Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Sep-2018

حوارات تخدم المجهول* رمزي الغزوي
الدستور - 
 
أشفقت أن تنبري الحبال الصوتية لحنجرة وزير البلديات، صباح أمس وهو يرفع عقيرته؛ لاقناع الجمهور المتوثب المشدود في جرش، ليس بمواد مسودة قانون ضريبة الدخل، بل أن ينضووا فقط بدائرة الحوار بمحيطها الطبيعي. أن يسمعوا كي يُسمعوا. فالكلام (مناقلة) كما قال أجدادنا، يتبادل بين سامع ومستمع، ومرسل ومستقبل.
قبل أن أسال عن الشكل الذي نريده، كي نحقق يوما تفاهمات أو اتفاقات. قبل هذا سأقول؛ إننا لن نستطيع في حال من الأحوال، أن نصل إلى قرار حول أية قضية، مهما كانت بسيطة، بالحوار المباشر مع عموم المواطنين. فهذه رابع المستحيلات، إن لم تكن أولها، وأصعبها، وأعقدها.
لا أقول هذا عن عنجهية، ولا برجوازية، ولا من برج عاجي، لا سمح الله، بل هي حق لا يخفى على أحد، وإلا لما توصل البشر، وعقب فترات صعبة طويلة، من العشوائية والتخبط والاستقواء والإقصاء، لما توصلوا إلى النظام النيابي، بشكله الحالي المتبع في الدول الديمقراطية. أي أن ينوب واحد عن كلٍّ في الحوار، والناقش، واتخاذ القرار.
الأصل أنَّ من يقوم ويدبر وينظم مثل هذه الحوارات هم السادة النواب، كل في منطقته ودائرته واختصاصه. هم يستطلعون آراء الناس، ويجمعون ملاحظاتهم وتعليقاتهم، وينظمونها ويسجلون الملاحظات عليها، حتى تحين مناقشتها في المكان الصحيح، تحت قبة البرلمان.
ربما كان على الحكومة، ألا تدخل في هذا المنحنى الضيق، وهي تعلم وتعرف مدى الاحتقانات، التي تختلج في الصدور هذه الأيام، ثم كان عليها، أن توقف هذه الشكل من الحوار.
الزبدة من المخاض الذي ضربنا، أن الأمر ليس قانون ضريبة أو هريبة. بل هو تسجيل مواقف ليس إلا. تسجيل تطور استعراضي إلى التباري الذي لن يخدم إلا الفوضى وغياهب المجهول. أنا مع أن نرفض بنودا في القانون، ونحاول تغييرها، ولكن ألا نرفض الحوار، وأن نحترم بعضنا، وألا نعد (كحش) الضيوف ومعاملتهم بهذه القسوة بطولة وفتحًا.