Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2014

«أعراس آمنة».. مسرحية تنهل من الواقعية السحرية
الرأي - جمال عياد -  من المعالجات المميزة لواقع الشعب الفلسطيني مسرحيا تحت الاحتلال، ما طرحته الخميس على مسرح هاني صنوبر، مسرحية « أعراس آمنة» لإبراهيم نصر الله، المأخوذة عن رواية له بالاسم ذاته، والمشاركة في الدورة الحادية والعشرين لمهرجان المسرح الأردني في دورته العربية لعام 2014.
كان الشكل المسرحي المطروح في تناول مأساة الشعب الفلسطيني، منذ القرن الماضي وحتى الان، يراوح بين المباشرة، وغير المباشرة في لغة الطرح المسرحية، عبر لغات جمالية مختلفة، إلا أنها غادرت جميع الصياغات المسرحية جُلها المُباشرة، وبخاصة بعد الاجتياح وخروج المقاومة من بيروت بعد مرحلة 1982.
ولكن العرض المسرحي»أعراس آمنة» الذي وقف خلفه مخرجا ومعدا الدكتور يحيى البشتاوي، جاء واقعيا سحريا، في جمالياته، وذلك لكونه طرح محاكاته واقع المقاومة المسلحة، في حروبها مع أعتى ترسانه أسلحة في المنطقة، وبخاصة رؤية هذه المقاومة للموت كجزء ثانِ مكمل للحياة، هناك في منطقة كما وصفتها الحوارات حيث الخالق، حيث لا تصل حمم وقذائف وحقد الإحتلال.
رسائل المسرحية وصلت أساسا عبر أداء الممثلين زيد خليل ونهى سمارة، ومن جهة ثانية مع جماليات إضاءة محمد المراشدة الذي وفر معمارا سينغرافياً، في الفراغ المسرحي، استطاع من خلاله توفير حيزات، ومناخات وأجواء تناغم معها أداء الممثلين.
كان حضور النص الدرامي المُفاد من رواية نصر الله قويا، للدرجة التي ارتفع معها إيقاعه على نص العرض، ولم يلتفت المخرج والجمهور لذلك بفعل التأثير الحماسي «المخدر» للقضية الفلسطينية في نفوس الناس في تواصلهم مع المأساة التراجيدية. لكن هذه التجربة تعد مهمة للشراكة الجماعية في العرض بين مقترحات البشتاوي الإخراجية، ومن جهة ثانية إضاءة محمد المراشدة، وثالثة للأداء الممتع لزيد خليل ونهى سمارة، في غوصهما دواخل الإنسان الفلسطيني المقاوم ليس في القتال حسب وإنما في كيفية صنع الحياة لجهة استمرارها مجتمعا وثقافةً.
كما وترتدي هذه التجربة أهمية خاصة من حيث تحويل جنس الرواية إلى النص المسرحي، من باب محاولات حل مأزق ندرة النص المسرحي، في الحراك المسرحي العربي، حيث جاءت أول تجربة في المسرح الأردني لحسين نافع عن رواية مؤنس الرزاز، وتلاه حكيم حرب في مسرحة رواية «خشخاش» لسميحة خريس.