Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2018

كفاح عائلة غولدن: النوايا طاهرة..الحملة خطيرة - بن درور يميني

 

هآرتس
 
الغد- ان الكفاح في سبيل اعادة جثماني اورون شاؤول وهدار غولدن الراحلين وتحرير ابرا منغيستو يصعد درجة. ويقود الكفاح اساسا أبوا هدار، ليئا وسيمحا غولدن. وفي اطار تشديد الكفاح، اعاد أمس 400 جندي مشاة ممن شاركوا في الجرف الصامد اوسمة المعركة التي حصلوا عليها.
 
النوايا طاهرة. بخلاف الحملة من أجل تحرير جلعاد شاليط، والتي دارت تحت العنوان غير الرسمي "الاعادة بكل ثمن"، فإن حملة عائلة غولدن تعمل بالاتجاه المعاكس. فالسعي هو للضغط على حماس والامتناع عن كل بادرة انسانية أو مبادرة لاعادة تأهيل قطاع غزة، طالما ترفض حماس اعادة الجثمانين. الموضوع هو أن النوايا في جهة والواقع في جهة اخرى. فعائلة غولدن ومؤيدوها يمكنهم أن يعلنوا الف مرة ومرة بانهم يطالبون بالضغط على حماس وعدم التنازل لحماس او تحرير مخربين، ولكن النتيجة ستكون واحدة: تحرير مخربين. وكلما نجحت الحملة أكثر، فإن الثمن الذي ستضطر إسرائيل دفعه سيكون أعلى.
 
لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم. وكان هذا فيلما معيبا. الحملة من أجل تحرير شاليط اصبحت هستيريا وطنية. في ذروة الحملة، التي تضمنت الاعيب لا حصر لها، مسيرات وضغوطات، كان واضحا أن هذه هستيريا خطيرة تعزز حماس. ولكن الاغلبية التي أسرت في أحابيل الحملة، مع عناوين عاطفة في الصحف، شوشت العقل السليم. كيف يمكن ترك مقاتل أسير لمصيره؟ ادعوا في الحملة. حجة محقة. والمطالبة بان يكون "كل جهد من أجل التحرير"، كانت محقة. ولكنها بسرعة كبيرة ترجمت إلى "كل ثمن من اجل التحرير".
 
في حينه كان واضحا ان تحرير مخربين هو ترك الكثير جدا من الإسرائيليين لمصيرهم لافعال القتل من جانب عظماء الارهابيين الذين خرجوا إلى الحرية. كان واضحا ان التحرير الجماعي هو منح علاوة قوة جدية لحماس. بعض من المحررين، كما كان متوقعا، سيعودون ليفعلوا الامر الوحيد الذي يعرفون كيف يفعلوه: الارهاب.
 
هذا بالضبط ما حصل. سبعة إسرائيليين قتلوا على ايدي محرري صفقة شاليط، وكثيرون آخرون مشاركون في استمرار النشاط التخريبي ضد إسرائيل. يحيى السنوار، الذي أصبح زعيم حماس، هو من محرري صفقة جبريل، وهو الذي يدير المعركة ضد إسرائيل في الاشهر الاخيرة. هو الذي دعا مؤخرا إلى اقتلاع قلوب الإسرائيليين من اجسادهم. هو الذي بادر إلى التقرب المتجدد بين حماس وإيران، والذي يضمن استمرار المواجهة، حملة المسيرات، الطائرات الورقية والبالونات.
 
عائلة غولدن، كما من الواجب التشديد مرة اخرى، تدعو إلى زيادة الضغط على حماس وقادتها. ولكن هذه دعوة عابثة. ففي هذه الايام تماما تجري حملة دولية، تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الانسانية في القطاع. حماس والاغبياء الذين يقفون إلى جانبها يديرون هذه الحملة بنجاح عظيم. وأمس فقط عقد في مسرح تمناع لقاء تحت عنوان "اخرجوا من غزة"، وفي الاسبوع الماضي عقد في الكنيست لقاء عني بالأطفال تحت الاحتلال، كما عني بغزة. في هذه اللقاءات لا يشارك فقط اعضاء القائمة العربية المشتركة وميرتس، فأيديهم تصل حتى حزب العمل.
 
هل يعتقد مدراء "حملة غولدن" بان إسرائيل ستضغط أكثر مما تضغط منذ الآن؟ هل يهم حماس مزيد من الضغط على سكان القطاع؟ هل يخافون التهديدات على قادتهم؟ الا يفهمون أن حملتهم، بالضبط مثل الحملة من أجل شاليط، تخدم حماس؟ هذه ليست نية ابناء عائلة غولدن. كما أن هذه لم تكن أيضا نية اصحاب الحملة من اجل شاليط. ولكن هذه هي النتيجة. ولا شيء غيرها.
 
قلب كل إسرائيلي يقف إلى جانب ابناء عائلة منغيستو وابناء عائلتي شاؤول وغولدن. ولكن التعاطف والالم لا يجب ان يشوشا العقل السليم، وهما لا يبرران ترك المصلحة الوطنية لمصيرها. هذا حصل مرة واحد. والثمن كان عاليا. ثمن دموي أيضا. محظور ان يحصل هذا مرة اخرى.