الغد- أنا من أكبر المعجبين بكتابات السيد محمد أبو رمان ومن متابعيه الحثيثين، كما أنني أحد المستثمرين بشركة "عبر الطريق" التي نالت ترخيصا من أمانة عمان الكبرى مؤخرا لأطلاق خدمة جو-تاكسي والتي ستنافس أوبر وكريم بسواعد أردنية، ولذلك شعرت بضرورة الرد على مقالة أبو رمان علّني انجح بتوضيح الأمور للقراء.

أعتقد ان الكاتب أخطأ حينما أصدر حكما مسبقا بعدم إمكانية اصلاح التكسي الأصفر وبالتالي تجهيزه لمنافسة أوبر وكريم بانيا حكمه هذا على خبرته الأخيرة في العشرة أيام التي كانت سيارته الخاصة تحت التصليح. الخطأ يكمن في أنه قارن التكسي الأصفر اليوم مع أوبر وكريم، حيث إن هذه المقارنة غير صحيحة للأسباب التالية:

أولا: لم تُطلق خدمات جو-تكسي بعد حيث أن سائقي التكسي الأصفر ما يزالون يتصرفون حسب منظومة الحوافز والموانع التقليدية من تعرفة عداد غير عادلة ومن دون أي رقابة عليهم ومن دون أي تغذية راجعة من الركاب ومن دون اي تدريب.. الخ. لذلك فإن ما رآه أبو رمان بالأيام القليلة السابقة لا يمثل أبدا ما ستؤول اليه الأمور بعيد اطلاق الخدمة واصداره الحكم بالفشل القادم لخدمة جو-تكسي هو حكم سابق لأوانه بأحسن الأحوال.

ثانيا: ان العديد من سائقي سيارات التكسي يشتركون مع خدمات أوبر وكريم وغيرها، بل ان البعض من هؤلاء السائقين تركوا الخدمة على السيارة الصفراء واستخدموا سيارات خاصة معتمدين تماما على التطبيقات الذكية. ومن المرجح ان أبو رمان قد ركب مع بعضهم دون أن يدري. ان هذه الملاحظة تثبت انه ليس هناك أي خطأ جيني في تركيبة سائقي التكسي الأصفر، وانه اذا تم تغيير منظومة الحوافز والموانع لهم فإن تصرفهم سيتغير كما أثبتت لنا هذا تجربة سائقي الأصفر على أوبر وكريم.

هذا هو المدخل الذي ستدخل منه جو-تاكسي حيث ستوفر الشركة بالإضافة الى نظام اتصال وتطبيق متطورين (أوبر وكريم لا توفران نظام اتصال لمن لا يملكون الهواتف الذكية او لا يجيدون استخدام التطبيقات) تقوم "عبر الطريق" بتدريب السائقين وتزويدهم بزي موحد، كما توفر فرصة التغذية الراجعة والشكاوي للراكب عن طريق التطبيق. وستقوم الشركة وأمانة عمان باتخاذ الإجراءات المناسبة بحق السائقين الذين لا يمتثلون لتعليمات الشركة والأمانة. كما تقوم الشريكة زين، والتي وقعت الأسبوع الماضي اتفاقية تعاون مع "عبر الطريق" بتوفير خطط لتحفيز السائقين على أداء الخدمة على أفضل وجه من خلال توفير جوائز عينية ومالية للسائقين الممتثلين والذين يقيمهم الركاب بشكل إيجابي.

ثالثا: سيحصل كل سائق استجاب لطلبية عن طريق تطبيق جو-تكسي على 25 قرشا إضافة لقراءة العداد، ما سيشجعه على اخذ الطلبية والتصرف مع الراكب بالشكل المناسب وذلك ليتمكن من البقاء بالخدمة والاستفادة منها.

سائقو التكسي الأصفر هم إخواننا وابناؤنا الذين يكدون ليلا ونهارا ليجمعوا لقمة عيش عائلاتهم، ومن الخطأ الكبير أن نحكم عليهم كقطاع فاشل بسبب منظومة الحوافز والموانع العشوائية التي نتجت تاريخيا عن اهمال الدولة لاحتياجاتهم واحتياجات الركاب، بل علينا أن نشجع كل مجهود يرمي الى تغيير هذه المنظومة للأفضل بدلا من تشجيع البديل غير المدروس وغير القانوني.