Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2019

صلواتٌ على أنقاض الأوطانِ

 الدستور-عبدالناصر الجوهري - مصر

 
يا موْلاي
العامُ الثالثُ والسبعونْ
واحتلَّتْ بيدرَ كَرْمي
حِدَأٌ جارحةٌ
مازالت تمرقُ من أغصان الزيتونْ
فالحِدَأةُ تنقرُ ظَهْرًا،
جِلْدًا،
رأسًا،
وعيونْ
وتحومُ هنالك حول ينابيع الماء،
وتزعج أفياء الصبح،
وتُفْسد - للنخل - العُرْجونْ
حِدَأٌ لا نفْعَ سيأتينا منها
إلا ضررٌ
لاتُؤْكل،
لا تستسخُ حلمًا بالنخوةِ مقرونْ
وتعكِّر صفوَ النيل،
وتحسبُ أن سماء اللهِ.. 
تحصِّنها
أو أن لها حقًّا
فى الأهرامات،
وحتى في كرسىي الفرعونْ
تهاجمنا فى المنشط،
والمَكْره،
في الحِلِّ،
وفي الحرم الآمن،
أو خلف جدارٍ فاصل،
أو بين حصونْ
يا مولاي
أغثْنا
ما تركت حتى لو طيرًا أعْمى
تخطف ما في العُشِّ الهادىء
من أفراخٍ
مُذْ حوصرنا وامتدّ شقاءٌ،
وانهارت للصحو حصونْ 
حتى هلكتْ أزمانٌ،
أعوامٌ،
وسنونْ
مازلنا نشرب كبوتنا
نتبادل ثرثرة اللغو،
نهدِّئ أعصاب النفس
بعُشب الينسونْ
ونترك طير الروض الحالم..
منفردًا وسط الأفخاخ،
يراوده النخَّاسونْ
ونسافر بين التيه وبين التيه..
يباركنا اليأسُ المكنونْ
شاهدةٌ كل نهارات الكون 
على ما ارتكبتْ
كل مخالبها من جُرمٍ،
أو تهجيرٍ،
أو خرْقٍ للهُدنةِ،
أو هدمٍ للمحراب،
تتربَّص جرَّافاتُ الحفريَّات ..
بـ (باب مغاربتي) المرهونْ
حِدَأٌ مهووسٌ بإبادة شعبي
حِدَأٌ لا يعرف إلا لغة الاستيطان ،
وبالتهويد الفاضح مشحونْ
الحُرَّةُ لا تأكل إلا من كدِّ يديها
لا بالسلب ولا بالنهب
ولا بقرار (الفيتو) الملعونْ
البحرُ اعتاد شتاتي
والقارب لا يسبق ريحًا مُهْلكةً
نادى الملاحونْ
موؤدتها ليست في ساح الأقصى
وبقايا (الهيكل) ليست فى القبو المزعوم،
فليست إلا بين ملاحم (صهيونْ)
نادى الملاَّحونْ
ما عُدْنا نقرأُ فى الفاتحةِ (المغضوبَ عليهمْ)
ما عُدْنا نقرأ في التنزيل
(الأحزاب) ،
(الماعونْ)
إرْثى الثائرُ سِبْطُ أبينا
يرقد فى متحف (باريسٍ) ،
و(ليونْ)
في كتب التاريخ استبقى الأسلافُ حُدائى
كنتُ الصابئ وحدي
كنتُ المارق وحدي
أمَّا فى عُزلةِ فقهاء بداوتنا
فبطون (قريشٍ)
تنحاز لـ (أبرهة) المُختلّ،
تروِّج حومةَ (هرمجدونْ)
وتروِّج أن (الدَّجالَ) سيأتي
معه الطاعونْ
والفيلةُ ما عادت تخشع ،
أو تركع،
ساومها الجلادونْ
فالآن يحاصرنا عامُ العُسرةِ،
عامُ مقاطعة الأعراب بشِعْبِ (أبي طالب)؛
إذ نأكل أعوادًا للحنطة جفَّت ،
أو أوراقًا طُمستْ من شجر الليمونْ
يا مولاي
الفقْهُ التبس علينا
المتغيِّرُ منه يحلُّ محلَّ الثابت..
صرنا نقتل بالظنِّ وبالشُّبهة..
قد ملَّ الفتنةَ مثلي
الفلاَّحونْ
البنَّاؤونْ
علِّمنا كيف اخترع الفقْهُ التجديدَ،
وكيف اجتهد الكوفيونْ
امنحنى لو درعًا
أحمى القُدسَ به 
إنى أشتاق سجودي
ويأخذنى للإسراء هُيَامٌ،
وشجونْ
يا مولاي 
انزعْ عنى القيدَ؛
فإنى اشتاق جوادي
أشتاق الوطنَ المكلومَ،
فكم يسبقنى المشتاقونْ
يامولاي 
فإنِّى عربي
يأبى الذُّلَّ
ويأبى بيعَ النفْطِ؛
ليرتدَّ علي مكوسًا ،
وديونْ
إني عربي
رغم عصور النكبةِ، 
والنكسةِ،
لن ينهبنى ثانيةً
محتلٌّ
ويدوسُ بقدميه 
عظامَ المجدِ المدفونْ
فاغفرْ لي
أمْهلني وقتًا آخر للثأر..
فما أمْهلتُ الغاصبَ 
أو فرَّطتُ بأحكام القانونْ
إلا كى أقتصَّ
مِنَ (الفرسان بمالطة)، 
أو من أبناء (الماسونْ).