Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

دولة عمر الرزاز !! بوصلتك تائهة ... أحذر من " صافرة الشعب " أن تدوي في أذنيك !!
الوقائع الإخبارية - جمال حداد
يبدو أن دولة د. عمر الرزاز رغم الضجة الإعلامية المدوية والهالة البراقة التي أحاطت به منذ أن بدأ يخطو نحو الدوار الرابع لامتطاء كرسي الرئاسة لم يكن على " قد الحشوة " المطلوبة...فاكتشفت العامة قبل الخاصة انه لم يختلف عن غيره في شيء، فهو كغيره من ذات العلبة، وتكمن الفوارق فقط في المكيجة،لون البدلة ،ونبرة الصوت،وصبغة الشعر.
الآمال التغيير والخروج من عنق الزجاجة التي كان يُعوّل عليها الشعب الأردني الموجوع، لم ير منها شيئاً، والخوف أنها تبخرت من دون رجعة...لهذا أصبحت العملية الإصلاحية التي تنتظرها الكافة أشبه ما تكون بساعة يوم القيامة، علمها عند الله الواحد الأحد العالم ببواطن الأسرار وتبدل الأحوال.
للحقيقة والتاريخ،فالحق أحق أن يقال أن للرزاز نقطة ايجابية تسجل لدولته،انه يعمل على تجسيد المقولة المشهورة " معالي الشعب الأردني " حيث قام بتزوير أعضاء جدد ولم يمض عليه مائة يوم فأضاف إلى سجل الوزراء عددا آخر ليرهق الخزينة المرهقة أصلا، حيث قام بتعديل ليس له داع، فجاء باهتاً ضعيفاً لا يحمل في طياته اي مفاجآت ولا إشارات تشير إلى ان هنالك في الافق إصلاحات سياسية واقتصادية،وإنما هنالك عمل على تدير بعض الشخصيات دون ان يخطط لوقف التدهور على كافة الأصعدة وعلى رأسها الانهيارات الاجتماعية المتدهورة المتمثلة بانهيار القيم كتعاطي المخدرات،جرائم القتل،الاعتداء على الأطباء،المعلمين، و أفراد الامن العام .
اللافت في حكومة الرزاز العتيدة ان لا تغيير طرأ عليها أو منها، فلا المواطن العادي ولا المراقب السياسي ولا الصحفي لاحظ اي تغيير ملموس او تبدل محسوس على ارض الواقع ...كان الجميع ينتظر مواجهة مع معاقل الفساد... وقلاع الترهل الإداري والخراب الاجتماعي...كان الكل يتوقع معركة حامية الوطيس مع التحديات القاتلة التي أبرزها ، البطالة المتفاقمة إذ ان غالبية سكان المملكة الأردنية من فئة الشباب وجلهم من حملة الشهادات العليا في جميع التخصصات، هؤلاء الذين لا يجيدون فرصة عمل سانحة موائمة لمؤهلاتهم العالية وكفاءاتهم المتميزة...ناهيك عن جيوب الفقر التي تتسع يوما بعد يوم،في الأرياف،البادية،المخيمات ثم أخذت مجاميع الفقر تزنر المدن بأطواق جوع مرعبة، فقد أكدت الأرقام الرسمية ان 15% من سكان الأردن دون خط الفقر هذا إذا كانت الأرقام الرسمية صحيحة.
أما الداء العضال،فهو الفساد المستشري في كل مكان بشقيه الفساد الأصغر و الأكبر، هذا المرض الناتج عن انعدام القيم الأخلاقية له عواقب كثيرة لما يولده من فيروسات تصيب المجتمع بمقتل فتهدم الثقة المهزوزة بين المواطن والحكومة.... حقيقة ان الموظف المرتشي هو لبنة مفككة في بنيان الدولة،وتنامي هذه اللبنات يشكل خطراً رهيباً ولذلك كان الإسراع بالإصلاح الإداري يحمل درجة الضرورة القصوى ....ثم جاءت المخدرات السم الزعاف الذي يهلك الحرث والنسل ويقوض الأسرة والمدرسة والجامعة ...ناهيك عن غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية وكساد في جميع القطاعات التجارية.ما نتج عن ذلك شعور المواطن بالغربة في وطنه جراء الأزمة التي تلتف حول عنقه،حتى فقد اتزانه وزادت معاناته ،وغاب عن وعيه جراء عدم الوفاء بالتزاماته أمام عائلته.
التعديل الأخير، جاء هزيلاً ضعيفاً مهزوزاً كالتشكيل الذي صدم الناس فقد كان نكتة الموسم آنذاك حيث قيل تمخض الرزاز عن تشكيلة هزيلة لا ترقى لطموحات الشعب الأردني الذي كان ينتظر من دولته ثورة بيضاء تطيح بفلسفة تدوير الوزير واختيار ذات العائلات بالقرعة وحسب الدور والعلاقة مع شخصية الرئيس حيث أنها ذات اللعبة وذات النغمة ، مما يعني ان بوصلة الرزاز تائهة او انه لا يملك من أمره شيئاً نتيجة لوقوعه تحت ضغوط هائلة وضاغطة " اي تيتي تيتي مثل ما رحت إيجيتي ".
فالوزارة الحالية مثل طعام المرضى جاءت مسلوقة بلا طعم ولا بهارات فالكل يزدردها رغماً عن انفه....حديث الشارع يقول الخوف كل الخوف ان سبب التعديل جاء لحرف الأنظار عن الملفات الثقيلة التي ينوء بها ظهر الرزاز،ولا يجد لها علاجاً أو ترياقاً لانها مزمنة ومستعصية بحاجة إلى معجزة ربانية.
لكننا نقول وبأمانة لا تشوبها شائبة ان التعديل سابقاً كان يساعد على شراء الوقت للمماطلة،وحرف الانظار يعمي الإبصار عن السلبيات، اما اليوم فالحكومة تقف على خط النار والرزاز يلعب في الوقت الضائع.و صافرة الشعب ستدوي في أذنيه ان لم يصنع شيئاً مذكوراً في اقرب مدة ممكنة.
السؤال الذي يحير الأدمغة ولا يجد الأجوبة الشافية . ان حكومة الرزاز عمرها حوالي مائة يوم أو أكثر قليلا،اي لا زالت خداجاً... فما هي مبررات التعديل ؟! وهل اكتشف دولته سوء اختياره لشخصيات التشكيل ؟!.
اما السؤال الجدير بالسؤال :ـ ماذا تتوقع من حكومة غير برلمانية ولا حزبية ولا لون سياسية ولا اقتصادية، بل هي اختيارات شخصية على مزاج الرئيس،كانتقاء شخصيات قريبة من صاحب الدعوة لوليمة غداء أو حفلة عشاء....باختصار شديد إنها سياسة ارتجال وتلبيس طواقي في كرنفال التوزير....." عش رجباً ترى عجباً "