Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jan-2020

حديث الملك والقراءة الأردنية لأزمات المنطقة!*زيد نوايسة

 الغد

يوجز جلالة الملك عبد الله الثاني في حديثة لقناة فرانس 24 الموقف الأردني ومرتكزات السياسة الأردنية التي تأخذ مساحة مريحة ومستقلة بعيداً عن حالة الاستقطاب والمحاور في التعاطي مع الأزمات الإقليمية التي تعصف بمنطقتنا، ويظهر ذلك في تحديد الأولويات والتحديات كما يقرؤها الملك بجرأة ووضوح وبتعريف دقيق للمصالح الأردنية.
تتزامن المقابلة الشاملة للملك
عبدالله الثاني وهي الأولى في العام الجديد ومن خلال وسيلة إعلام بأهمية وتأثير قناة فرانس 24، مع جولته الأوروبية التي تبدأ اليوم وتشمل بروكسل وستراسبورغ وباريس ويأتي ذلك على وقع التطورات الإقليمية والدولية بالغة الدقة والخطورة.
الأزمة الأميركية الإيرانية هي واحدة من عناوين الزيارة التي ينوي الملك مناقشتها مع الأوروبيين وأهمية العمل على استقرار المنطقة وتجنيبها الانزلاق في صراع مكلف سيتأثر به الجميع، لكن المحور الأساسي في رؤية الملك ومساعيه هو العراق وشعبه، فهم من يدفع الثمن وحان الوقت للبحث في كيفية دعمه وأهمية استقراره وعبوره نحو مستقبل مشرق بعد أن عانى من الحرب والدمار والحصار على مدار أربعين عاماً.
لا يتطرق الملك عبد الله الثاني إلى قضية اغتيال قاسم سليماني فالقرار اميركي ولكن الجهد يجب أن ينصب على التهدئة؛ فالأثر المباشر سيكون في بغداد ودمشق وبيروت وعلى التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمهم هو سيادة العقلانية بدلاً من خطاب التأجيج الذي يؤدي للهاوية. هناك تفاؤل من عدم عودة الأمور في العراق للانزلاق الطائفي والمذهبي، لكن ثمة تحذير من مخاطر عودة تنظيم داعش الارهابي في غرب العراق وجنوب وشرق سورية وامتداده الى ليبيا وبالتالي وصول المقاتلين لأوروبا، وهو ما انفك الأردن يحذر منه ويعطيه أولوية لأن كلفة عودة داعش سيدفعها الجميع وهو أمر في غاية الأهمية.
يستشعر الأردن ويرصد احتمالية قيام إيران أو وكلائها الإقليميين بضرب أهداف أميركية في الأردن ولكنه يعتبر ذلك في إطار التأهب ولكن لا يوجد محاولات ثابتة، وبنفس الوقت يعيد الملك تعريف الهلال الشيعي وهو أول من حذر منه باعتباره واقعيا هلال إيراني وليس شيعيا وهي محاولة يمكن فهمها في إطار تجنب التعريفات المذهبية التي قد تؤثر على مكون عربي شيعي وخصوصا في العراق الذي يقترب منه الأردن في سياق العمل على إخراجه من محنته الطويلة.
يقرأ الملك الخطاب الإسرائيلي الذي ساهم في توقف التواصل بين الطرفين منذ عامين بأنه في إطار الرسائل الداخلية منذ الدخول في مرحلة الانتخابات الإسرائيلية بما في ذلك التلويح بضم الضفة الغربية وهو خطاب يسبب القلق للجميع في المنطقة بما فيهم الأردن بالدرجة الأولى؛ لكن الأردن ينتظر مآلات المشهد الانتخابي حتى يبني على الشيء مقتضاه مع الحكومة الإسرائيلية القادمة ومع ما ستطرحه الولايات المتحدة الأميركية من خلال الفريق المكلف بإعداد خطة التسوية التي لا يعرف عنها شيئا، ولكنها على الأرجح ستطرح قريباً ويجب ان يُعرف محتواها أولاً حتى يتم التعاطي معها.
يدرك الأردن الواقع الجديد في سورية وهو ينسق مع دمشق الرسمية وصولاً لعودة دبلوماسية كاملة، ويرى أن المخرج حل سياسي ودستور جديد يتوافق عليه السوريون وهو ما ينطبق مع التوجه الدولي نحو الأزمة السورية.
التحدي الأكبر كما يراه الملك هو في توفير فرص عمل للشباب في السنوات القادمة، وتجاهل ذلك يعني مزيداً من الاحتجاجات والفوضى ليس في منطقتنا بل في كل العالم الذي يحتاج اليوم إلى 60 مليون فرصة عمل.
حديث الملك عبد الله الثاني يحدد خطوط الدور الأردني في مختلف الملفات واشتباكه الإيجابي، ويقدم قراءة عقلانية ستترك صدى إيجابياً لدى الأوروبيين بعيداً عن سياسة المحاور وهو ما يعطي الأردن هذا الحضور المقدر والمحترم.