Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2017

مطلوب عود ثقاب - عوزي برعام
 
هآرتس
 
الغد- الفترة التي نحيا فيها هي فترة صعبة في نظر الكثيرين كفترة تهديد على الديمقراطية الإسرائيلية – الاعتداء على حقوق المواطن والاقليات بدون خجل وبدون الحفاظ على الشكليات أيضا. وميزة اخرى مقلقة تتميز بها فترتنا هي أنه لا توجد معارضة جماهيرية لهذه التوجهات أو احتجاجات حقيقية.
الوضع في الولايات المتحدة يختلف. فقد صعد هناك دونالد ترامب إلى الحكم، وبين الفينة والأخرى يقوم باجراء مؤتمرات صحفية يشاهدها الملايين. يسأل ترامب ويجيب، يتحرش، يعد ويربت على كتف نفسه، لكن توجد أمامه معارضة جماهيرية جريئة. الاحتجاجات تملأ ارجاء الولايات المتحدة الأمر الذي فرض على مؤيديه اقامة قوة موازية. الاحتجاجات لا يمكنها أن تغير قرارات الكونغرس والادارة، لكن الرئيس يعرف أن اقواله لن تواجه هز الكتف أو المقاومة العنيفة.
في إسرائيل هناك عدم رضا كبير من سياسة السلطات. وتظهر الاستطلاعات أن اليمين الواثق من نفسه يسيطر على الاغلبية. "الظل" و"لافاميليا" ليست الوجوه الحقيقية لمجتمعنا، لكن ليس هناك احتجاج حقيقي. فقط قبل بضع سنوات كان هنا احتجاج اجتماعي شارك فيه مئات الآلاف ونشأ من نواة محاربة ومؤمنة. كان بنيامين نتنياهو في حينه فزعا من أن تقوم دفني ليف وستاف شافير بضعضعة حكمه – دخل إلى حالة دفاع وأقام لجنة طراخطنبرغ، وصهر الاحتجاج.
الآن يتحدث نفتالي بينيت بشكل علني عن ضم الضفة الغربية، وصوت تسيبي حوطوبيلي وزئيف الكين لا تختلف. رغم ذلك ورغم وجود اغلبية في الدولة ترفض ضم المناطق بدون اتفاق، فان هذه الاقوال لم تنشئ احتجاجا جماهيريا. لقد انطفأ شيء لدى المعارضين. إنه معسكر من اللا مبالين الذين اعتقدوا في البداية أن الاعتداء على "نحطم الصمت" و"بيتسيلم" لا يحتاج إلى الاحتجاج، يمكن أنهم أملوا أن هذا الوضع السيئ لن يصل اليهم، لكنه وصل. هناك معارضة الآن واستخفاف أيضا، لكن هذا يتركز في الأمل بأن الجهاز القضائي سيضع حدا لحكم نتنياهو.         
وماذا لو سقط نتنياهو؟ هل جميع قوانين التسوية والسرقة ستزول؟ هل سيزول الضرر عن وسائل الاعلام الحكومية؟ هل سيتم كبح نظرية الضم؟ هل كل ذلك موجود فقط لدى نتنياهو؟ هناك اسباب هامة من اجل التظاهر، لأن رؤساء السلطة يقومون بالاستفزاز المقصود بشكل يومي. ولكن الحكومة تعتقد أنه يمكن الحديث عن وسائل اعلام حكومية موجهة من قبل السلطة، وليس هناك سبب للتردد – لأنه لا توجد احتجاجات جماهيرية حقيقية.
إن الرفض يحتاج إلى اختيار مواضيع تعبر عن المجموع. وهذا لن يأتي من داخل الاحزاب القائمة. يائير لبيد لا يريد القيام بعمله من خلال الغضب ضد الحكم. لأن ذلك يحتاج منه اتخاذ موقف. أيضا في حزب العمل يبحثون عن مسارات تأييد انتخابية، ووقتهم ليس كافيا لرعاية احتجاجات جماهيرية. لست على قناعة بأنهم لو أرادوا فسيستطيعون تنظيم الاحتجاجات الكبيرة.
الاحتجاج هو الخروج إلى الشوارع. اقناع الجيران بأن هذا هو وقت الطوارئ الحقيقي للديمقراطية وحرية الصحافة. نواة الاحتجاج بحاجة إلى عود ثقاب كي يفهم الحاخام يغئال ليفينشتاين بأنه بالنسبة للجمهور هو كائن من العصر الحجري، وكي يفهم بينيت أن افكاره الخطيرة غير مقبولة. من شأن الاحتجاج أن يعيد الطاقة إلى الشرايين، وقد نرى حينها من جديد المظاهرات، مثل تلك التي هزت الميادين في أرجاء إسرائيل.