى درجات التخطيط و»الذوق» والسلامة والصحة ،عشوائيات بالمناطق الأكثر والأقل حظا على حد سواء..
فالعشوائية المقامة بدون تخطيط او نظام هي السبب وراء كل علّةّ ، حتى المخطط لها تخترقها عشوائيات بقدرة قادر إذ كيف لأحياء سكنية هادئة تنام قريرة العين مطمئنة لتصحو فجأة على مطاعم و «كوفي شوبات» وغيرها تخترق سكون المناطق المخصصة «أصلا» للسكن ؟
وهل نستهجن بعد ذلك ولوج البسْطات بين المخازن التجارية لتعرقل المظهر والجوهر والمسير ؟
ولهذا ما أحوجنا الى تجيير الذكاء الاصطناعي تخطيطا وتنفيذا للوصول الى التنمية المستدامة ، فالدول المتقدمة قد انجزت ونمت وتطورت وانتقلت من الجيل الأول للتنمية، الى الجيل الثاني للتنمية الا وهي التنمية المستدامة..
التنمية التي تحافظ على سلامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة متخذة من صيانة البيئة هدفا اساسيا تُدْخِلُه في كافة مستويات التنمية الصناعية والزراعية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، عبر تنمية مستدامة للحاضر والمستقبل في ظل تفجر سكاني يتخذ من المدن نقطة انطلاق.. فمن وصل الى التنمية المستدامة بمرحلة مبكرة فهو «آمن « ويستطيع الالتحاق بركب التنمية والتحضّر الذكي المستدام ، ليحصل على مدن مخطط لها خدماتها المائية والصحية ووسائط النقل لتكون مستدامة ، وحتما ستختفي بأرجائها العشوائيات السكانية التي تزحف بسرعة رهيبة في البلدان الأقل حظا مذكّرين بأن الحلول الذكية تنبثق فعلا عن عقول ذكية..
 
علما بانه هنالك نسبة عالية من العقول الذكية بالبلدان النامية ومع ذلك فهي تعاني من شحّ واضح بالحلول الذكية الاصطناعية والطبيعية ،إما لضعف في الموارد المالية بشكل خاص من جهة مما يعطل من ذكاء التدبّر والتفكّر والتعقّل هادمين إنجازات الآخرين الذكية بقصد وبدون قصد لاغين بذلك الحلول المستدامة.. ناهيك عن تخصص «البعض» بفبركة مقالب موجهة للنيْل من الآخر من جهة أخرى..ونتيجة لذلك عسكرت البلاد النامية بخانة «محلّك ِسْر».
 
اما لماذا التنمية المستدامة لكونها تلبّي احتياجات الحاضر دون التضحية بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة..لكن غموض هذه الفكرة يخلق تباينا من حيث «كيفية» تنفيذها لتصبح المدن مستدامة، أو بيئية، أو ذكية..
باختصار فلندرك بأن المدينة المستدامة بأنها مدينة صُمِمت مع مراعاة الأثر البيئي بحيث تكون صديقة لساكنيها على الصعد كافة.. وبما اننا جربنا المجرَّب ولم ننجح فلا يجوز تجربته مرة ثانية !
فلنتجنب الوقوع بالأخطاء نفسها معتمدين نظرية «الفرضية والتجربة» :»بين مفروض ومطلوب وبرهان « فندرس البدائل كافة لإختيار الأفضل منها بعد اختبارها نظريا قبل البدء بالتنفيذ..
وكفانا تحججا: «فات الأوان « ! هذا بعد وقوع الفأس بالرأس!
hashem.nadia@gmail